by محمد جواد فاضل عبد الرسول أبو الشعير الموسوي | نوفمبر 11, 2022 12:31 م
نقل الحديث عن نظام ولاية الفقيه من المنطقة التقليدية المشهورة في إثبات حجيتها الدينية وتقليد المكلف، إلى منطقة الجرأة في عرضها كنظام سياسي إداري يتكفل ببناء دولة، هذه الدولة والنظام هما المكلف على حد سواء، فلا يمكن الفصل بينهما مهما حاولنا.
في عالم متدين مليء بالمشاكل تبرز الحاجة إلى نظام سياسي إداري يتولى شؤون ونواحي الحياة كافة، وكذلك للجواب على التساؤلات التي تنشأ بسبب فقدان الوعي التديني، الذي يصوِّر التنوع في اتباع التعليمات الدينية صراعًا دائرًا بين اتجاهي الفتوى المتمثل في الحسبة وولاية الفقيه. ولا أدري ما الداعي للبقاء في طرح المسألة بحياء وتوجس خيفة وحصرها في المناقشات الدينية وقد أثبتت وجودها من خلال حضورها في الساحتين الإداريتين للملفين الخارجي كسياسة، والداخلي كإدارة.
رجوع الجاهل إلى العالم عند الحاجة إلى جواب تام، وهو أمر عقلي لا عقلائي. مثاله أن من يريد أن يضع زجاجًا على شبابيك بيته يذهب إلى بائع الزجاج وليس إلى الحداد. وأغلب المسائل التي ذُكِرت في بابه عقلائية.
الرجل في اسكتلاند يرتدي التنورة التي متعارف بيننا أنها من ملابس النساء، ويرتدي البدلة الرجالية التي في أوروبا، أو الرداء العربي فهذا أمر عقلائي يختلف ويتخلف.
العقلي مجموع زوايا المثلث تساوي 180 درجة متى ما كان هناك شيء اسمه مثلثًا لا يختلف ولا يتخلف.
العقلي قواعده لا تقبل التخصيص بل فيها تخصص.
كل شخص لا يرجع إلى أهل الخبرة في شؤونه هو من الأساس لا يمكنه أن يحيا حياة بشرية. فيجب عقلًا الرجوع فيها إلى من هو أهل لننال منه جوابًا تتوصل من خلاله إلى براءة الذمة يوم الحساب.
دليله في سيرة الفقهاء: عندما يسأل المكلف مرجع تقليد، فالمرجع لا يسأله أنت تقلد أيا من المراجع، ولو كان التبعيض غير جائز لوجّه السائل بسؤال من يقلده المكلف المذكور فإن المسألة الابتلائية ليست عارضة للمرجع بل للمقلد نفسه. والمرجع الذي وجهوا إليه السؤال ليس من واجبه أن يعلم بفتاوى غيره.
إضافة إلى أن الفقيه استند في الوصول إلى فتاويه اعتمادًا على التراث الروائي فلم يعدل عن الصراط المستقيم.
بحثه من جوانبه:
ولم يثبت أي منها، بل إن مستند الفقيه روايات أهل البيت (ع) كاف في الرجوع إلى تلك الفتاوى، وإلا ما جاز الأخذ بروايات الرواة لأنهم توفوا أو استشهدوا، ومن جهة التاريخ لم يبوب التقليد بهذا الشكل إلا قبل ما يقرب من 200 سنة أو أقل، ومن الناحية العقائدية أن الميت أو الحي ما لم يرجع إلى المعصوم ما جاز الرجوع إلى فتاواه، وأغلب أدلة التقليد في تفرعات كتابه أي التقليد استحسانية لا دليل عليها…
أهم ميزة فيه تتمثل في نظام المشورة التي تميزه عن نظام التفرد لأنه نابع من المجتمع، الممثَل في مجلس الخبراء.
من الناحية الفقهية نوقش بشكل مستفيض، ومن ناحية الوجود على أرض الواقع لا يتضارب مع نظام الحسبة ولا يتقاطع معه، لكنه من حيث إدارة شؤون الدولة ثبتت الحاجة له، لم يطرح بشجاعة كافية كمنهج سياسي، هذا ليس مهمًّا بقدر أهميته كنظام حاله حال الأنظمة، وهو نظام مختلط حاله حال باقي الأنظمة المختلطة حتى النافذة الآن كالنظام الديمقراطي ففيه تعيين لجنة تنظر في ملفات المرشحين، فقد يسمح للمرشح المشاركة في الانتخاب إن كان موافقًا للنظام السياسي ولا يسمح بخلافه، وكذلك الحال بالنسبة إلى نظام ولاية الفقيه السياسي فيه تعيين وفيه انتخابات وأغلبية وأقلية. ومن هنا وما دام الولي الفقيه:
تنتهي مشكلة البحث عن صفة الأعلمية لـ:
إن المكلف في ولاية الفقيه هو الدولة والنظام سياسة وإدارة، ومسائل العبادات يتصدى لبيانها إما نفس من تولى القيادة العامة، أو كل فرد مكلف يرجع في عباداته إلى مرجع تقليد تصدى لهذا الباب، وأما في المعاملات فيختلف التكليف من تكليف فرد إلى تكليف فرد ونظام (السياسة كإدارة خارجية وإدارة شؤون الدولة على المحور الداخلي).
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/15477/alwilaya-2/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.