أم الشهداء- اليوم الثاني

by معهد المعارف الحكميّة | ديسمبر 20, 2023 12:35 م

تابع معهد المعارف الحكمية إحياء الليالي الفاطمية، لليوم الثاني 19/12/2023 الساعة 3:30 في مجمع الإمام المجتبى (ع)، فافتتح اللقاء بآيٍ من الذكر الحكيم، ثم محاضرة لسماحة الشيخ شفيق جرادي، حيث استكمل سماحته الحديث حول “أم الشهداء”، فتطرق في اللقاء الثاني إلى معنى كلمة الشهيد، فهو الحاضر، الذي لم يغب عنه الأمر، ويمكن له أن يشهد على ما حصل، ويخبر عما حصل.

وأشار سماحته، إلى أن كلمة الشهيد هي من أسماء الباري عز وجل، فهو الشهيد الذي لا يغيب عن علمه شيء، وهو شهيد علينا وعلى ما نقوم به، وعلى ما يقوم به العباد.

ثم عدّد سماحته معاني كلمة الشهيد، منها:

  1. أن يكون حيًّا، وليس ميّتًا.
  2. أن كون يقظًا، وليس غافلًا.
  3. أن يكون على علم بما حصل وبتفصيل ما حصل.
  4. أن يكون حاضرًا في المكان، فنقول: الله شهيد على كل شيء؛ أي أنه لا يغيب عنه شيء، وموجود بكل شيء.

ولفت سماحته إلى أن كلمة شهيد أصبحت نحوًا من أنحاء الغزو الثقافي الذي يدخل البيوت، وغزت العالم، وهي ثقافة إسلامية نعتز بها، ونعتز بأنه أصبح لدينا شهداء وطن، وشهداء فكرة وشهداء كلمة…

واعتبر سماحته، أن شهداءنا يدافعون عن الوطن، ولكي تبقى كلمة الله هي العليا، ولمنع الظلم، ومنع اغتصاب حقوق الآخرين، ودحر المحتلين عن أرضهم، وهم أيضًا شهداء عقائديون بالمعنى الدقيق لكلمة العقائد، ولا يريدون إلا وجه الله سبحانه وتعالى.

وتابع سماحته، أن حديثه في هذا اللقاء لن يكون مع الشهداء والمجاهدين، بل مع أم الشهداء، لأنها الأم التي يمكن أن تضحي بكل شيء في سبيل أبنائها، وفي سبيل راحتهم وضمان مستقبلهم وسعاداتهم.

ثم تطرق سماحته إلى الحديث عن المجاهد والشهيد بالنظر إلى ما ورد في كتاب الله العزيز، حيث تقول الآية المباركة: ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ﴾؛ أي إنه يشتري الحياة الدنيا، ولديه استعداد ليدفع كل شيء بدنياه في سبيل آخرته. إلى أن يقول عز وجل: ﴿وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً﴾، ربما لم يكتب للمجاهد أن يستشهد في أرض المعركة، ويشعر بأنه وقع في الخسران العظيم، لا تشعر بذلك، ولتبقى على تواضعك، الطريق ما زال أمامك، وابقى على عبادة ربك، ليختم لك بحسن العقبى. وما قمت به فإن الله تعالى سيوليك الأجر العظيم عليه. مشيرًا سماحته، إلى أن أصل شراء المجاهد لحياة الدنيا بالآخرة، وتقربه إلى الله سبحانه وتعالى، فإن الله يؤتيه أجرًا عظيمًا..

وتابع سماحته، أن على الأم التي يرجع ابنها من القتال الاهتمام به أكثر من غيره، لأنه مصدر كل بركة. فهو قد قاتل وحقق النصر في سبيل الله. وبمقدار ما نكرم الشهداء علينا تكريمه.

وذكر سماحته ما جاء على لسان الإمام زين العابدين (ع) في الصحيفة السجادية: “وقتلًا في سبيلك فوفق لنا…”، فالمجاهد دائمًا يتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يستشهد في سبيله، وأن يوفق للقتال مع ولي من أولياء الله. سواء أكان هذا الولي هو رسول الله محمد (ص)، أو أمير المؤمنين علي(ع)، أو الإمام الحسن أو الإمام الحسين (ع)، أو كان القائم من آل محمد (ع). معتبرًا أن أهل الصدق بالشهادة في زمن غيبة الإمام الحجة، طاعتهم للولي في القضية لتكون كلمة الله هي العليا عبارة عن طاعة للولي الأعظم (عج).

وصرّح سماحته، أن الذين استشهدوا في غيبة الإمام (عج) أجرهم عند الله عز وجل كأجر شهداء بدر. ثم تساءل سماحته، لماذا اختيار شهداء بدر، لأنهم كان قلة قليلة، والنصر غير مضمون لهم، والعالم كله تكالب عليهم، فأرادوا استئصالهم، لكنهم رغم ذلك ثبتوا مع رسول الله (ص) لينتصر دين الله عز وجل، وقد رفعوا دين الله عز وجل في الأنام إلى قيام الساعة بشهادتهم بين يدي رسول الله، فلهم أجرهم وأجر كل من لحق بهم.

وأكد سماحته، أن القتال في سبيل الله له هدف وله غاية وله بعد هو الله عز وجل، وللقتال طريق واحد قتال فصل، وبعد الإمام الحسين (ع) له طريق واحد، سيستمر هذا الطريق الواحد الأوحدي إلى قيام الساعة، ألا وهو أن كل مقاتل لإعلاء كلمة الله عز وجل هو مقاتل في طريق وسبيل وتحت راية واستغاثة ونصرة الإمام الحسين بن علي بن أبي طلب (ع).

واعتبر سماحته، أن من يريد نيل الدرجات العلى في الشهادة يجب أن ينضم بكل رجاءاته وبكل أمله ليكون من أصحاب الإمام الحسين (ع).

وختم اليوم الثاني من إحياء الليالي الفاطمة بمجلس عزاء لسماحة السيد علي حجازي.


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/16382/omshouhadaa2/