الخوف بين التفلسف والتدين وعوائد الأيام
أقام معهد المعارف الحكمية وضمن برنامجه الدوري نهار الخميس 22/2/2024 الساعة 3:30 عصرًا في قاعة المعهد بسان تيريز- سنتر يحفوفي، محاضرة لسماحة الشيخ شفيق جرادي بعنوان: الخوف بين التفلسف والتدين وعوائد الأيام، قدّم للمحاضرة الشيخ حسين السعلوك، وحضرها نخبة من الأساتذة الجامعيين، والمثقفين، والمهتمين بالشأن الفكري والفلسفي.
استهل الشيخ شفيق جرادي محاضرته بالحديث عن الخوف وبأنه ظاهرة إنسانية تعايش حياة كل امرء من الناس في أنفسهم ومجتمعاتهم على تنوعها، فهي لصيق الحياة والانتماء النفسي للعالم والوجود.
وعن اختياره لعنوان: “الخوف بين التفلسف والتدين وعوائد الأيام“، لفت سماحته، إلى أنه يريد منه البحث في التفلسف كروح تستدعي الفلسفة، والتدين كسلوك معنوي وحياتي يستقي مشربه من الدين، وعوائد الأيام بما هي قلق وحذر دائم يعايشه المرء بمظنون القادم أو معلومه. ويتصل سؤال الخوف وموضوعه دومًا بالواقع من الأمر والوهم الشاغل لصاحبه؛ والوهم حلقة من حلقات العقل أو التعقل إن سما واستشرف الوقائع والحقائق صار عقلًا، وإن تدانى وتبعثر في تيه ازدحامات الأحداث والفروضات صار وسواسًا قاتلًا.
وأضاف سماحته، فكم من وهم أبلس على صاحبه بأمن وراحة افتراضية أودت به إلى الضياع والتبعية حتى العبودية، إلى درجة أن أسماه بعضهم لص السعادة؛ ذلك أن للوهم قوة حكم وسيطرة على كل ما يستنبشه من معاني الأمور التي تُعرض أمامه.
واعتبر أنه كلما اتسعت دائرة الوهم في مسائل حياتنا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، كلما تعمّقت في الوجدان النفسي أكثر، بحيث تصل إلى الدرجة التي قال فيها مالك بن نبي: عقدة وهم قابلية الاستعمار.
ورأى سماحته، أن التجارب أثبتت أن مواجهة مثل هذا الوهم يحتاج إلى أن يعود المرء إلى نفسه بشجاعة من المغامرة القاسية ليكسر قيود الواهمة؛ ثم لينتمي إلى بيئة مختلفة عن مسار عقده، أو ليَقُم تكرارًا بفعل يخالفها مرةً بعد مرة، مستعيدًا توازنه راجيًا الخلاص منها ومن نمطيتها، مستعينًا بمن أو بما يثق من الواقعية والعقل والدين.
وأكد سماحته أن ما من فرصة لممارسة قول وفعل التفلسف دون العودة إلى مساحات الدين سواءً في نصوصه الوحيانية أو المؤَسِّسة أو المؤوِّلة. كما الممارسات الدينية من تصورات وسلوكيات التدين.
وأشار سماحته أن لا حقّ لقائل الذهاب: إن هذا ماضٍ وأسطورة من القول. فها هي غزة اليوم مدينة الصلاة وقطاع الجهاد تواجه فعلًا وقولًا تبديد فعل الخوف المشحون بغطرسة وهم قوة إسرائيل ومن خلفها، وأنها القضاء والقدر الذي لا مردّ له، تنزع عنها سلاسل الوهن والعبودية بالجهاد والشهادة، بعد أن تمترست بالثقة والتوكل على الله، كما اليمن، الذي نفض عنه التبعية اعتمادًا على النهج القرآني والمسار القرآني لقائدها الشهيد، بل إن ما من حركة تحرر طليعية اليوم إلا وتجلببت بفعل التفلسف والتدين في كسر وهم الخوف من عوائد الأيام والحكام، متمسكة بخوف واقع الخشية المولج للرجاء بالقاهر العظيم الرحمن الرحيم.
