الفكر العربي الحديث والمعاصر | المصادر المعرفية لجوّانية عثمان أمين (2)

by الدكتور أحمد ماجد | يونيو 20, 2022 9:10 ص

لم ينظر عثمان أمين إلى مشروعه الفلسفي باعتباره مذهبًا فلسفيًّا متكاملًا، إنّما سعى باتجاه بناء الإنسان على أسس مثالية، لكي يكون مؤهلًا للثورة على واقعه، لذلك عمل على التعدد المعرفيّ الذي يؤدي إلى قيام نهضة حقيقية بمعزل عن الحدية المذهبية المنتشرة في الأوساط الفلسفية، من هنا أتت الجوّانية: “… عقيدة مفتوحة تأبى الركون إلى “مذهب” أو الوقوف عند ” واقع “… وهي فلسفة ثورة أيضًا لأنّها تنشد المثل الأعلى في عليائه بلا ترخص في السعي إليه”[1][1]، وهذا ما يجعل هذه الفلسفة منفتحة على مصادر فلسفية متعددة، مع السعي إلى تثبيت العناصر التي تساهم في صقل شخصية الإنسان وسلوكياته، فما سيقدمه: “تفلسف مفتوح على النفس وعلى الدنيا، متعرض لنفحات السماء في كلّ لحظة، وطريق مبسوط أمام الوعي ينتظر السالكين إلى يوم الدين”[2][2]، وهذا ما سيجعل هذه الفلسفة قريبة من التصوف دون أن تنكر الأبعاد الأخرى، وسنقوم في هذه الورقة باستعراض المصادر المعرفية للجوّانية مقدّمة للحديث عنها.

المصادر الإسلامية

لم تكن فلسفة عثمان أمين معادية للدين، إنّما كانت تنظر إلى نفسها باعتبارها تحمل العناصر الحقيقية للتدين، فهو بنى فلسفتة على قاعدة إيمانية تعتبر أنّ: “ما ترمي إليه الجوّانية في النهاية هو التأكيد على أنّ الدين هو البعد الجوّاني للإنسان [فهو…] دعامة كلّ ثورة واعية”[3][3]. فما أتى به الإسلام من فرائض ذات وشائج قوية بالمبادئ الأخلاقية، تحقق للفرد كرامته الإنسانية وحريته ومسؤوليته، وحسن نيته واستقامة ضميره.. وهذه كلها دعائم تقوم عليها الجوّانية[4][4].

فالدين بجوهره الذي يقوم على الإيمان بالله وبالغيب هو البعد الجوّانىّ الحقيقيّ للإنسان، لأنّ هذا الإيمان يقوم على ثنائية العالم، أي عالم الطبيعة وعالم الروح، أو عالم الشهادة وعالم الغيب، الذي يحيل إلى ثنائية الظاهر والباطن، والإنسان من خلال جعل ظاهره مثاليًّا يؤشر إلى باطنه الذي تهذب بسبب توجهه باتجاه الله تعالى، يكون قد وعى حقيقة وجوده الإنساني: “لذلك فإن الدين يدفع الإنسان ويوجهه إلى البعد الجوّاني في الحياة، وهو البعد الذي يتجاوز الظاهر إلى الباطن، وكذلك عالم المادة إلى عالم الروح”[5][5]، فعثمان أمين كان يرى: “إنّ كلّ الكلام عن الظاهر أو الوقائع أو الحقائق هو في صميمه نظر وتأمل وتفكير فد انفصل وتجرد منذ زمن عن مجال المحسوس والمشهود والعيان[…] لا تقنع نتائج الدراسات العلمية البحتة، وهي تلتمس دائمًا لتفسير تصرف الكائن الإنسانيّ في الفكر أو في السلوك ما وراء الظاهر أي ما هو جوهريّ وأصيل”[6][6].

