توصيات مؤتمر “الترجمة في رحاب الفلسفة”

عقد اتحاد المترجمين العرب، المنظمة العربية للترجمة، ومعهد المعارف الحكمية مؤتمرًا دوليًّا بعنوان: “الترجمة في رحاب الفلسفة” يومي الجمعة والسبت 10 و 11 شباط فبراير 2023 وذلك بحضور عدد من الباحثين من العالم العربي(لبنان، تونس، المغرب، سوريا، العراق، والجزائر) فضلًا عن مشاركين من فرنسا وكندا وإيران.  

وقد بحث المشاركون في المؤتمر في مواضيع متخصصة تتعلق عمومًا بالعلاقة بين اللغات الأجنبية واللغة العربية ومسألة نقل المفاهيم في ما بينها، مع تركيزها خصوصًا على ترجمة النص الفلسفي وعلاقة الترجمة بالهوية والاختلاف والأخلاقيات. كما سلّط المؤتمر الأضواء على خصوصية نقل الفلسفة العربية والإسلامية إلى اللغات الأخرى.

ثم تركزت الأبحاث المقدمة على المصطلح الفلسفي ما بين اللغات الأجنبية “الإنكليزية، الفارسية، الفرنسية، والألمانية” واللغة العربية، لدرجة أن ترجمة المصطلح الفلسفي يمكن أن تصل إلى حد التفلسف.

 وقد ركّز الباحثون على ضرورة تعمّق المترجم في المفاهيم الفلسفية قبل أن يبدأ عمله في ترجمة النص الفلسفي، ذلك أن عملية الترجمة تبدأ بالقراءة وتمر بالتأويل قبل أن تحصل عملية الترجمة.

من ناحية أخرى تناول بعض الباحثين في المؤتمر مسألة الترجمة الآلية ومدى صلاحيتها في ترجمة النصوص الفلسفية وخلصوا إلى أن دور الإنسان يسبق دور الآلة ويحدد مدى نجاعتها.

ومن المواضيع الرئيسة التي عالجها المؤتمر هو “مفهوم ما لا يترجم”، والعلاقة التي يؤسسها الانتقال من لغةٍ إلى أخرى في الترجمة، فما بين اللغتين مهمٌ بقدر ما يحصل في كل لغةٍ على حدةٍ.

ومن خلال المناقشات العميقة التي جاءت بعد مداخلات الباحثين، اتفق الحاضرون باحثون ومناقشون على اعتماد التوصيات الآتية:

  1. يتقدم المشاركون بدايةً بجزيل الشكر لمنظمي هذا المؤتمر أي ” اتحاد المترجمين العرب، ومعهد المعارف الحكمية، والمنظمة العربية للترجمة” لحرصهم على طرح مواضيع هامة ودعوة كبار الباحثين لمناقشة هذه المواضيع، كما يقدّرون المستوى العالي لأدائهم إن على الصعيد العلمي أو على صعيد إدارة المؤتمر.
  2. يوصي المشاركون في المؤتمر باستكمال الموضوعات المطروحة ضمن الجلسات في شكل ندوات متخصصة تعقد حول النقاط الأساسية التي أثيرت فيه، وكذلك تنظيم مؤتمراتٍ مشابهة بشكلٍ دوري.
  3. يوصي المشاركون في المؤتمر بطباعة كل أعمال هذا المؤتمر في كتابٍ يضم الأعمال البحثية التي قدمت.
  4. يدعو المشاركون كليات الترجمة في الجامعات العاملة في العالم العربي والإسلامي إلى التركيز على تكوين المترجم تكوينًا علميًّا متخصصًا وهادفًا لا سيما في مجال ترجمة الفلسفة.
  5. يدعو المشاركون للتعاون المشترك بين المنظمات والمؤسسات العاملة في الترجمة على نقل الأعمال الفلسفية الكبرى إلى العربية. ليس فقط الفلسفة الغربية، بل كل ما يتعلق بالفلسفة في العالم من الصين إلى اليابان وغيرهما.
  6. يركز المشاركون على أهمية وضع معاجم متخصصة في مجمل الفروع الفلسفية وتوحيد المصطلحات الفلسفية العربية.
  7. ونظرًا لنجاح التعاون الثلاثي بين اتحاد المترجمين العرب، المنظمة العربية للترجمة ومعهد المعارف الحكمية، يوصي المشاركون بتعزيز التعاون بين مختلف الجهات العاملة في البحث الفلسفي وترجمة الأعمال الفلسفية.
  8. ولمّا كانت الفلسفة أم العلوم، يلفت المشاركون انتباه السلطات المعنية إلى ضرورة تعزيز تعليم الفلسفة ودعم ترجمة النصوص الفلسفية في مختلف المجالات.
  9. ويدعو المشاركون إلى تضافر جهود الباحثين والمترجمين لإنجاز كشف بالأعمال الفلسفية ومتابعة ترجمة ما لم يترجم من النصوص الفلسفية الكبرى.
  10. ختامًا يدعو المشاركون إلى العمل على ترجمة المصادر والمراجع الخاصة بالمدارس الترجمية المتنوعة في العالم خدمةً للباحثين في الحقلين الترجمي والفلسفي.



المقالات المرتبطة

ترويج الغرب لصورة نمطية عن الإسلام- الدكتور فوزي العلوي

يروّج هذا الغرب صورة نمطية عن الإسلام أي إسلام الصحراء والتخلف والغرائز. ويُخرج الإسلام من دائرة الخطاب الجماعي إلى خطاب فردي وشطحات لا علاقة لها بما هو اجتماعي جمعي تاريخي.

الحمد وابتداع الخلق: الدرس السادس

تابع سماحة الشيخ شفيق جرادي سلسلة الدروس المتعلقة بالحمد وابتداع الخلق، حيث أكمل شرحه في الدرس السادس من هذه السلسلة للدعاء الأول من الصحيفة السجادية والذي يتمحور حول تحميد الله عز وجل.
وقد استكمل سماحته في الدرس السادس الحديث حول مسألة حب العبد لربه، وحب الباري عز وجل لعبده.

الإعلام الديني ودوره في مواجهة التطبيع

الإعلام الديني ودوره في مواجهة التطبيع

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<