واعتبر أن كل خوف حاصل من فاسد أو بفعل الفساد يدخل في إطار المنبع والسّمة الشيطانية، وكل حاكم أو متحكّم برزق الناس أو مكانتهم ورغباتهم هو في فسطاط أولياء الشيطان.
وأضاف، أما على المقلب الآخر، فهناك فسطاط الله أو صراطه، والخوف الحقيقي لا يكون إلا منه شرط تحقيق شرائط الإيمان وحقيقة معناه.
ولفت سماحته، إلى أن التفلسف الذي نعنيه له قصته وفصله المختلف عن موضوعات الفلسفة الأولى، وإن كان يسعى للاستفادة منها فيما أشارت له من مباحث النفس، وما ارتبط بمباحث السير والسلوك، وقراءة صنوف العبادة العارفة.
تابع، لكن ما يعنينا هو أسُّ الفلسفة الماثل بهدفية الكشف عن الحقيقة وتمييزها عن الوهم؛ وجعل معرفتها عند النفس أعيانًا لها أصالتها المؤثّرة والمتأثّرة.
وأضاف، كما تعنينا الفلسفات التي درست الوجود بما هو وجود كينونة إنسانية تشكل العواطف والمشاعر والميول فيها أدوارًا مركزية كما تمثله المعرفة والعقل والحدسيات، وتسعى لتشكل هويتها من ملامح ما ينوجد فيه الإنسان.
ورأى أنه لا ضير أن نقول فيها فلسفة دينية، أو مقدّمات لفلسفة دينية بعد رسم جغرافيتها وحقلها الخاص عبر روح التفلسف والتدبر التديني في مظاهر الدين، وإنسانيته المتمظهرة على نحو التمثل بعد التمثل في مسار الدهر والتاريخ، لا على نحو الكون والفساد المنقض على وحدة النفس الإنسانية، وتحويلها إلى تمايزات عنصرية وطبقية وقومية. ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾[1]، ذلك أن قوام الفلسفة وروح التفلسف الغربي المادي إنما تقوم على التجزيء والفرز لإيجاد جدلية بين المتناقضات والمتضادات لإيجاد استقلالية مفصولة لكل وحدة مفاهيمية تعود لتصير وحدة مجتمعية. بينما يقوم التمثل بعد التمثل للترقي في المقولة والوحدات المجتمعية إلى روح المصدر السيّال التكاملي في القدرات والمتآلفات. وصولًا لمن هو داخل في الأشياء دون تمازج وخارج عنها دون تباين، فتصبح الحقائق الاجتماعية والإنسانية مظاهر للأصل المطلق وحده رغم تغايره في الكنه.
أضاف، وفارق في الكثرات بين المقامات المتنوعة والوحدات المستقلة عن بعضها فضلًا عن مصدرها. وعلى الأول يظهر الفاصل بين الخير والوجود، وبين ما هو شر وانعدام، وعلى الثاني لا معيارية لخير أو انعدام وشر إلا وفق ما يتناسب مع كل وحدة مستقلة.
وعن معنى الخوف ومسارات تداوله قال سماحته: جاء الحديث حول الخوف بما يتعلق بالمكروه، أما الخشية فتتعلق بمنزل المكروه أو المؤدي إليه،كما جاء في الفروق اللغوية للعسكري، الذي قال أيضًا: “إن الخوف توقع الضرر المشكوك في وقوعه والحذر توقي الضرر سواءًا كان مظنونًا أو متيقنًا”[2].
أما ما جرى الحديث عنه عند أرباب القلوب، لفت سماحته إلى أن الخوف تألم النفس من العقاب، والخشية حالة تحصل عند الشعور بعظمة الحق وهيبته، وخوف الحجب عنه، وتظهر آثارها في السر والعلانية من كثرة البكاء، والتحرّق وملازمة الطاعات، وقمع الشهوات حتى يصير جميعها مكروهًا لديه، وزال عن القلب الكبر والحسد والحقد، كما ظهر الانكسار، ولا يصير له شغل إلا المراقبة والمحاسبة والمجاهدة والاحتراز من تضييع الأوقات والأنفاس، ومؤاخذة النفس في الخطوات والخطرات، وأما الخوف الذي لا يترتب عليه شيء من هذه الآثار فلا يستحق أن يطلق عليه الخوف إنما هو حديث نفس ،كما جاء فيما نقله المحقق الطوسي بأوصاف الأشراف.
