مشاريع فكرية 14 | الدكتور غلام حسين إبراهيمي ديناني

by الشيخ الدكتور محمد الربيعي | يوليو 15, 2022 7:50 ص

المواليد: 1935 م في دينان، من توابع مدينة أصفهان الإيرانيّة.

الدراسة: شرع في الدروس الابتدائية والمتوسّطة في مسقط رأسه، ثم التحق بمدرسة “نيماورد” في أصفهان لمتابعة دروسه الدينيّة، وبعد أن أتمّ دروس المقدّمات والسطوح انتقل إلى قم فحضر دروس الخارج عند بعض أساتذتها، كما لازم دروس الفلسفة للعلامة الطباطبائي.

بعد رحيل آية الله العظمى السيد البروجردي انتقل إلى طهران فَدَرَسَ في جامعتها وأنهى مرحلة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في فرع الفلسفة، ثم هاجر إلى مشهد واشتغل في تدريس الفلسفة في جامعة فردوسي، وبعد زهاء عشر سنوات عاد إلى طهران ليمارس التدريس مرّةً أخرى في جامعة طهران، كما اختير عضوًا في هيئتها العلمية.

من أقرانه: السيد محمد خامنئي والسيد علي خامنئي في قم، والسيد حسين نصر في طهران.

وهو مفكّر وكاتب وأستاذ – متقاعد الآن – في الفلسفة الإسلامية والغربية.

مما يتمتّع به الدكتور ديناني وفرة كتاباته وكثرتها، فهو كثير التأليف بشكل مدهش، ورغم أن كتاباته تتمحور حول المجال الفلسفي والعرفاني – نوعًا ما – إلا أنه كتب أيضًا في الأدب الفارسي الحِكمي فشرح غزليات حافظ وثنائيّات بابا طاهر، كما شرح كتاب گُلشَن راز [= حديقة السرّ] لشبستري.

ذاع صيته من خلال برنامج “معرفت” [= المعرفة] حيث كان ضيفًا على الأستاذ الدكتور إسماعيل منصور لاريجاني، وكانت – وما زالت – تبثّه القناة الرابعة في التلفزيون الإيراني.

من أساتذته:

الشيخ محمد علي حبيب آبادي

الشيخ عباس علي أديب حبيب آبادي

محمد حسن نجف آبادي

حكيم ضياء پور

السيد محمد باقر سلطاني طباطبائي

فکور يزدي

الشيخ عبد الجواد سدهي

الإمام الخميني

الشيخ علي منتظري

السيد حسين الطباطبائي البروجردي

الشيخ محمد علي أراکي

السيد محمد محقق داماد

العلامة الطباطبائي

المناصب التي شغلها:

– إدارة قسم الفلسفة والكلام الإسلامي في جامعة العلوم الرضوية في مشهد.

– عضو الهيئة العلمية في جامعة طهران.

– عضو الهيئة العلمية في جامعة فردوسي.

– عضو الهيئة العليمة في جامعة تربيت مدرّس.

– عضو الهيئة التدريسيّة في مؤسسة الحكمة والفلسفة الإيرانية (مؤسسة حكمت وفلسفة إيران).

الجوائز التي حصل عليها:

فاز أربع مرّات بجائزة كتاب السَنة في إيران عن كتب: حركة الفكر الفلسفي في العالم الإسلامي، العقل والعشق الإلهي، لمعان ابن رشد في الحكمة المشائية، نصير الدين الطوسي فيلسوف الكلام.

 

كُتب حول الدكتور ديناني

كُتبت عدّة كُتب في حقّ الدكتور غلام حسين ديناني ومقامه العلمي، ومنها:

  1. الفكر والتفكير (خردوخردورزی)، علی أوجبي
  2. السيرة والمسيرة (سرشت وسرنوشت)، كريم فيضي
  3. كلام الحكيم (گفتار حکيم)، محمد جعفر محمدزاده
  4. شعاع الشمس (شعاع شمس)، كريم فيضي
  5. مرآة الفيلسوف (آينه‌های فيلسوف)، عبد الله نصري
  6. أسلوب تدريس الفلسفة على أساس دروس الدكتور ديناني (روش تدریس فلسفه بر أساس کلاس‌های ديناني)، پويان پروين اردبيلي

لمحة عن مشروع الدكتور ديناني

هناك ثلاثة ميادين بارزة في مسيرة الدكتور ديناني ومشروعه الفكري هي:

الميدان الأوّل: التأليف؛ فهو غزير التأليف والكتابة، ولا نبالغ إن قلنا إن له في السنة أكثر من منشور وتأليف، يأتي بعد قليل مَسرد ببعض منها.

