مقاربة في منهجية فكر الإمام الخامنئيّ(دام ظله)
أقام معهد المعارف الحكمية وضمن برنامج “منتدى نهج الاقتدار” محاضرة بعنوان: “مقاربة في منهجية فكر الإمام الخامنئيّ(دام ظله)” لسماحة الشيخ شفيق جرادي، وذلك نهار الثلاثاء الواقع فيه 21/5/2024، الساعة 4:30 عصرًا في مقر المعهد بالسان تيريز.
استهل سماحته المحاضرة بالحديث عن أن تاريخ الإنسان جزء أساسي من هويته. وبالتالي فإن فكر أي مفكّر منخرط وناشط على المستويين الاجتماعي والسياسي لا يمكن إلا أن يتصل بتاريخه العلمي والفكري. وهذا ما سيترك أثره على صياغته الفكرية سواءً أكانت موضوعًا أو سياقًا فكريًّا منظوميًّا. وهذا أمر مفصلي في التاريخ العلمي والجهادي للإمام الخامنئي (حفظه المولى).
واعتبر سماحته أن الإمام الخامنئي منذ البدايات الأولى لانشغالاته العلمية والفكرية، كان على صلة فاعلة مع الحراك الحوزوي، ضد سلطة الجور، بقيادة الإمام الخميني (قده)، واستمر معه طيلة فترة نهضته المباركة. وفي نفس الوقت فقد انخرط سماحته بمحاميل ثقافة الإسلام الحركي، وبحركة الوعي الفكري الجامعي الذي عمل عليه الشهيد الشيخ مرتضى المطهري، ثم أسلوب التبليغ المسجدي، وتنظيم لبنات ثورية في مشهد المشرّفة.
بعد ذلك انتقل سماحة الشيخ شفيق جرادي إلى استعراض المرجعيات التي ينطلق منها الإمام الخامنئي في حركته الفكرية. فتمثلت المرجعية الأولى عنده بالقرآن الكريم، وذكر القرآن ليس المقصود به الإشارة اللازمة لأي فكر إسلامي، بل بمعنى أن القرآن الكريم شكّل ويشكّل قاعدة الانطلاق الفعلية للمعالجة والاستهدافات المرتبطة بالمواضيع التي يطرحها؛ ذلك أن بعض الباحثين المسلمين يتعاملون مع القرآن إما كشاهد على فكرة، أو كمسوِّغ لمعرفة ما، أو كداعم لوجهة رأي ونظر. مع الإمام الخامنئي القرآن هو قاعدة الانطلاق، ومحور الاستهدافات التي يروم الإمام تحقيقها في فكرته أو أطروحته. وهو ينتهج منهج التدبّر في الآيات والسور، بحيث يستفيد من التفاسير بالمقدار الذي يخدم تعميق تدبره القرآني.
أما المرجعية الثانية فهي الواقع والتجربة، شارحًا سماحة الشيخ جرادي بأن المقصود بالواقع جملة ما يسود المجتمع الإنساني من معارف وعلوم وفنون وفلسفات، وأُطر سياسية وإدارية وتنظيمية، بل وما يسوده من سياسات ومؤسسات دولية وإقليمية مؤثرة، أما التجربة فهي لحاظ عِبَر هذا الواقع بقواه وأطره الفاعلة، لحاظًا واعيًا متبصرًا أنه يلتفت، يراكم، يسائل، يقارن، يستنتج، ثم يحكم ويبني على الشيء بمقتضاه. وبهذا اللحاظ تدخل المعرفة بتاريخ الأمم وطبائعها وعاداتها وبعض محطاتها المفصلية بنوع خاص.
بينما المرجعية الثالثة: فهي شخصية الإمام الخميني (قده)، حيث أوضح سماحة الشيخ جرادي أنه يمكن تقسيم قراءتها إلى مستويات ثلاث: سيرته الجهادية، معارفه وعلومه المدرسية، معارفه والخطوط التي رسمها في مراحله الأخيرة من عمره الشريف.
