مشاريع فكرية 17 | آية الله الشيخ غلام رضا فيّاضي

مشاريع فكرية 17 | آية الله الشيخ غلام رضا فيّاضي

المواليد: 1949 م في مدينة قم الإيرانيّة.

الدراسة: تعلّم القرآن على يد والدته ومكتب القرآن، ثم التحق بدرس المقدّمات الحوزوية في حوزة قمّ، وبعدها انتقل إلى مرحلة السطوح والخارج على يد كبار علمائها.

ومما يُذكر أن أباه كان يشتغل في البناء وكان ابنه غلام رضا يذهب معه أحيانًا، وفي إحدى المرّات صادف أن يشتغل أبوه في بيت أحد رجال الدين، وعندما رأى هذا الرجل الصبيَّ غلام رضا توسّم فيه الصلاح فنصحه بدراسة العلوم الدينية، وقد اعتنى به هذا الرجل، ودرّسه جملة من الدروس المقدّماتية ومنها كتاب جامع المقدّمات، وهذا الرجل هو الشيخ محمد حسن‌ قاضي‌زاده‌.

ويُعدّ الشيخ فيّاضي من المفكّرين والفلاسفة وأساتذة الحوزة المبرّزين في قم.

من أساتذته:

الشيخ فاضل‌ هرندي

السيد أبو الفضل‌ موسوي‌ تبريزي

آية ‌الله‌ العظمى الشيخ‌ نوري‌ همداني

آية ‌الله‌ الشيخ محمد مؤمن

آية ‌الله‌ الشيخ‌ علي‌پناه‌ اشتهاردي

آية ‌الله ‌العظمى‌ فاضل‌ لنكراني

آية ‌الله ‌العظمى‌ الشيخ وحيد خراساني

آية الله العظمى الشيخ محمد رضا گلپايگاني‌

العلّامة جوادي آملي

العلّامة حسن ‌زاده آملي

العلّامة مصباح يزدي

المناصب التي شغلها:

– رئاسة المجمع العالي للحكة الإسلامية.

– عضوية مجلس خبراء القيادة في إيران.

– عضوية جامعة المدرّسين في قم.

– عضوية هيئة الرئاسة في مؤسسة الإمام الخميني.

– إدارة المركز التخصّصي للفلسفه الإسلاميّة في الحوزة العلمية في قم.

– عضوية هيئة أمناء جامعة قم.

لمحة عن مشروع الشيخ فيّاضي

اهتمّ آية الله الشيخ غلام رضا فيّاضي بالفلسفة والدرس الفلسفي وخصّص له جلّ وقته في الدرس والبحث والتأليف، ولذا فهو يُعدّ من أساتذة الفلسفة المبرّزين، بل ولا مبالغة في القول إنه من الفلاسفة المفكّرين المعاصرين.

ومن المعروف عن الشيخ فيّاضي أنه فيلسوف ذو نزعة مشّائية، فرغم دراسته للحكمة الصدرائية والعرفان الإسلامي، إلا أنه ظل ميّالًا إلى الحكمة المشائيّة، ولكنّي أرى أن هذا الحكم عليه ليس دقيقًا؛ فإن تتبّع كتبه ودروسه وأفكاره يعطي بما لا يقبل الشكّ أن الشيخ فيّاضي صدرائي، إلا أن له مناقشات وآراءً خاصّة خالف فيها الحكمة الصدرائيّة ومال فيها – في بعض الأحيان – إلى بعض آراء المشّاء، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لشخصيّة فكرية كالشيخ فيّاضي.

ودرسه الفلسفي القائم اليوم في كتاب الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، بما يُعرف في أوساط الحوزة العلمية بالبحث الخارج، درس قلّ نظيره في المحافل العلميّة، يمتاز بالعرض السلس والبيان الواضح، ثم الوقوف على جذور المسألة، ثم التحليل الدقيق لأبعاد المسألة، ثم مناقشة المسألة وتجديد الرأي في أحيان كثيرة.

فإن الشيخ غلام رضا فيّاضي يصبّ جُلّ تركيزه على تجديد الفلسفة الإسلامية ومحاولة دمجها في مجالات الحياة العملية، والإفادة منها في الفيزياء والتكنولوجيا والطب والاجتماع والثقافة.

ومن هنا فيمكن عدّ جهوده في هذا الصدد مدرسةً من مدارس الفلسفة الإسلامية المعاصرة، التي امتازت بقوّة التحليل ورصد المستجدات، ومناقشات الآراء الوافدة على الفكر الفلسفي.

