by الشيخ الدكتور محمد الربيعي | سبتمبر 20, 2022 12:01 م
المواليد: 1949 م في مدينة قم الإيرانيّة.
الدراسة: تعلّم القرآن على يد والدته ومكتب القرآن، ثم التحق بدرس المقدّمات الحوزوية في حوزة قمّ، وبعدها انتقل إلى مرحلة السطوح والخارج على يد كبار علمائها.
ومما يُذكر أن أباه كان يشتغل في البناء وكان ابنه غلام رضا يذهب معه أحيانًا، وفي إحدى المرّات صادف أن يشتغل أبوه في بيت أحد رجال الدين، وعندما رأى هذا الرجل الصبيَّ غلام رضا توسّم فيه الصلاح فنصحه بدراسة العلوم الدينية، وقد اعتنى به هذا الرجل، ودرّسه جملة من الدروس المقدّماتية ومنها كتاب جامع المقدّمات، وهذا الرجل هو الشيخ محمد حسن قاضيزاده.
ويُعدّ الشيخ فيّاضي من المفكّرين والفلاسفة وأساتذة الحوزة المبرّزين في قم.
من أساتذته:
الشيخ فاضل هرندي
السيد أبو الفضل موسوي تبريزي
آية الله العظمى الشيخ نوري همداني
آية الله الشيخ محمد مؤمن
آية الله الشيخ عليپناه اشتهاردي
آية الله العظمى فاضل لنكراني
آية الله العظمى الشيخ وحيد خراساني
آية الله العظمى الشيخ محمد رضا گلپايگاني
العلّامة جوادي آملي
العلّامة حسن زاده آملي
العلّامة مصباح يزدي
المناصب التي شغلها:
– رئاسة المجمع العالي للحكة الإسلامية.
– عضوية مجلس خبراء القيادة في إيران.
– عضوية جامعة المدرّسين في قم.
– عضوية هيئة الرئاسة في مؤسسة الإمام الخميني.
– إدارة المركز التخصّصي للفلسفه الإسلاميّة في الحوزة العلمية في قم.
– عضوية هيئة أمناء جامعة قم.
لمحة عن مشروع الشيخ فيّاضي
اهتمّ آية الله الشيخ غلام رضا فيّاضي بالفلسفة والدرس الفلسفي وخصّص له جلّ وقته في الدرس والبحث والتأليف، ولذا فهو يُعدّ من أساتذة الفلسفة المبرّزين، بل ولا مبالغة في القول إنه من الفلاسفة المفكّرين المعاصرين.
ومن المعروف عن الشيخ فيّاضي أنه فيلسوف ذو نزعة مشّائية، فرغم دراسته للحكمة الصدرائية والعرفان الإسلامي، إلا أنه ظل ميّالًا إلى الحكمة المشائيّة، ولكنّي أرى أن هذا الحكم عليه ليس دقيقًا؛ فإن تتبّع كتبه ودروسه وأفكاره يعطي بما لا يقبل الشكّ أن الشيخ فيّاضي صدرائي، إلا أن له مناقشات وآراءً خاصّة خالف فيها الحكمة الصدرائيّة ومال فيها – في بعض الأحيان – إلى بعض آراء المشّاء، وهذا أمر طبيعي بالنسبة لشخصيّة فكرية كالشيخ فيّاضي.
ودرسه الفلسفي القائم اليوم في كتاب الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، بما يُعرف في أوساط الحوزة العلمية بالبحث الخارج، درس قلّ نظيره في المحافل العلميّة، يمتاز بالعرض السلس والبيان الواضح، ثم الوقوف على جذور المسألة، ثم التحليل الدقيق لأبعاد المسألة، ثم مناقشة المسألة وتجديد الرأي في أحيان كثيرة.
فإن الشيخ غلام رضا فيّاضي يصبّ جُلّ تركيزه على تجديد الفلسفة الإسلامية ومحاولة دمجها في مجالات الحياة العملية، والإفادة منها في الفيزياء والتكنولوجيا والطب والاجتماع والثقافة.