أما المرجعية الرابعة: فهي البيئة الفلسفية والثقافية مورد التداول في انشغالات الإمام الخامنئي. فعدّد سماحة الشيخ جرادي جملة حقول معرفية عايشها الإمام الخامنئي عن كثب:
أ. الحقل الحوزوي بشقيه التعليمي والتبليغي؛ إذ للدراسة العلمية في الحوزة تأثيرها في ذهنيته النقدية والاستدلالية، فضلًا عن فقاهته، كما إن لها الدور في البذور الأولى لمهمته التبليغية.
ب. الحقل التفسيري لمدرسة الفيلسوف الإسلامي العلّامة الطباطبائي وما جمعه من حوله من أساتذة كبار.
ج. الحقل التنظيري للإسلام والأيديولوجيا والعلوم الإنسانية، وموقع ما أطلق عليه تيار اليسار الإسلامي الذي جمع شريعتي والصدر وغيرهما من الإسلاميين الثوريين.
د. الحقل الفكري المادي للأفكار الماركسية ودورها في وسط بعض الجامعات، وما انعكس من ردود عليه من قبل مطهري.
هـ. إسلام البؤر الثورية نواب صفوي وطالقاني، وتيار مجاهدو الشعب في مرحلتَيْهِم.
و. الحقل الكلامي التفكيكي الذي زاول استعادة لعلم الكلام، وغربلة لكل ما اعتبروه دخيلًا على الإسلام كالعرفان والفلسفة.
ز. الإسلام الحركي؛ وهو التيار الإسلامي الواسع الذي شغل الأوساط الإسلامية المثقفة، خاصة طروحات سيد قطب، وأبو الأعلى المودودي وما ارتبط بهما.
ح. النزعات الروحانية، الإمام الخميني والشيخ بهجب، كأصالة للسلوك في المدرسة العرفانية.
ط. الإسلام الثقافي، بازرﮔـان، وصنّاع الأدب والفن الثوري.
وشدّد سماحة الشيخ جرادي، أن على الدارس لفكر الإمام الخامنئي في مرجعيته الفلسفية والروحية والفكرية من المهم له مراعاة فئات ثلاث:
الفئة الأولى: المعنوية الإسلامية بمنهج بيانها وتوجيهها عند الإمام الخميني، خاصة في رؤيته القرآنية. وروح التوجيه العملي في الأبعاد المعنوية عند الشيخ بهجت، أما طبيعة الإرشاد العام للحياة الإدارية والاجتماعية والسياسية فمن الواضح مرجعية شخص الإمام الراحل فيها.
الفئة الثانية: معالجة الموضوعات اعتمادًا على المدرسة الصدرائية الجديدة للعلّامة الطباطبائي، ومرتضى المطهري (رض)؛ إذ بالغالب الأعم يعتمد على بحث هوية الموضوعات وفق هذا النتاج الذي يثق به، ومنه ما صدر عن الشيخ مصباح اليزدي؛ ذلك أن عمدة جهده الإضافي ينصب على هدفية الموضوع أو تحليل ظاهرة من الظواهر الاجتماعية أو السياسية.
الفئة الثالثة: أما الطابع العملاني والبياني الذي يتقاطع مع طرح الإسلام وقضاياه بنقدية معاصرة، فبلا شك أن دراسة تيار اليسار الإسلامي ممثلًا بكتابات شريعتي يفيد في هذا الجانب. لكن هنا لا بدّ من الإشارة أن عناصر الخلل في نتاج شريعتي الفكري، أسّس الإمام الخامنئي لإصلاح ما فيها بطروحات بديلة، خاصة في قراءة التاريخ واستحضاره كعبرة في الواقع القائم، أو على مستوى منهجية قراءة الإسلام والظواهر المرتبطة به.
وأوضح سماحة الشيخ جرادي بأن هذه المرجعيات الأربع تعدّ العودة لها عدَّة مفيدة في توسيع أي معالجة لفكر الإمام الخامنئي ولو على نحو أن نلحظها. مشدّدًا سماحته أنه من المفيد أن لا نقع في فخين سلبيَيْن هنا:
الفخ الأول: بأن نعيد فكرته إلى مصدر سابق عليه بالكامل؛ لأنه بواقع الأمر هو تفرّد في أي طرح بمعالجته بالهدفية والخبرة المباشرة له، وهذه من خاصية الاجتهاد الفكري عنده. فاتصال الفكرة بمرجعية ما، لا يعني أنها صادرة عن تلك المرجعية.