ورأى سماحته أن الخوف ليس وليد خِلقة، بل هو بسبب عقدة الخروج من رحم الأم إلى الدنيا، ويبقى ملازمًا للإنسان – حسب فرويد – ويتمثل بقلق العلاقة بين (هي)، و(أنا)، ومنها تتأتّى الرغبة الجنسية والكبت، وهناك خوف وقلق الضمير الأخلاقي بفعل سلطة الموروث، وهناك الخوف الموضوعي.
ولفت سماحته إلى أن هناك من بحث أمر الخوف وفق جملة من الحالات النفسية المصاحبة لمسار الإنسان؛ تارة بسبب شكوكه وأسئلته، وتارة في حالات الأخذ من الآخر، أو العطاء مما يخشى معه ضياع الجهد والثمرة، أو ببذل ماء الوجه، وثالثه بفعل الخطأ والخطيئة. وتردده بين أن يكبت ما فعل فيحترق بالندم، أو يُفشيه فيضيع معه، وهو نحوٌ من خوف الجدل السلبي العنيف.
ثم أشار سماحته إلى أنه قد ذهب الذاهبون في الخوف مذاهب شتى حتى قرنوه بالقلق، وسؤال الوجود، بل جعلوا من بحثه نافذة للإطلالة على صناعة إنسان حضارة جديد لعهد من الحداثة التي تلت عصر التنوير، وقد أدّت بحسب صاحب كتاب (الخوف السيال) إلى الخيبة بفعل تحوُّل العلاج إلى الأسباب المولدة للخوف كبديل عن الدين والإله، إلى آلهة هي إما مجموع من التكنولوجيات أو السياسات أو المصالح أو النظم التي تطاولت في غيِّها فأفرزت خيبة؛ إذ لم تستطع الإيفاء بما وعدت فيه وأخطره الخوف من الفراغ، حيث لا أنا ولا أنت ولا نحن، وهاويته السحيقة الموت؛ إذ الإنسان المبتور عن استكمال تمدد حياته لما بعد دنياه يصل ووصل فعلًا إلى حيث فراغ الوجود بالموت.
أضاف، هذا الوجه الحضاري للإنسان المهدّد بهاوية الخوف المدمر، يؤكد ضرورة البحث عن خيار آخر، وهو ما تصدت له اليوم النهضة الإسلامية المعاصرة والتي استحضرت مفاهيم وقيم وأسباب لها حضورها النافذ، لكنها اعتبرت أن الإضافة النوعية للتوحيد الإيماني تشكّل إعادة بناء العمق والهيكل العام لحضارة الإنسان في مآلات مصيره الدنيوي الموصول وجودًا وهوية مع امتداد الحياة التالية للدنيا.
واعتبر أن من تلك المفاهيم المؤسِّسة موضوعة الخوف في عالم الإنسان، حيث قامت الأطروحة الدينية على إنشاء مسار تديني للشعوب المؤمنة بها.
تابع، وهو مسار أطروحة زاوج بين نحوين:
النحو الأول: الخوف العبادي؛ ذلك أن العبادة تمثل البنية التي ترتكز عليها حياة أهل التدين الفردية والمجتمعية كما السياسية. وهي حسب رأي قادة الرأي والفكر النهضوي الإسلامي المعاصر تشكل الناظم لتوجهاتهم الأخلاقية والتشريعية والسلوكية.
النحو الثاني: الخوف البلاغي، أو الإبلاغي؛ الذي يلحظ جنبة سلوك التدبير العام في مواجهة أمور الحياة من تحديثات حضارية لعلاقة الإنسان بالوجود والآخر من الإنسان. وقولنا الوجود، ولم نقل الطبيعة؛ لأن المنظور إليه في المسار التديني كونه آيات تشير إلى غيب أعمق من ظاهره الجامد منه، والكوارثي أو الجمالي.