ومن هنا فيمكن عدّ جهوده في هذا الصدد مدرسةً من مدارس الفلسفة الإسلامية المعاصرة، التي امتازت بقوّة التحليل ورصد المستجدات، ومناقشات الآراء الوافدة على الفكر الفلسفي.
يؤكّد الشيخ فياضي كثيرًا على تنقيح فضاء المسألة والواقع الذي يقع فيه البحث، فيميّز بدقّة بين الصعيد المفهومي والصعيد المعنائي لكل اصطلاح فلسفي، وهو بهذا ينقّح الفضاء الذي يحكيه ذلك الاصطلاح، وهذا مطّرد في فكر الشيخ فياضي ومستغرق للفلسفة من أوّلها إلى آخرها.
وقد ربّى الشيخ فيّاضي ثلّة من الطلبة والمحقّقين في الفلسفة الإسلامية.
جدير بالذكر أن الأستاذ فيّاضي يتمتّع بروح معنوية عالية وحسّ أخلاقي فذّ، وقد عُهد إليه بكرسي الأخلاق الرسمي في حوزة قم، والذي تُقام جلساته ليالي الخميس في مكتب السيد القائد الخامنئي، وذلك خلفًا لدرس الأخلاق الذي كان يُلقيه العلّامة الراحل مصباح يزدي (رحمة الله عليه).
من إبداعات الشيخ فيّاضي الفلسفيّة
ذكرنا أن الشيخ فياضي يُعدّ من الأشخاص البارزين في الحكمة الصدرائية، وله إبداعات فكرية وفلسفية كثيرة لا يمكن الوقوف على تفصيلها جميعًا في هذه العجالة، ولكنّا نذكر فهرسةً لأهم إبداعاته في الفلسفة الإسلامية، ونحيل التفصيل إلى كتابه الفارسي جُستارهاي در فلسفة إسلامي.
فمن إبداعاته:
وغير ذلك من الآراء الخاصّة بسماحته.
من الآثار العلمية للشيخ فيّاضي:
5.حرير الفكر (پرنيان انديشه) وهو عبارة عن أجوبة مستفاضة لمجموعة من الأسئلة التي وجّهت للشيخ فياضي في جلسات ومناسبات متعدّدة، ويُعدّ كتابًا جيّدًا وجميلًا لهداية الشباب وتوجيههم في طريق طلب العلم وإصلاح النفس.
فضلاً عن مجموعة من المقالات.
ملاحظات على مشروع الشيخ فيّاضي
وهذا غريب جدًّا من شخصيّة علمية بعظمة الشيخ فياضي الذي درس الكتب العرفانية الرسمية عند كبار أساتذته المعاصرين كالعلامة حسن زادة آملي والعلامة جوادي آملي (درس عنده تمهيد القواعد وشرح فصوص الحكم).
ووجه غرابة ذلك أن العرفان وبعد القرن السادس – تقريبًا – صار علمًا من العلوم المدرسية، وقد اعتمد في تقرير مسائله العرفانيّة على مقدّمات عقلية منطقية، فصار مدرسةً فلسفيّةً عقليةً بلون عرفاني، وحاول أن يثبت مدّعياته ببراهين فلسفية لا تقلّ شأنًا عمّا ساقه الفلاسفة لإثبات مدّعياتهم.
بيد أن الشيخ – ورغم موقفه من العرفان النظري – من الميّالين جدًّا إلى السير والسلوك المعنوي، وربما كان له مسلك عملي أخذه عن أساتذته العرفاء، لا سيما العلّامة جوادي آملي والعلّامة مصباح يزدي، وهما من أتباع مدرسة السيد القاضي (رضوان الله عليه) بواسطة العلّامة الطباطبائي والشيخ بهجت (رحمة الله عليهما).
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/15326/intellectualworks16/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.