ولتأكيد هذه الفكرة، ومن أجل إخراجها من إطارها التنظيري، يقدّم عثمان أمين العديد من الشواهد من القرآن الكريم، فقوله تعالى: ﴿لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾[7][7]، وقوله سبحانه: ﴿قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَآ أَذًى﴾[8][8] يفيد إنكار الفهم البرّاني للبر والصدقة، وتأكيد معناها الجوّاني الأصيل.

ولا يكتفي بالشواهد القرآنية لتأكيد وجهة نظره، إنّما يذهب باتجاه السيرة النبوية، ويورد في هذا المجال العديد من الأحاديث النبوية التي يؤكّد على مذهبه الفلسفي، ويورد أن رسول الله (ص)، قال: “إنّ الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”، فالتقابل هنا واضح صريح بين المظهر والمخبر، وبين العرض والجوهر. وقوله: “كم من قائم حظه من صلاته التعب والنصب”، ثم ينتقل إلى سيرة الصحابة فيقوم بالعمل نفسه.

هذا، وقد نهل أمين من التيارات الفلسفية الإسلامية ولا سيّما من التيارات التي تمثّل البعد الصوفيّ، وفي هذا المجال نراه ذهب باتجاه أبو حامد الغزالي، ونظريته التي تقول أن العلم نور يقذفه الله في قلب الإنسان،  فبالنسبة إليه أنّ العقل يبقى قاصرًا عن بلوغ الحقيقة إذا لم يتنور بالنور الإلهي، الذي يكسب المعرفة العقلية صفة البداهة والوضوح والبساطة، وهنا يتحوّل العقل إلى ملكة حكم تحاكم المعرفة المحصّلة بالتجربة، وهنا نلاحظ أنّ جوّانية “أمين” لا ترى تناقضًا بين الحدس والعقل، لأنّ العقل إحدى وسائل الإدراك المعرفيّ لكن الإدراك العقلي يتعلق بجزئيات الظواهر، في حين أنّ الحدس يدرك الكلي؛ فهو فعل تأليفي لجزئيات شعورية، ويستحضر الغزالي ليقول: “العقل منبع العلم ومطلعه وأساسه، والعلم يجري منه مجرى الثمرة من الشجرة؛ والحدس لا يكون إلا بعد تحصيل المعارف وأخذ الحظ الأوفر من أكثرها، وتحصيل العلوم لا يكون إلا بالفعل”[9][9]. والتأثر بالغزالي لا يعني عند أمين الانغلاق على ما هو صوفيّ، لذلك نراه تأثر بعقلانية ابن رشد خاصة في فكرة التأويل. وبعقلانية المعتزلة وصوفية ابن عربي، وهذا ما يجعل هذا المفكر، يسعى إلى إيجاد مصدريات متعددة داخل التراث الإسلامي لتأكيد فكرته التي تقوم على مبدأ التوازن بين الظاهر والباطن، مع جعل الثاني أساسًا للأول.

وهنا لا بدّ من الإشارة إلى تأثره بكل من مصطفى عبد الرازق وأحمد أمين، وكان ولوعه بهذا الأخير مرده إلى اهتمامه باللغة العربية، أما مصطفى عبد الرازق فقد أشبع فضوله في إيجاد حل للإشكالية التي أثارت فكره حول الشروط الكفيلة بتحقيق تنمية واعية موجهة نحو القومية العربية، كما وجد ضالته في آثار محمد عبده الذي كان مصطفى عبد الرازق أحد تلامذته يقول عثمان أمين: “ومنذ ذلك المساء بدأت أحس أني الآن فهمت أستاذي مصطفى عبد الرازق… وأخذت أشعر بقيام رابطة جديدة بينه وبيني، وعرفت بعد ذلك أن هذا الأستاذ الوطني الغيور كان هو نفسه تلميذ للإمام محمد عبده… وسرعان ما صممت بدوري على دراسة آثار الإمام المصلح، فوجدت فيها ما يجيب عن مشاغلي الفكرية وكان ذلك من الدوافع “الجوّانية” التي حملتني… إلى اختيار فلسفة محمد عبده موضوعًا لرسالة الدكتوراه من السوربون”[10][10]. وهذا النقطة الأخيرة، تجعل من فلسفة عثمان أمين تطويرًا لحركة الإصلاح التي بدأها جمال الدين الأفغاني.

