مشاريع فكرية 16 | الشيخ حميد پارسانيا

مشاريع فكرية 16 | الشيخ حميد پارسانيا

حميد پارسْانِيا

المواليد: (1958 م) في مدينة مشهد الإيرانيّة.

الدراسة: شرع في الدروس الابتدائية والمتوسّطة والثانوية في مسقط رأسه، ثم أتمّ البكالوريوس في فرع الاجتماع بجامعة طهران، وكان من أوائل الطلبة الذين التحقوا بهذا الفرع بعد انتصار الثورة الإسلامية.

كما درس في الحوزة العلمية في مشهد ثم درس الدروس الحوزوية العالية في مدينة قم المقدسة.

وهو مفكّر ومنظّر في حقل فلسفة العلوم الاجتماعيّة وكاتب وأستاذ في الحوزة والجامعة.

من أساتذته:

الميرزا هاشم آملي

الشيخ فاضل لنکراني

الشيخ وحيد خراساني

العلامة جوادي آملي

العلامة حسن ‌زاده آملي

المناصب التي شغلها

عضوية المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران

رئاسة جامعة باقر العلوم من العام 2002م إلى العام 2006م

رئاسة كليّة العلوم الاجتماعيّة في جامعة باقر العلوم

عضوية الهيئة العلمية في جامعة طهران

رئاسة مركز دراسات العلوم الوحيانيّة (معارج) التابع لمؤسسة الإسراء

عضوية هيأة أمناء مؤسسة العلوم والثقافة الإسلامية

لمحة عن مشروع الشيخ پارسْانِيا

يُعدّ الشيخ حميد پارسْانِيا من الشخصيات الفكرية النشطة في الساحة الإيرانية، كما له إسهامات بارزة في الميدان الفلسفي وفلسفة الاجتماع.

ويمكن تقسيم نشاطات الشيخ پارسْانِيا إلى قسمين، هما:

القسم الأوّل: التنظير لفلسفة العلوم الاجتماعيّة

يحاول الشيخ پارسانيا التنظير لفلسفة العلوم الاجتماعية وفق نظام الحكمة الصدرائية القائم على بعض التعديلات التي أدخلها عليه بالاستناد إلى ما توصّل له من أفكار خاصّة، ولذا فإن الجانب الأوّل من فعّاياته ينصبّ على الكتابة والتأليف في مجال العلوم الاجتماعية وفلسفتها، كذلك المحاضرات واللقاءات المتعدّدة في هذا الصدد.

وهنا يمكن الإشارة لكتاب >العوالم الاجتماعية< كأهمّ كتاب يحتوي زبدة أفكار الشيخ پارسانيا، ولحسن الحظ فقد تُرجم هذا الكتاب إلى اللغة العربية وطبع في معهد المعارف ببيروت.

يعتقد الشيخ حميد پارسانيا أن المجتمعات الإنسانية عبارة عن عوالم اجتماعية ثقافية تحكم كل واحد منها رؤية فكرية خاصة مبتنية على النظام الفكري السائد هناك والقيم والأخلاق، وبعض المجتمعات تغض النظر عن القابليات المعنوية للإنسان أو لا توفّر فرصة لتطويرها وتنميتها، وبعض المجتمعات تضيّق الخناق علة الميول الدنيوية التي تمثّل جزءاً من شخصية الإنسان وتجبره على الزهد والتقشّف وتحول دون توظيف طاقته في إعمار الأرض.

ومن هنا فإن أمامنا في العالم المعاصر ثلاثة عوالم اجتماعية هي: العالم الإسلامي، والعالم الغريب، والعالم الحديث (ويعني به الغرب بعد عصر النهضة)، وقد تشكّلت هذه العوالم بالاستناد إلى الخلفيات الفكرية والعقائدية والعلمية لتلك المجتمعات، وأن تلك المجتمعات عُرضة للتغير على امتداد الأجيال والظروف التي تمرّ بها.

وبالرغم من أن كثير من البشر ولد في هذا العالم الدنيوي وهو محكوم بعالم من العوالم الاجتماعية إلا أنه من الممكن تغيير ذلك العالم من خلال انتشار الوعي والمعرفة والإرادة الجديدة، وقد يؤدّي تناقض وتعارض واختلاف الإرادة الموجودة مع الإرادة الجديدة إلى صراع اجتماعي لا محالة.

القسم الثاني: التنظير للحكمة الصدرائية

يُعتبر الشيخ پارسْانِيا من الأشخاص البارزين في الحكمة الصدرائية، فهو وبسبب الأعوام التي قضاها في تحصيل الفلسفة عند كبار أساتذتها في قم أمثال العلامة حسن زادة آملي والعلامة جوادي آملي، وبما يمتلكه من نشاط ونبوغ استطاع أن يأخذ مكانه في هذا المجال العلمي العميق؛ ولذا فتجد أنه قرّر كثيراً من الأبحاث العالية للعلامة جوادي آملي في فن الحكمة والعرفان ومنها على سبيل المثال >عين نضّاخ في شرح تمهيد القواعد<، و>رحيق مختوم في شرح الحكمة المتعالية< في أكثر من عشرين مجلّداً، و>عقلانيت شهود شرح فصوص الحكم<، وغيرها.