ثم تساءل سماحته حول النقطة المركز في موضوعنا الآن والتي هي نفس الخوف، فهل هو حقيقة من الحقائق التي زكّاها الدين والفلسفة عندما كانت مورد تفلسف في حياة التدين أو الإنسان عمومًا، أم أنها وهمٌ يقع خارج إطار المؤثّرية؟ وهل إنه حيلة سبيل للوصول إلى مبتغى، أم أنه سبيل بعينه يودي للصراطية في التوجه؟ وهل في الخوف مقدّرات لبناء نظام أخلاقي وسلوكي، أم أنه شرط توجّه لنظام ما؟
وعن إشكالية الخوف في مبنى الإمام علي (ع) تطرق سماحته إلى أن أهل السلوك في البعد العبادي توقفوا كثيرًا عند أقوالٍ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، أو منسوبة إليه. منها: “إن قومًا عبدو الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرون عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار، وآخرون عبدوه محبة وشكرًا، فتلك عبادة الأخيار”.
ومنها قوله أيضًا: “ما عبدتك إذ عبدتك خوفًا من نارك، ولا طمعًا في جنتك، ولكني وجدتك أهلًا للعبادة فعبدتك”. وهو على الأرجح قول لرابعة العدوية.
شرح سماحته بأن هذه الأحاديث والأقوال من حيث تفسيرها برفض عبادة الخوف والرغبة، يراها كثيرون متعارضة مع آيات وأحاديث البشرى بالجنة ونعيمها، والتخويف من النار وعذاباتها، فضلًا عن سكرات الموت وأهوال القبر والمطّلع.
ثم أوضح سماحته أن الروايات والأقوال لم تهمّش لا عامل الرغبة، ولا عامل الخوف، لكنها ذهبت أولًا إلى أن الله بذاته يستحق العبادة حتى ولو لم يكن هناك جنة أو نار. أما ثانيًا فهي تتحدث عن منطلق ومعنى أعلى من الخوف والترغيب يستدعي عبادة الله، وهو المعرفة “وجدتك أهلًا للعبادة”. “لو أدخلتني النار لأعلمت أهلها أني أحبك”. فعلى وِفق عبادة علي، إن التمحض في التوجه إلى الله هو الذي يجعله يخاف عقابه ويرغب بثوابه ويرضى بقدره، وليس توجهه إلى الله بسبب خوف أو رغبة بغيره سبحانه.
ثم سأل سماحته، أين يقع الخوف من النظام العبادي؟ ليجيب بأنه لا يفوتنا أن نشير كون الناس في تدينها غالبًا لا تتجه نحو التدين على أي مسلك عبودي واضح لا خوف ولا رغبة ولا معرفة. إنهم يدخلون عالم التدين إما وِفق الظروف التي ينشؤون فيها، أو بسبب رفقة ما، أو بسبب التماعة إيمان حدست في نفوسهم. وقلّما يرقى أحدهم لعبادة مسلك الخوف أو الرغبة فضلًا عن المعرفة إلا بالنادر أو الأقلّي جدًّا. لذا، فإن سلوك أي من هذه السبل هو سموٌّ في العبادة والتعبّد لله، فمن يتاجر مع الله مثلًا هو قابل ليبيع أثمن ما عنده في دنياه، وأن يكون شهيدًا، والذي يخاف الله هو الأقرب للورع والتقوى، فيسمى بالعابد أو الزاهد. وهذه مراتب عالية، بل هي لا تتم إلا بعدما تطوي النفس سيرها عن التعلق بأوهام الرغبة والرهبة الدنيوية البحتة، واستبدالهما بنحو من التوجه نحو الخوف الحقيقي وما يشكل مورد رغبة حقًّا.
ثم لفت سماحته إلى أن المشهد الذي استعرضه القرآن للتناسق الجمالي في خلق الله سبحانه، وصورة العظمة فيه تحرك المشاعر الداخلية للتأمّل، وتدفع الذهن نحو التطلّع إلى مصدر الوصول إليه، إلى اتجاهه، إلى دوره وموقعه، يعيد تشكيل الوعي بالطبيعة الجامدة، ويحولها إلى وجود حيّ ينطق بلسان الهيبة والجمال عن مغزى ومعنى الخلائق- الآيات، وبمثل هذا الالتفات يصير خاشعًا عن علم وبصيرة،… ويصير عالمًا وفق مقام التدين. وهذا ما ينقله إلى أحد المسالك الثلاث، وأقربها الخشية المتصلة بالخوف أحيانًا على نحو الاستقرار؛ إذ ينقلب معنى الخوف من وهم الظاهر إلى حقيقة الخوف من المُظهر وهو الخشوع. فيتغير معنى الخوف بتغيّر مبتدئه ومآله. لكن يبدو أن رحلة الخوف هنا تلبس بُعدًا هو غيره، بعد أن يُدلِفُ نحو الرجاء، أو يستقر صاحبه بالأمن والسكينة بعد القلق.