هذا ولا يفوتنا أن نذكر أنّ أمين قد تأثر في بداية حياته بالدكتور يوسف كرم وتلقى من عنده ذخيرة معرفية حول فلسفة أرسطو في الأخلاق، لكنّه سرعان ما مال عنه، بسبب طبيعة فلسفته النظرية، كما لجأ إلى أحمد لطفي السيد الذي أمده ببعض النبضات الفكرية حول أثر الفلاسفة.

الغربيين في بعث الروح القومية إبان الثورة الفرنسية ومن بينهم فولتير، ديدرو، جون جاك روسو، دلامبير، ولكنّه لم يجد لديه ما يبحث عنه من فلسفة تنظر إلى الإنسان ببعديه الروحي والمادي.

الفلسفة الغربية

تأثر أمين بالفلسفة لا سيّما التيارات التي جعلت الذات مصدرًا للمعرفة، لذلك استحضر سقراط، وجعله شاهدًا على جوّانيته، من خلال قصة تُظهر أن حقيقة الإنسان في باطنه، وليس في ظاهره، فقال: “رُوي عن سقراط حين رأى رجلًا وسيمًا، بدينًا، قوي الأركان، متين البنيان، فقال له: يا هذا.. كلمني حتى أراك”[11][11]. هذا ولا يخفي أمين إعجابه بأفلاطون، ويعود سبب ذلك إلى اعتقاد الأخير في نظرية المثل ومذهبه الأخلاقي الذي يقوم على الفضيلة، وهذا ما ترك أثره في فلسفته من خلال أمرين: الأول هو اعتقاده بعالم المثل الذي يرادفه لديه ما يسميه بتزكية الوجدان، والثاني بالبعد الأخلاقي الذي يسعى إلى تظهير النفس وصقلها من أجل جعلها قابلة لتلقي المعارف من عالم المثل.

وكما فعل في الفلسفة الإسلامية بالمزج بين البعد الروحي والعقلاني، نراه عند تحليله للفلسفة اليونانية، يبدو متأثرًا بأرسطو الذي كان يعتقد أنّ الفلسفة علم إنسانيّ أصيل تهتم بمشاكل الإنسان والتفكير فيه، يقول: “هناك أشياء واقعة بالفعل وهي منظور إليها على أنّها يجب أن تتغير لأنها لا تتفق مع ما يرسمه المفكر والفيلسوف، فالانتقال من الواقعية القصد منه دائمًا الوصول إلى واقع أعلى وأسمى وأكثر معقولية”[12][12]، فعثمان أمين ينظر إلى الفلسفة باعتبارها تستمد عناصرها من الواقع الإنسانيّ، فهي نقد للواقع وإعادة بنائه بطريقة عقلانية ومع ما ينسجم مع طبيعة الحياة، وهذا ما دفعه إلى الذهاب باتجاه الرواقية ودراستها، وأخذ منها فكرة “العيش بوفاق مع الطبيعة”. وهكذا نرى أنّ عثمان أمين عمل على إعادة بناء المنظر اليونانيّ للفلسفة، وجعله يخدم فكرته.