أما الفخ الثاني: فهو أحادية المرجعية، إذ برغم أن لنص القرآن الكريم تأثيرًا عليه ما بعده تأثير، لكنه حينما يريد تفعيل المعالجة فهو يلحظ أبعادًا مرجعية أخرى كخبرة الواقع والروح المعنوي للإمام الخميني، والإحالة في تحديد هوية المواضيع إلى مدرسة العلّامة الطباطبائي، مطهري، ومصباح.
واعتبر سماحة الشيخ جرادي أن هذا التواصل هو من طبيعة من اتخذ من عقل الخبرة سبيلًا للتفكر والإرشاد.
وفي معرض حديثه عن منهجية البحث عند الإمام الخامنئي لفت سماحة الشيخ جرادي إلى أنه قبل البدء في رسم بعض المحددات لمنهجية التحليل والطرح عند الإمام الخامئني، من المفيد الإشارة إلى بعض خصائص المعالجه لديه. فأورد سماحته النقاط التالية:
النقطة الأولى: غلبة خاصية التدبر في معالجاته القرآنية، والتأمل النقدي في مباحثته الواقع كظاهرة أو حدث. والمفاهيم من حيث السبب في ورودها والغاية في طرحها، ارتكازًا على إشارات تحيل إلى مرجعيات ثقافية وفكرية في تحديث المفهوم ومضامينه ودلالاته، أما السبب فهو إما بالعودة إلى القرآن، أو السرد التاريخي بمعالجاته، وأما الهدفية فوفقًا للرؤية القرآنية والتصورات الإسلامية المبنية على روحية المقصد الإسلامي. وأما الغاية فهي إما بناءً على السبب وانسجامًا معه، وإما بناء على تحديد متوجبات التدبير كحركة بناء الحياة الإنسانية بما ينسجم مع عقلانية الموقف والقرار.
أما النقطة الثانية: أن المفردة أو المفهوم لا تعتمد عنده على الدلالة اللغوية بشكل بعيد عن البعد الاصطلاحي، وحتى المتداول اصطلاحًا لطالما أفرد له نقدًا وفق منظوره الرؤيوي مما يجعله يزحزح المعنى المتداول عن مكانته، ويبث فيه روح مضامين الأطروحة التوحيدية الثورية لنهج الاقتدار، ومن أمثلة ذلك؛ مفهوم التقوى والورع، مفهوم الحرية، مفهوم الثورة والقوة والاقتدار… وهذا يحتاج أن لا نتعامل مع المفهوم والمفردة على أساس التصور المنطبع عندنا، بل بمراجعة كيفية قراءته لدلالتهما.
والنقطة الثالثة: لطالما أكّدنا جنبة الهدفية ومنطلق المبحث عنده من حيث سبب ومصدر وروده وطرحه، ولطالما قلنا إن البحث في هوية الموضوع وإن أشار إليها إشارات عامة، فهو يحيل المعالجة إلى البيئة الفكرية والعلمية التي يثق بها، ويتكامل معها من أمثال مدرسة العلّامة الطباطبائي.
ثم أشار سماحة الشيخ جرادي إلى نقطة بالغة الأهمية في خاصيات منهجه، فالإمام الخامئني يعتبر أن النهضوية والثورية صبغة هذا الدين الحنيف، وبالتالي هي صبغة نهج الاقتدار. لذا، فإنه نادرًا ما يفوِّت فرصة إبراز ديناميات الاقتدار في أي مفردة أو مفهوم يبحثه؛ لأن الاقتدار روح الرسالة الإسلامية في كل ما تحمل. وأهل البصائر هم المعنيون بالكشف عن روح هذه الديناميات النهضوية، ومما يساعده على ذلك كون أكثر مباحثه تأتي في سياق رسم مسار لطرح أو مشروع أو استراتيجية توجه، كما أنها تأتي في خطاب يؤالف فيه بين الأحداث والصراع الحضاري، ودور صنّاع الحضارة من شرائح الشعب، وبين قيم الأفكار والمبادئ والمفاهيم التي يقدمها مما يشكل فرصة لإثارة عناصر الاقتدار والبناء فيها. موضحًا سماحته، بأن معرفة طبيعة المناسبة التي أطلق فيها الخطاب ضرورية في معرفة الكلام الذي أطلقه الإمام الخامنئي، مما يساعد على تحليله.