يؤكّد الشيخ فياضي كثيرًا على تنقيح فضاء المسألة والواقع الذي يقع فيه البحث، فيميّز بدقّة بين الصعيد المفهومي والصعيد المعنائي لكل اصطلاح فلسفي، وهو بهذا ينقّح الفضاء الذي يحكيه ذلك الاصطلاح، وهذا مطّرد في فكر الشيخ فياضي ومستغرق للفلسفة من أوّلها إلى آخرها.

وقد ربّى الشيخ فيّاضي ثلّة من الطلبة والمحقّقين في الفلسفة الإسلامية.

جدير بالذكر أن الأستاذ فيّاضي يتمتّع بروح معنوية عالية وحسّ أخلاقي فذّ، وقد عُهد إليه بكرسي الأخلاق الرسمي في حوزة قم، والذي تُقام جلساته ليالي الخميس في مكتب السيد القائد الخامنئي، وذلك خلفًا لدرس الأخلاق الذي كان يُلقيه العلّامة الراحل مصباح يزدي (رحمة الله عليه).

من إبداعات الشيخ فيّاضي الفلسفيّة

ذكرنا أن الشيخ فياضي يُعدّ من الأشخاص البارزين في الحكمة الصدرائية، وله إبداعات فكرية وفلسفية كثيرة لا يمكن الوقوف على تفصيلها جميعًا في هذه العجالة، ولكنّا نذكر فهرسةً لأهم إبداعاته في الفلسفة الإسلامية، ونحيل التفصيل إلى كتابه الفارسي جُستارهاي در فلسفة إسلامي.

فمن إبداعاته:

  1. جعل الوجود بالمعنى الأعم موضوعًا للفلسفة.
  2. القول بموجودية الماهية والوجود معًا في الخارج، خلافًا للمشّاء والإشراق.
  3. القول بنظرية >التداخل الوجودي< وأن الوجود داخل في ماهيّات الأشياء كدخول النور في البلور، وهي النظرية التي أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط العلمية في قم، وقد انبرى لردّها أساتذة الفلسفة الصدرائية والعرفان الإسلامي.
  4. القول بانقسام الوجود والموجود كلاهما إلى رابط ومستقلّ.
  5. تقسيم العليّة إلى خارجية وتحليلية.
  6. القول بأن واجب الوجود له ماهيّة.
  7. إبطال القول بقاعدة >الشيء ما لم يجب لم يوجد<.
  8. القول بإمكان عدم المعلول عند وجود علّته التامّة.
  9. القول بالتشكيك في الماهيّة على تفصيل.
  10. القول بواقعية الأعدام والعليّة الواقعية بينها.
  11. القول بعدم استحالة الإمكان بالغير.
  12. القول بالإمكان المعنائي وأنه هو مِلاك حاجة المعلول للعلة.
  13. القول بالاتحاد الوجودي والتغاير التحليلي بين الجوهر والعرض.
  14. اعتقاده بأن الجواهر أربعة.
  15. إبداعه للحمل القريب من الأولي، كقسم آخر من أنواع الحمل.
  16. إنكار وجود العلة الغائية للمعلولات.
  17. القول بالتغيير والحركة والزمان في المجرّدات الممكنة.
  18. القول بأن جميع الموجودات – حتى المادّية – عارفة بالله تعالى.
  19. اعتقاده بأن الأدلة النقلية معتبرة في الاستدلال العقلي وأنها كاشفة عن الواقع.
  20. القول بأن الكلي الطبيعي مهمل مع الطبيعة المهملة.
  21. رأيه في عامل تشخّص الأشياء.
  22. رأيه في بيان المعقول الأول والثاني.
  23. رأيه في تبيين نفس الأمر.

وغير ذلك من الآراء الخاصّة بسماحته.

من الآثار العلمية للشيخ فيّاضي:

  1. الوجود والماهيّة في الفلسفة الصدرائية (هستي و چيستي در مكتب صدرائي)
  2. علم النفس الفلسفي (علم‏ النفس فلسفي)
  3. مدخل إلى نظرية المعرفة (درآمدي بر معرفت ‏شناسي)، وقد تُرجم إلى اللغة العربية وطبع في دار المعارف الحكمية ببيروت.
  4. جدلية الوجود والماهيّة (تقريرات درسه باللغة العربية)

5.حرير الفكر (پرنيان انديشه) وهو عبارة عن أجوبة مستفاضة لمجموعة من الأسئلة التي وجّهت للشيخ فياضي في جلسات ومناسبات متعدّدة، ويُعدّ كتابًا جيّدًا وجميلًا لهداية الشباب وتوجيههم في طريق طلب العلم وإصلاح النفس.