وعند الانتقال إلى الفلسفة الحديثة، نرى أثر ديكارت واضحًا في فلسفة أمين، حيث أخذ منه فكرة أن أصل الإنسان روح لا جسد، ويعتبر أنّ الفلسفة الديكارتية قد سلكت مسلكًا فريدًا في التاريخ الفلسفي، سار الفيلسوف من النفس إلى الله مباشرة وبغير واسطة”[13][13]. ومفاد هذا أنّ ”ديكارت” كانت جوّانيته روحية حدسية، عرف من خلالها ديكارت بحسب أمين أنّ جوهر النفس هو الفكر وأن جوهر الله هو الكمال وأن جوهر الجسم هو الامتداد. وهذه القراءة التي قدّمها حاول من خلالها أمين تقديم محاولة أصيلة في الفلسفة تمتاز بالتنوع بين التوجيه والدعوة إلى القيم، فالحياة عنده هي عصمة النفس من الرذائل وقيادتها نحو رسالتها التي وجدت لأجلها بالفطرة وهي الخير الأسمى، وهذا ما تعبر عنه جوّانية ”ديكارت” أيضًا التي تؤمن بالنور الفطري وتدافع عن: “النور الفطري المعبّر عن بداهة العقل”[14][14].

كذلك اهتم أمين بفلسفة كانط من خلال الحديث عنه وترجمة بعض كتبه بالإضافة إلى كتب عنه، وفي هذا الإطار يعتبر مؤسسًا للجوّانية عبر المنظومة الأخلاقية التي أقامها، التي أتت لتثبت الواقع وتعطيه بصمة مثالية ذات قوام صلب، وبهذا المنطلق حققت كينونة وأصل العالم الخارجي. يبين عثمان أمين بنفسه ويؤكد مصداقية الفكرة السابقة في كتابه “رواد المثالية في الفلسفة الغربية” حيث يقول: “ما من أحد ممن يأخذون أمور الفكر والحياة مأخذ الجد يستطيع اليوم أن يفكر وأن يعمل من دون أن يضع موضع الاعتبار نظريات كانط وآراءه، لا شك فيه أن فلسفة كانط هي الركيزة الأولى للمثالية الألمانية”[15][15].

إنّ كانط وعثمان أمين لهما نفس المنحى الخلقي الذي يميزهما فهما يعطيان للأخلاق رؤية مثالية، فعثمان أمين اهتم بالحرية التي نادى بها كانط وأنها جوهر الأخلاق وبلا الحرية لا أساس للأخلاق البتة كان: “التشابه بين أخلاق كانط والأخلاق الجوّانية عندما يقدمه عثمان أمين عن أخلاق الغزالي التي يقدمها كنموذج جوّاني للأخلاق، لكنه يظهر أيضًا من خلال تناول عثمان أمين مفهوم الحرية حيث يعتبره الأساس الذي تقوم عليه الأخلاق الجوّانية وبدون الحرية تفقد الأخلاق معناها وتنهار قيمتها”[16][16].

هذا وتأثر عثمان أمين بأفكار الفيلسوف الألماني فيشته، الذي عده رائد الوعي القومي في الفكر الغربي الحديث وذلك من خلال الثورة الفكرية التي فجرها في المجتمع الألماني، عن طريق منتوجه الفكري خاصة كتابه المعنون: “نداءات إلى الأمة الألمانية”، وعنه يقول: “فهذا الكتاب الصغير في حجمه، الكبير في مرماه، المتغني بحب الوطن وحب الإنسانية، الفياض بالإيمان بالمثل والتفاؤل بالمستقبل، والزاخر بالنصح الخالص يوجهه الفيلسوف إلى قومه ومعاصريه… وإلى كل متهاون في حق الإنسانية: مثل هذا الكتاب يجب على أهل الوعي جميعًا في كل أمة أن يقرأوه قراءة تأمل وتدبر واستقصاء” [17][17].

وقد تأثر عثمان أمين بـ “أرنست رينان” و”فريديريك شيلر”، واعتبر أن موقف الأول من الدين يتساوق مع النظرة الإسلامية، بحكم أنه مشبع من حيث باطنه بالمضمون الجوّاني، وإن كان لا يعتبر الدين أصلًا في بناء الروح القومية، إلا أنه لم ينف حاجة الإنسانية إلى الروح الدينية، أما عن الأديب والفيلسوف العالمي شيلر فيقول: ” وكان شيلر يترسم المثل الأعلى وظل يدعو إليه في معظم ما كتب… أما شعره فقد حفل بمبادئ خلقية تقوم على فلسفة كنط شيخ فلاسفة الألمان على الإطلاق”[18][18].