الميدان الثاني: التدريس؛ فقد امتازت طريقة تدريسه بمحورية السؤال؛ إذ إنه يبدأ الدرس بتوجيه سؤال لأحد الطلبة ويأخذ بالمساجلات العلمية وإشراك بقيّة الطلبة في الحوار والنقاش.

ويمكن الإشارة إلى خصائص درسه بما يلي:

  1. طرح المسألة،
  2. تغيير التوقّع من الفلسفة،
  3. تحمّل مسؤولية كلامك،
  4. جد الهواجس الأساسية التي كانت تشغل بال الفلاسفة،
  5. درس الفلسفة، درس بحث،
  6. تأمّل في المسألة،
  7. قرّر رأيك في عبارة مختصرة واضحة بيّنة،
  8. عليك أن تلتفت إلى لوازم قولك،
  9. لا تُلزم نفسك الإفادة من الاصطلاحات الفلسفية،
  10. لا تتأثر بالآراء الجديدة سريعًا،
  11. حلّل المسائل،
  12. احترم الفلاسفة وثمّن آراءهم،
  13. 13. المعيار الحقيقي هو العقل فحسب،

ومن الجدير بالذكر أنه انتشر – قبل بضع سنين – كتاب مختصر يتكلّم عن أسلوب الدكتور ديناني في تدريس الفلسفة.

الميدان الثالث: البرامج التلفزيونية، وعلى رأسها برنامج “معرفت”؛ حيث كان يتكلّم مع المخاطب بأسلوب بيّن خالٍ من التعقيد والاصطلاحات العلمية الغامضة، خصوصًا وأن مدير البرنامج – الدكتور منصور لاريجاني –  كان يحرص على المداخلات التوضيحية كلما دعت الحاجة، ومما كان يتمتّع به هذا البرنامج أن الدكتور ديناني كان يستخدم أسلوب السؤال بين الفينة والأخرى فيوجّه السؤال إلى المخاطب عن طريق الدكتور منصور لاريجاني وينتظر منه الجواب ثم يسترسل في التوضيح.

وقد فاز هذا البرنامج – ولعدّة مرّات – بجائزة أفضل برنامج للإذاعة والتلفزيون الإيراني، وأكثر البرامج متابعة.

من آراء الدكتور ديناني

يزعم الدكتور ديناني أن ليس هناك فلسفة تُداني حكمة الإشراق، فحتى الحكمة المتعالية لا تداني الحكمة الإشراقية؛ وذلك لأن الحكمة الإشراقية حكمة خالصة لم تأخذ لا من الغرب ولا من الشرق، فصحيح أن السهروردي كتب كتبه الأخرى على مسلك المشاء واليونان إلا أن كتابه الخالد حكمة الإشراق يختلف عن كتبه الأخرى قاطبة، فهو حكمة خالصة.

ويعتقد الدكتور ديناني أن امتياز الفلسفة الغربية عن الشرقية ليس بالجغرفيا والدين بل هما يمتازان كما تمتاز الأشاعرة عن المعتزلة.

كما يعتقد أن الفلسفة بمثابة موجود حيّ واحد لا أجزاء له متمايزة عن بعض، وأنها بمنزلة تيّار واحد جارٍ ومتحرّك وحيوي لا أنهار مستقلة عن بعض.