أما النقطة الرابعة: فذكر سماحته فيها أربع مقاربات في معالجة المسائل والموضوعات الإسلامية تقوم كل منها بناءً على كيفية تصور الإسلام:
المقاربة الأولى: وهي المقاربة التجزيئية التي تُعنى مثلًا بمعالجة الإسلام بروحية الفتوى؛ إذ تعتبر أن الالتزام هو التزام بفتوى، وتعالجها بمداركها المقررة، وتبني تنشئة على وفق هذا الالتزام التجزيئي. فتعتبر أن الملتزم بهذه الفتوى يلقي عن كاهلها واجبها، ثم ينتقل لفتوًى أخرى، وهكذا.
المقاربة الثانية: هي التي رأت في الإسلام قيامه على التصنيف في الأقسام العقائدية، الفقهية، الأخلاقية، بل تقوم بتبويب كل قسم وفق أبواب: عبادات، معاملات، أحوال شخصية مثلًا. وكذا الأمر في الأخلاق، أو العقائد؛ إذ مبحث المكارم غيره مبحث المساوئ، ومبحث التوحيد هو غيره مبحث النبوة.
المقاربة الثالثة: وهي الإسلام كنظام توحيدي. هو أشبه ما يكون بالوجود المشكّك ففي الفلسفة أن الموجودات متعددة من السماء والأرض وأنواع الخلائق، ولكل فرد أو شيء وجوده، لكن الوجود واحد هو مصدر كل هذه الموجودات الذي بدونه لا موجودية لها ولا شيئية، لكنه برغم توحيدها كلها فيه، فإنه يعطي لكل منها خصوصيتها… والإسلام هو هذا الوجود، الموحد لكل ما في رسالته وتقسيماته الفنية وموضوعاته الخاصة. وفهمه ينبغي أن يتحدد وفق فهم أصله التوحيدي المعنوي والعقلي واستهدافاته وغاياته، وربط كل باب وكل أخلاقية وفتوى وسلوك بأصل الرسالة وأهدافها وقراءتها بموجب ذلك، ومن ذلك معرفة معنى الموضوع ودينامياته الخاصة، وكيف تتصل بالمبدأ والغاية.
المقاربة الرابعة: بث الروح الرسالية التي تقوم على مبدأ أن العبودية لله هي روح التوحيد، وأنها السبيل للتحرر من كل عبودية لغير الله. سواءً أكان المُستعبد هو الشيطان أو الهوى والغرائز والشهوات والنفس الأمارة بالسوء، أو كان حب الدنيا والميل لها بحيث تطغى على كل شيء لدى الإنسان فتنسيه ذكر ربه، … ويرى الشيخ جرادي أن هذه النقطة حاضرة عند كل جزئية يعالجها الإمام الخامنئي ويعمل على قطع الطريق على الأسباب الموجبة لها من الغفلة والطمع وحب الاستئثار. وتمتثل عنده المعالجة وفق رباعية المعنوية والعقلانية والعدل والثورية.
المقاربة الخامسة: اعتماد منهجية العلاقة بين الوارد والمورد. فلو حصل حكم أو حكمة أو التزام وموقف من موضوع خاص وقع في زمن معين وانقضى، فهل نحاصر الوارد في ذاك الموضوع أو الواقعة، بحيث أن لا نستفيد من الحكم كعبرة في مثال الواقعة ونهتدي به كخيار مفيد عند وقائع مشابهة، أم إن الأمر متاح على طريقة أن خصوص المورد لا يخصص الوارد؟ وهذا الأخير هو ما عليه الاجتهاد الفقهي، وكذلك الاجتهاد الفكري الذي يمثله الإمام الخامنئي في قراءاته وتأملاته النقدية.