نتبين من خلال المصادر المعرفية الانفتاحية الكبيرة على الفكر الإسلاميّ والفكر الغربيّ، ونلاحظ أنّ أمين أراد أن يبني رؤية فلسفية جديدة، تبني على ما هو أخلاقي أصلًا، وهي تجسر العلاقة بين العقل النظري والعقل العملي، وهنا يثار سؤال كيف قدم أمين هذه الفلسفة؟

 

 

[1][19] – عثمان أمين، الجوّانية، مصدر سابق، الصفحة 9.

[2][20] – المصدر نفسه، الصفحة 113.

[3][21] – المصدر نفسه، الصفحة 363.

[4][22] – المصدر نفسه، الصفحة 191.

[5][23] – عثمان أمين، الجوّانية، مصدر سابق، الصفحة 253.

[6][24]  – المصدر نفسه، الصفحة 24.

[7][25]  – سورة البقرة، الآية 177.

[8][26] – سورة البقرة، الآية 163.

[9][27]  – عثمان أمين، الجوّانية، مصدر سابق، الصفحة 9.

[10][28]  – عثمان أمين، الجوّانية، مصدر سابق، الصفحة 52.

[11][29] – المصدر نفسه، الصفحة 9.

[12][30] – عثمان أمين، نقد المجتمع الإسلاميّ المعاصر، من الملتقى السادس للتعرف على الفكر الإسلامي، الجزائر، 1972، الصفحة 306.

[13][31] – أمين عثمان، ديكارت، القاهرة، دار الطباعة الحديثة، 1966، الصفحة 23.

[14][32] – عثمان أمين، الجوّانية، مصدر سابق، الصفحة 367.

[15][33] – عثمان أمين، رواد المثالية في الفلسفة الغربية، القاهرة، دار المعارف، 1967، الصفحة 5.

[16][34] – غضبان السيد علي، أثر الأخلاق الكانطية في الفكر العربي المعاصر، الصفحة 12.

[17][35] – عثمان أمين، الجوّانية، مصدر سابق، الصفحتان 61-62.

[18][36] – المصدر نفسه، الصفحة 67.

Endnotes:
  1. [1]: #_ftn1
  2. [2]: #_ftn2
  3. [3]: #_ftn3
  4. [4]: #_ftn4
  5. [5]: #_ftn5
  6. [6]: #_ftn6
  7. [7]: #_ftn7
  8. [8]: #_ftn8
  9. [9]: #_ftn9
  10. [10]: #_ftn10
  11. [11]: #_ftn11
  12. [12]: #_ftn12
  13. [13]: #_ftn13
  14. [14]: #_ftn14
  15. [15]: #_ftn15
  16. [16]: #_ftn16
  17. [17]: #_ftn17
  18. [18]: #_ftn18
  19. [1]: #_ftnref1
  20. [2]: #_ftnref2
  21. [3]: #_ftnref3
  22. [4]: #_ftnref4
  23. [5]: #_ftnref5
  24. [6]: #_ftnref6
  25. [7]: #_ftnref7
  26. [8]: #_ftnref8
  27. [9]: #_ftnref9
  28. [10]: #_ftnref10
  29. [11]: #_ftnref11
  30. [12]: #_ftnref12
  31. [13]: #_ftnref13
  32. [14]: #_ftnref14
  33. [15]: #_ftnref15
  34. [16]: #_ftnref16
  35. [17]: #_ftnref17
  36. [18]: #_ftnref18

Source URL: https://maarefhekmiya.org/15034/othmanamin2/