ولذا فيمكن القول إن نظامه الفكري مبتنٍ على أساس الحكمة الصدرائية والعرفان الإسلامي.

ولكن من الجدير بالذكر أنه الشيخ حميد پارسانيا لم يكتفِ بالأخذ من الحكمة الصدرائية وتشييد فكره عليها من دون أن ينقدها نقداً بنّاءً، بل هو يدعوا إلى ترميم العلم الحديث وإعادة النظر في العلوم التي ورثناها من المتقدّمين وفق منهج النقد البنّاء أو ما يُطلق عليه >الواقعية الانتقادية<.

كما ويعتقد الشيخ پارسْانِيا أن الوحي القرآني والعقل البرهاني والشهود العرفاني تقع في طول بعضها البعض لا في عرض بعضها، وإن التمسّك بأحدها دون الآخر لا يغني الإنسان في الوصول إلى الحقائق المعرفية، وعلى هذا فإن النظام الفكري الرصين يجب أن يكون مستنداً إلى القرآن والسنّة والعقل والشهود.

من الآثار العلمية للشيخ پارسْانِيا

  1. المنهج الانتقادي للحكمة الصدرائية (روش شناسي انتقادي حكمت صدرائي)
  2. الحقيقة والديموقراطية (حقيقت و دموکراسی)
  3. العلمانية: المباني المعرفية والخصائص الاجتماعية للعلمانية والمعنوية (سکولارسيم، مبانی معرفتی و سيمای اجتماعی سکولاريسم و معنويت)
  4. علم اجتماع المعرفة والعلم (جامعه‌شناسی معرفت و علم)
  5. الخلفيات العقدية والاجتماعية للتعددية (پلوراليسم: زمينه‌های عقيدتی و اجتماعی)
  6. الأخلاق العرفانية (أخلاق عرفاني)
  7. الأمواج السبع للإصلاحات: العلاقة بين التنظير والتطبيق (هفت موج اصلاحات: نسبت تئوری و عمل)
  8. العرفان والسياسة (عرفان و سياست)
  9. الوجود والهبوط (هستی و هبوط)
  10. علم الاجتماع1 و2 و3 كتاب درسي لصفوف السنة العشرة والحادية عشر والثانية عشر من المرحلة المتوسّطة (جامعه‌شناسی (۱) و (۲) و (۳)، سال دهم و يازدهم و دوازدهم دبيرستان)
  11. الدين والحياة 3 كتاب درسي للسنة الثانية عشرة للمرحلة المتوسّطة (دين و زندگی (۳) سال دوازدهم دبيرستان)
  12. النهضة الدينية والعلمانية الكامنة (رنسانس ديني وسكولاريسم پنهان)
  13. العلم والفلسفة (علم و فلسفه)
  14. العوالم الاجتماعية (جهان‌های اجتماعی) (وقد تُرجم إلى العربية وطبع في معهد المعارف ببيروت)

وغيرها، فضلاً عن مجموعة من المقالات.

ملاحظات على آثار الشيخ پارسْانِيا

  1. تتمتّع كتب الشيخ پارسانيا التي قرّرها للعلامة جوادي آملي بالرصانة والمتانة والتنظيم المنطقي الدقيق وعدم الإسهاب وعدم الخروج عن محلّ الكلام، فهي بحقّ مما يستحقّ المطالعة والترجمة.
  2. ولكن كتبه التي كتبها بالاستقلال لا تتمتّع بالمواصفات السابقة، بل ترى فيها أحياناً عدم الانسجام، والغموض وعدم وضوح الفكرة في بعض الأحيان، وعدم أو قلة توثيق الآراء والاستشهاد بالأقوال، وخذ على ذلك مثالاً كتاب > المنهج الانتقادي للحكمة الصدرائية (روش شناسي انتقادي حكمت صدرائي)< وكتاب > النهضة الدينية والعلمانية الكامنة (رنسانس ديني وسكولاريسم پنهان)<.

ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن بعض هذه الكتب كان عبارة عن مقابلات أو محاضرات أو كلمات ألقيت في مناسبات مختلفة وأماكن متعدّدة، أو أن بعضها كان عبارة عن مقالات في موضوعات متنوّعة ثم جُمعت في كتاب. وقد أشير إلى ذلك في مقدّمات بعض تلك الكتب.


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
الشيخ حميد پارسانيامشاريع فكرية

المقالات المرتبطة

فلسفة الدولة في الإسلام

إنّ إدراك مفهوم الدولة وضرورة وجودها بحسب الرؤية الإسلاميّة، لا يتحقّق إلّا بمعرفة مجموعة من المبادئ العقائديّة العميقة.

نحو رشدية عربية (1)

عنوان هذه السلسلة الجديدة من المقالات القادمة له قصة جديرة بأن تُروى؛ بدايتها عندما كنت طالبًا فى السنة الثانية بقسم الفلسفة بجامعة فؤاد الأول في عام 1944

المرأة والتربية العاشورائيّة في لبنان

عاشوراء في العالم كانت ولا تزال مناسبة للمسلمين الشيعة لإحياء التاريخ بدلالاته الحسينية المستمرة عبر الأجيال من خلال استحضار الشهادة وانتصار الدم على السيف

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<