الإسهامات العلمية للدكتور ديناني:

  1. القواعد الفلسفية العامّة، في مجلدين (ترجم إلى العربية وطبع في بيروت)
  2. حياة الفكر الفلسفي في العالم الإسلامي، في مجلدين (ترجم إلى العربية وطبع في بيروت)
  3. العقل والعشق الإلهي، في مجلدين (ترجم إلى العربية وطبع في بيروت)
  4. المعرفة والمنطق عند الغزالي (ترجم إلى العربية وطبع في بيروت)
  5. الأسماء وصفات الحقّ تعالى (ترجم إلى العربية وطبع في بيروت)
  6. مناجاة الفيلسوف (ترجم إلى العربية وطبع في بيروت)
  7. الاختيار في ضرورة الوجود
  8. الوجود الرابط والوجود المستقل في الفلسفة الإسلامية
  9. الفكر والشهود في فلسفة السهروردي (ترجم إلى العربية وطبع في بيروت)
  10. شبهة الآكل والمأكول
  11. لمعان ابن رشد في الحكمة المشائية
  12. الفلاسفة اليهود وإحدى المسائل الكبرى
  13. الوجود والسُكر، حول الحكيم عمر الخيّام
  14. الفلسفة وميدان الكلام
  15. العقلانية والمعنوية
  16. لغز الزمان وحدوث العالم
  17. كلام ابن سينا وبيان بهمنيار
  18. فكر الحديث (دروس فلسفية)
  19. من المحسوس إلى المعقول
  20. أنا و>الآخر<
  21. السؤال عن الوجود أو وجود السؤال
  22. تحوّلات الفكر الفلسفي
  23. شرح الكلمات المكنونة للفيض الكاشاني
  24. 24. شرح رسالة الزوراء والتهليليّة للعلامة الدواني
  25. 25. شرح رسالة المشاعر لصدر المتألهين
  26. آفاق التفكير
  27. العلامة جلال الدين الدواني فيلسوف ذوق التأله

ملاحظات على مشروع ديناني

  1. طالعتُ شخصيًا مجموعةً من كتب الدكتور ديناني واستمعتُ إلى كثير من برامجه التلفزيونية، وما أجده من انطباع – تجاه إنجازاته العلمية والفكرية – هو السطحيّة وعدم الغور في الأعماق، ولكنّه يُحسن الكلام والبيان والتوضيح بشكل رائع جدًا، فهو عندي لا يرقى إلى مستوى فيلسوف كما يحلو للبعض أن يسمّيه، فليس من شأنه معالجة عويصات الفكر والفلسفة أو أن يترك أثرًا بالغًا في مسيرتهما أو تغيير اتجاههما.

بيد أن هذا النقد لا يخدش في سمعة الأستاذ ديناني؛ فإن له الفضل الكبير في بيان المسائل الفلسفيّة وتوضيحها وتوصيلها إلى المثقّفين بأسلوب جذّاب بيّن.

  1. ومما يلاحظ عليه تصلّبه تجاه الحكمة الإشراقية وتفضيلها على المشائية والصدرائية؛ ورغم أنه رأي خاصّ به، إلا أني أظن أن هذا الرأي لا يخلو من تعصّب، والشاهد على ذلك ما صرّح به في قصّة كتابة كتاب الفكر والشهود في فلسفة السهروردي حيث ذكر: إنه بعد زيارة ياسر عرفات لطهران – بُعيد انتصار الثورة الإسلامية – رأى الدكتور ديناني تأثّر كثير من الشباب بياسر عرفات إلى درجة أنهم أخذوا يُلقون “الچفّية = الغِترة” على أكتافهم، وقد أثار هذا حفيظته، ورغم أنه لم يكن يخالف فكر عرفات إلا أن ذلك لم يكن مريحًا بالنسبة له… فقرّر أن يكتب ذلك الكتاب عن السهروردي كمحاولة لإرجاع الشباب الإيراني إلى أصلهم وتراثهم وقيمهم. (سرشت وسرنوشت، ص 155).
  2. مما يُلفت في أغلب كتبه – إن لم تكن جميعها – شحّة المصادر وعدم توثيق الأقوال في الهامش وإرجاع الآراء إلى مواطنها، وكأنه يعتمد في الكتابة على ذاكرته أو يفرّغ محاضراته الشفهيّة على الورق، وهذا الأمر يسبب ضعفًا للكتاب وعدم اطمئنان في نسبة الآراء إلى أصحابها.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/15136/intellectualworks13/