وأضاف، فبعد خلع وهم الخوف يدخل جدل الرجاء، حيث يصبح الخوف من الأشياء حولنا، أو من النار والعقاب والفراغ المتولد من معنى الموت، خوفًا من المؤثّر لا الأثر، فيُعمل ديناميات مختلفة، يستبدل الشك بالاحتراز، والقلق بالانهمام الدائم، ومنزلق اليائس بالثقة بما عند الآخر المطلق من غنى ولطائف فضل، يبني طلبه على الرجاء لا على الاستحقاق.
وأوضح، لكن المفارقة المركزية هنا، أن هذا التبدّل لا ينسف الواقعة أو الأشياء أو حتى وضعيات المجتمع وبناه والقوى وما تمتلكه أو تستحوذ عليه، بل هي تشتغل على أبعاد أخرى. فأن لا تخاف عدوك مثلًا، هذا لا يجعله قويًّا أو ضعيفًا، بل هو يمكِّنك من مواجهته أو غلبته لأنه يُقدِرُك على نزع وهم الخوف منه، والتجلبب بالقدرة على المواجهة. وذلك عبر تفعيل مشاعر الثقة والقدرة وتحضير الذات عبر تمكين الإرادة بالقيام بما ينبغي ليتحول الأمر إلى موقف وفعل واقعي.
وختم سماحة الشيخ شفيق جرادي محاضرته قائلًا: وعودٌ إلى عبادة أمير المؤمنين علي (ع)، فهو إمام المتقين، وراسم مسارهم المعنوي العبادي في خطبة المتقين، ودعاء كميل مثلًا، وهو بنفس الوقت إمام المجاهدين والمنظر المبين لحقيقة الجهاد في خطبة الجهاد وأخواتها، وفي سيرته العاصمة المعصومة. وبكليهما كان الخوف من الله خشية نضع قواعد النظام العبادي كما سنن النظام الجهادي بموجبها. إذ تصبح الأخلاق العبادية منظومة من العزة والاقتدار، كما تصبح السنة الجهادية منظومة من حياة الشهادة والنصر في بناء الإنسان عبر كمالاته التي تحفّز الخشية بما هي ترقٍّ للخوف على إيجاد قاعدة ارتكاز للكمالات، وتحيل إلى اكتشاف ومعرفة ملاكات تلك الكمالات التي تستهدي في التدين بالهداية الإلهية عبر النص الوحياني والتأويل المؤسِّس والممارسة الحية لتشكل بكل ذلك عقل الخبرة وإنسان الاستخلاف.
[1] سورة الحجرات، الآية 13.
[2] أبو هلال العسكري، الفروق اللغوية، الصفحتان 226و 227.
المقالات المرتبطة
الملفت في مسيرة الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي/الشيخ نبيل الحلباوي
أتشرّف بالحديث عن عالم فلسفي بارز في زماننا هذا، ولقد دعونا الله له في مقام السيدة رقية، وبجوار مقام السيدة زينب (ع)، أن يسبغ الله عليه العافية والصحة والسلامة، ليتابع مسيرته في خدمة الإسلام والمسلمين.
التمييز بين المعرفة والوظيفة- الدكتور إدريس هاني
يجب أن نميّز بين المعرفة والوظيفة، فالمعرفة حاصلة وتتطور وقابلة للتسخير والاستعمال في كل الاتجاهات.
الأحلام والرؤيا
الأحلام والرؤيا موضوع برنامج نافذة على المجتمع في تاريخ 14 كانون الأوّل 2003 على قناة المنار مع مدير عام معهد المعارف الحكميّة سماحة الشيخ شفيق جرادي