نظريتان مهمتان حول لغة القرآن الكريم

نظريتان مهمتان حول لغة القرآن الكريم

لقد ذُكرت نظريات كثيرة حول لغة القرآن الكريم، وهي متكثّرة متعدّدة، وأُثير على بعضها أو أغلبها أو كلها ـ ربما ـ ملاحظات كثيرة، لذلك فيمكن لنا ـ هنا ـ تحديد نظريتين مهمتين بخصوص لغة القرآن الكريم، هما:

أ . النظرية الأولى: نظرية اللغة الواضحة

مفادها أن القرآن الكريم واضح جدًّا، وأن ورود ألفاظ كـ(العام)، (السنة)، (الحول)، (الحجة) هو لأنها مختلفة ومتغايرة فيما بينها، وحينها فإنه لا يكون في القرآن الكريم ترادف.

كذلك يمكن القول بنحو ما إنه ليس هنا أي (مجاز)، أو (كناية)، أو (تشبيه) كما في اللغة العادية، بل كلٌ بحسبه.

لكن سيكون هنا سؤال مهم حول القرآن الكريم وفق هذه النظرية، وهو حول وجود (المتشابه) في القرآن الكريم؟ وكذلك وجود ألفاظ ومفردات غير واضحة كـ(الحروف المقطعة) في القرآن الكريم، فما هو الجواب؟

ب . النظرية الثانية: نظرية اللغة المشفرة

أي إن القرآن الكريم قد جاء بعبارات (مشفرة) في مواضع وموضوعات معينة، وذلك لغايات لربما منها (الحفظ)؛ أي حفظ القرآن الكريم من يد المتلاعبين، حينها فإن الألفاظ كـ(عام)، و(سنة)، و(حول)، و(حجة) هي واحدة، والترادف ـ هنا ـ يجري فيها وفي غيرها، وذلك لأجل حفظ القرآن الكريم، لكننا ـ هنا ـ لن نمنع (المجاز) المساوق للمبالغة وللكذب كونه يعني خلاف الحقيقة، ليثار سؤال هو: هل في القرآن الكريم مبالغة وكذب وأساطير وتخيلات؟

وكذلك لن نمنع وقوع (الكناية)، و(التشبيه) في القرآن الكريم كما في اللغة العادية، فما هو الحل؟ وما هو تخريجها وتوجيهها؟

للجواب عن الأسئلة المتقدمة، وحلًّا للإشكاليات نقول: إن النظرية الأولى (نظرية اللغة الواضحة) هي الأصح والأصلح عندنا، فإن لغة القرآن الكريم هي لغة واضحة، وكل لفظة وردت لها خصوصياتها ولها معانيها، وبذلك فإنه لا يوجد ترادف في القرآن الكريم، وبالتالي نمنع وجود (المجاز) بالدرجة الأولى، ومن ثم نمنع وبنسب ووفق منهج معين (الكناية) و(التشبيه) من الجريان في القرآن الكريم كجريانها في اللغة العادية.

أما بشأن وجود (المتشابه) في القرآن الكريم، ووجود (الحروف المقطعة) فإن القرآن الكريم قد أجاب عن ذلك، بأن هذه الموارد هي من خصوصيات (الراسخ)، فإنه ولأجل أن تعرفه الناس، قد اختصه الله تعالى بامتلاك أمور ومعرفة أمور كثيرة منها: معرفة (المتشابه)، و(الحروف المقطعة) في القرآن الكريم على سبيل المثال، والتي أوردت جملة من الأحاديث والأقوال بأنها أسرار ما بين الله تعالى وعباده الذين اصطفى من أنبياء وأوصياء (ع).



المقالات المرتبطة

قراءة في كتاب  “معرفى ونقد منابع عاشورا”

بَحثُ هذا الكتاب يدور حول مصادر واقعة الطف، حيث إن الكاتب “سيد عبد الله حسيني” قام بعملية مقارنة بين النصوص وقيّمها

الدعاء في القرآن

الدعاء وهو دوّ وعاء= دعاء، كما قلنا، يقوم على حركية الخطاب المتبادل من الداعي والمدعو له الذي هو أيضًا داع.

الأسطورة والجسد

الأسطورة في اللغة العربيّة من سَطَر، وهي بمعنى خَطَّ، ويُقال للشجر المغروس ونحوه، وهي عندما تطال الكلام تشير إلى التأليف الذي لا يخضع لنظام

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<