  1. تعليقات على منطق المظفر
  2. تعليقات على بداية الحكمة
  3. تعليقات على نهاية الحكمة
  4. تعليقات على شرح الإشارات
  5. تجديد الفلسفة الإسلامية: الآراء الفلسفيّة لآية الله فياضي (نگاهی نو به فلسفه اسلامی: با تأكيد بر أنديشه هاي فلسفي آيت الله فياضي)
  6. دراسات في الفلسفة الإسلامية (جُستارهاي در فلسفه إسلامي)

فضلاً عن مجموعة من المقالات.

ملاحظات على مشروع الشيخ فيّاضي

  1. بالرغم مما يتمتّع به فكر الشيخ فياضي من الوضوح والسلاسة والدقّة والعصرنة، إلا أنه يمكن الملاحظة عليه بعدم الاهتمام كثيراً بالمنجز العرفاني والتراث الفكري الذي شيّده المحقّقون من العرفاء، فهو منجز لا يمكن الاستهانة به بحال من الأحوال، إلا أن الشيخ فيّاضي معروف بعدم اكتراثه لهذا التراث وعدم الاهتمام به؛ وذلك لأنه يرى أن العرفاء لا يتكلّمون وفق منطق العقل والعلوم النظرية، بل يتكلّمون وفق مكاشفاتهم ومشاهداتم الروحية وهي تجارب شخصية.

وهذا غريب جدًّا من شخصيّة علمية بعظمة الشيخ فياضي الذي درس الكتب العرفانية الرسمية عند كبار أساتذته المعاصرين كالعلامة حسن زادة آملي والعلامة جوادي آملي (درس عنده تمهيد القواعد وشرح فصوص الحكم).

ووجه غرابة ذلك أن العرفان وبعد القرن السادس – تقريبًا – صار علمًا من العلوم المدرسية، وقد اعتمد في تقرير مسائله العرفانيّة على مقدّمات عقلية منطقية، فصار مدرسةً فلسفيّةً عقليةً بلون عرفاني، وحاول أن يثبت مدّعياته ببراهين فلسفية لا تقلّ شأنًا عمّا ساقه الفلاسفة لإثبات مدّعياتهم.

بيد أن الشيخ – ورغم موقفه من العرفان النظري – من الميّالين جدًّا إلى السير والسلوك المعنوي، وربما كان له مسلك عملي أخذه عن أساتذته العرفاء، لا سيما العلّامة جوادي آملي والعلّامة مصباح يزدي، وهما من أتباع مدرسة السيد القاضي (رضوان الله عليه) بواسطة العلّامة الطباطبائي والشيخ بهجت (رحمة الله عليهما).

  1. التوسّع الشديد في درسه الفلسفي، فقد جعل كتاب الأسفار – وهو كتاب موسّع جدًا – محورًا لبحثه الفلسفي الخارج، وهو ما زال في المجلّد الثاني منه، رغم مضي عدّة سنوات.
  2. عدم التطرّق التفصيلي والتأسيس الأصولي لمبانيه الفلسفية، وأذكر هنا على سبيل المثال: قيمة الدليل النقلي وكيفية توظيفه في الفلسفة، قيمة الكشف وكيفية الإفادة منه في الفلسفة، قيمة العقل وحدوده المعرفية، وغير ذلك مما يُذكر في مسائل فلسفة الفلسفة الإسلامية.
  3. ومما يمكن ملاحظته على الشيخ فيّاضي تصلّبه في الفلسفة الإسلامية وازدراؤه للفكر الغربي برمّته، وأن الفلاسفة الغربيين كالأنعام بل أضل سبيلًا.


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
الشيخ غلام رضا فيّاضيمشاريع فكرية

المقالات المرتبطة

التجليات الأخلاقية في المشهد العاشورائي

التجلي في اللغة هو الوضوح والكشف والظهور، كما جاء في سورة الأعراف، الآية 143 ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾

السيدة الزهراء (ع).. الوديعة القدوة

وهكذا جسّدت سيدة النساء (ع) دورها كمرأة تقف بوجه الظروف والأخطار الفكرية لتأدية واجبها القيادي-التبليغي وإعلاء كلمة الله تعالى.

دولة المهديّ باعتبارها نهاية التاريخ والمهديّ باعتباره الرجل الأخير

ليس جزافًا أن سمّى فوكوياما محاولته الكلاسيكيّة نهاية التاريخ والرجل الأخير. إنّها صياغة تحمل شحنةً تحيل على أكثر أشكال الإيمان رسوخًا في وجدان الإنسان الحديث. لقد قدّمت الليبراليّة نفسها تعبيرًا عن التجسيد المقدّس عن حلم البشر بالعدالة والحرّيّة.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<