أم الشهداء- اليوم الأول

افتتح معهد المعارف الحكمية (هيئة أحيوا أمرنا) سلسلة مجالس الليالي الفاطمية، في معهد المعارف، مجمع الإمام المجتبى، 18/12/2023 الساعة 3:30 عصرًا، بآيات من القرآن الكريم، ثم محاضرة لسماحة الشيخ شفيق جرادي، بعنوان: “أم الشهداء”، وسيتحدث سماحته حول هذا العنوان على مدى ثلاثة أيام.
استهل سماحة الشيخ المحاضرة بالحديث عن العنوان الذي اختاره لهذه المناسبة، ثم تطرق إلى العلاقة بين الأمومة والشهداء، أو الشهادة، وعن الأم القدوة التي هي فاطمة الزهراء (ع).
ولفت إلى أننا عندما نتحدث عن المقاومة، وعن الإسلام الأصيل، الذي يوجد في أي مجتمع من المجتمعات، فإن البداية الطبيعية لتكوين هذه المجتمعات هي الأسرة.
واعتبر أن ضعف المجتمع وتخلخله، وعدم انسجام عناصره فيما بين بعضها البعض، سببه الرئيس أن الأسرة تعاني من مشاكل حقيقية، في الوقت الذي عندما نجد مجتمعًا معافى فإن أهم ما ينبغي البحث حوله وفيه وبه وعنه هي الأسرة القوية والمتماسكة.
وأشار سماحته إلى أن أهمية الأسرة كبيرة جدًّا، فمحور تكوين المجتمع هي الأسرة.
ورأى أننا عندما نتحدث عن الأسرة في الإسلام، فإننا فورًا نذهب بفكرنا إلى أن الأسرة في الإسلام تتكون من عنصرين: الأب والأم. معتبرًا أن هذا التعريف ضعيف جدًّا، وبحاجة لإعادة نظر، لأنه بالواقع عماد الأسرة الأساس هم الأب والأم، لكن الأبناء يلعبون دورًا أيضًا؛ لأنه في الغالب يوجد أحد من الأولاد يلعب دورًا في أسرته سواء بتكوين الأسرة، أو حتى بتربية إخوته، فدوره يكون مميزًا. ثم لفت، إلى أن المسألة لا تقتصر على ذلك، بل الأجداد أيضًا لهم دور أولي من جهة عائلة الأم وعائلة الأب، والأعمام لهم دور. بالتالي، الأسرة بمعناها الواسع لها دور أساسي جدًّا في تكوين نواة بناء الأسرة.
وأضاف سماحته، إذًا، هذه العناصر كلها لها دور مهم جدًّا في تكوين الأسرة، ولكن الحديث سيكون عن العمادين الأساسيين للأسرة: الأب والأم، فالأب، إذا جاز التعبير هو عقل العائلة، والأم هي قلب هذه العائلة.
وعن أهمية دور الأم، قال سماحته: إن الأم هي حاضنة العائلة، وهي التي يمكنها أن تلين طبائعها، فهي العاطفة التي تجعل العائلة تتماسك بانسجام.
ثم تطرق سماحته إلى الآيات القرآنية التي تتحدث عن الوالدين: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ﴾، إلى أن يقول: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾، معتبرًا، أن الله عز وجل قرن شكره سبحانه بشكر الوالدين.
وتابع قائلًا: بتقديري لو أمعن العاملون بالشأن التربوي النظر لإيجاد برامج تربوية للأسر وللمدارس وللمجتمعات في هذه الآية وما يرتبط بها من آيات أو روايات، وحول كيف ينبغي أن يتعامل الأبناء مع آبائهم؟ وكيف نربي علاقة الأبناء بآبائهم؟ لحلّت الكثير الكثير من المشكلات الاجتماعية والأسرية. من هنا نستطيع أن نؤسس لنظرية تربوية إسلامية قح، مفادها: شكر الوالدين.
وأكد سماحته، على أن الأمومة هي من تقدم لأبنائها من قلبها، وما تقدمه لا تريد عليه حمدًا ولا شكورا.
وتابع، حتى نشكر الأم يجب أن نستعين بالله عز وجل لنصل إلى هذه الرتبة.
ثم تحدث سماحته عن الأمور التي حثتنا عليها شريعتنا الغراء وهي أن نبحث عن موارد رغبة الآباء، لنحققها ولنقوم بها. ومن الموارد في ذلك أن تدعو لوالديك قبل أن تدعو لنفسك.
ثم تطرق سماحته إلى بعض الآداب التي يجب أن نتبعها اتجاه الوالدين، منها أن لا تتقدم يدنا على أيديهم وقت تناول الطعام، لأنه ربما قد تأخذ لقمة لديهم رغبة بها. لافتًا إلى أن هذا البعد فيه عاطفة وحنان وحب حقيقي اتجاه الأب والأم.
ثم انتقل سماحته إلى الحديث عن عائلة السيدة الزهراء (ع)، وعلى النحو الذي تربت به هذه العائلة المباركة، فالإمامين الحسن والحسين (ع) تربوا على أنه قبل الخروج من المنزل يسلمون على أمهم الزهراء (ع)، وعندما يرجعون يستابقون ليخبروها بما حصل معهم خلال النهار، هكذا ربتهم السيدة الزهراء. لافتًا إلى أن هذا النحو من التربية هو مدرسة ونموذج لنا نقتدي به في حياتنا وفي تربيتنا لأبنائنا.
وختم اليوم الأول من الليالي الفاطمية بمجلس عزاء لسماحة السيد علي حجازي.
على أن تستكمل هذه اللقاءات من الثلاثاء حتى الخميس.


المقالات المرتبطة

الإصلاح الحسينيّ- الليلة السادسة

اتّخذت “مبادئ الإصلاح الحسينيّ” محور حديث محاضرة فضيلة الشيخ شفيق جرادي في الليلة السادسة، متمثّلةً “بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”،

عودة الإمام والأحداث الممهدة لعشرة الفجر

عقد معهد المعارف الحكمية وضمن برنامجه الدوري منتدى قارئ للشباب أمس لقاءً ثقافيًّا في مركز المعهد الكائن في محلّة السان تريز بتاريخ 8-02-2018 الموافق نهار الخميس الساعة الرابع عصرًا  مع المستشار الثقافي الإيراني الدكتور محمد مهدي شريعت مدار

محمد رسول الرحمة (ص)

نبارك لكم ولادة رسول الرحمة محمّد (ص) وحفيده الإمام جعفر الصادق (ع) وكلّ عام وأنتم بخير

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<