وفي معرض حديثه عن المنهج العام الحاكم في فكر الإمام الخامنئي أشار سماحته مجدّدا إلى أن المرجعية القرآنية هي أصل أول وركيز في منهجية وفكر الإمام الخامنئي، وبأن الإمام اعتمد على ما بيّنه وتبنّاه الإمام الخميني (قده) في هذا المجال.
واعتبر سماحته أن أول التماس مع القرآن معرفة وعظمة الكتاب ومصدره، ناقله، حامله، ولمن يتوجّه، ثم التعرّف إلى جملة خطوات والبحث فيها:
-الخطوة الأولى: معرفة مقاصده ومطالبه مثل:
– معرفة الله وبيان المعارف الإلهية وانعكاساتها من الشؤون الذاتية والأسمائية والصفاتية والأفعالية.. وكثيرًا ما يركّز الإمام على الأفعالية.
– الدعوة إلى تهذيب النفوس.
– كيفية السير إلى الله…
– القصص وعبرها، وأساليب أخرى إما بصريح العبارة، أو ببيان خفي عميق لطيف، أو بالموعظة والحكم.
– أحوال وحقائق الكفّار والمنافقين وحالات أهل السعادة والصلاح.
– السنن الإلهية.
– الاحتجاج وكيفيته.
– بيان الحجب المانعة عن الحق وسبيل الهداية، مثل: رؤية النفس، الآراء الفاسدة، حب الدنيا، الطغيان،…
أضاف الشيخ جرادي، أن تمثُّل هذه القراءة الاستراتيجية المنهجية في العلاقة مع القرآن الكريم، والذي بموجبها فصّل الإمام الخامنئي وفرّع تدبّراته وتفكّراته القرآنية، لكنه أتبع هذه الخطوة الأولى بخطوتين:
الخطوة الأولى: مراجعة تصاريف الحياة والزمن.
الخطوة الثانية: فتح الجدل القيمي والتثاقفي مع القرآن الكريم.
وأوضح سماحته، أن الإمام الخامنئي بعد أن يقيّم ركائز رؤيته القرآنية المعرفية الهادية يكون قد حقّق المرجعية المعنوية لهذه الرؤية، ومنها يخرج للحياة بعقلانية المتابعة الحية والموضوعية. فيقرأ محاصيل العلوم والمعارف والثقافة، كما يمارس دورًا نقديًّا للوقائع والتاريخ والأحداث، ويستخرج من كل ذلك الأسئلة والنتائج، ثم يلقيها على النص القرآني ليستنطقه ويثير ما فيه بواحد من طريقين:
الطريق الأول: البيان القرآني في مجال طباع الأمم وسنن التاريخ والحياة.
الطريق الثاني: فيتلمّس الإجابة القرآنية ولو بالإشارة أو الأمثال والحكمة والقصة لوقائع تصاريف الحياة. ويوجِد جدلًا تثاقفيًّا بين النص والواقع، ليعطي حكمه فيه، وليلاحظ من أسئلة الواقع المتجدّد أمورًا لم يلحظها من كان قبله، ممارسًا بذلك مبدأ الجري القرآني ليقدم الفكرة والبديل، وبلغة تنشيء تصالحًا بين لغة المعاصرة ومفردات القرآن الكريم.
وختم الشيخ شفيق جرادي محاضرته بالقول: حين الكتابة في أي موضوع لسماحة الإمام الخامنئي، علينا عرض الآيات التي يعتمدها. ثم بيان الفكرة والموضوع كل حسب سليقته، ثم البحث في الاستهدافات والأغراض والنتائج التي يصل من خلالها سماحة السيد إلى النتيجة.
المقالات المرتبطة
الدرس العاشر – شرح الدعاء الأول من الصحيفة السجادية
في متابعة لشرح أدعية الصحيفة السجادية تطرق سماحة الشيخ شفيق جرادي إلى الحديث المروي عن الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول الإمام : “حبّ الله إذا أضاء على سرّ عبد أخلاه عن كل شاغل وكل ذكر سوى الله عند ظلمة.