قليلٌ من الصبر وبعض التواضع

قليلٌ من الصبر وبعض التواضع

تصاب بالدهشة عندما ترى كل هذا النقد لموقف المقاومة فيما يتعلق بقضية العمل على فتح الطريق لاستخراج النفط والغاز، وكذلك ما تفاوض عليه الدولة اللبنانية لجهة ترسيم الحدود على الجبهة الجنوبية، وذلك  قبل أن يتم الكشف حقيقة عن نتائج المباحثات، وبالرغم من كون المقاومة ليست طرفًا مباشرًا في التفاوض، وقد لا يعنينا موقف الطرف المعادي الذي يقف ضدك لأنه ضدك وسيان عنده النتائج، فإن خسر لبنان وخسرت  المقاومة سيقول: إن المقاومة هي السبب، وإذا ربح لبنان وربحت المقاومة سيقول: إن المقاومة لزوم ما لا يلزم، لكن المدهش هو النقد من قبل جزء من المثقفين الذين يزايدون بموقفهم المقاوم على المقاومة، وتستطيع أن تشبّه هؤلاء المنتقدين بجمهور يحضر مباراة كرة قدم من على شاشة التلفزيون دون أن يبذل عناء الاقتراب من الملعب حتى، ويستمر بالصراخ وبالسباب ضد لاعبي ومدرب الفريق الذي يحبه ويشجعه على اعتبار أن اللاعبين والمدرب مخطئين في طريقة أدائهم، وأنه لو كان هو مكانهم لفعل الأفاعيل ومزق شباك الخصم بألف هدف، وناور وراوغ أفضل من مارادونا ناسيًا أن كرشه يتدلى أمامه، وأنه سيصاب بضيق التنفس إذا ركن سيارته بعيدة مئة متر عن المكان الذي يقصده.   وعندما تقول له هون عليك يا صديقي فالمدرب أعدّ خططه، وجهز لاعبيه. واللاعبون بدورهم يبذلون جهودهم والمباراة لا زالت في أوجها، والدورة مفتوحة ولن تنته قريبًا، وأمامنا مباريات كثيرة ومفاجآت كثيرة، فلنقم نحن بدورنا كمشجعين بانتظار النتائج، وحبذا لو نذهب سويًّا إلى الملعب ونشاهد ونسمع عن قرب نكون أقدر على تقدير الموقف.

 

الأستاذ علي الشاب

الأستاذ علي الشاب

متابع للشؤون الأفريقية


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
الثروة النفطيةخطاب المقاومة الإسلامية

المقالات المرتبطة

مقاومة بحجم الخيال..نصر بحجم الحلم

يتحدث وليام بلوم – كاتب أمريكي وموظف سابق في قطاع الدولة – في كتابه الشهير Rogue state قائلًا: “لو كنت أنا الرئيس،

الأسلوب الحجاجي السائغ في الخطاب الميثمي الجامع

يقدم الباحث المغربي الدكتور إدريس هاني، قراءةً للأسلوب الحجاجي مقارنةً بالأسلوب البرهاني

مناهج واتجاهات البحث الديني

تمثل التساؤلات الأساسية في هذا البحث، بحثًا عامًا يتصل بأقسام مناهج البحث واتجاهاته، في مجال الأبحاث الدينية.

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<