by محمد جواد فاضل عبد الرسول أبو الشعير الموسوي | سبتمبر 16, 2024 9:08 ص
بين يديكم مقال في مجال الخلق والإبداع – يتناوب بينها في الوجود -، وكذلك التطور واليوم، جميعًا بالمعنى الحقيقي لا المشهور.
نصل إلى نهاية قد تكون خافية لا غائبة، بسبب الفهم العرفي لمصطلح الدين.
عالما الأمر والخلق ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ﴾ (سورة الأعراف، الآية 54)، أول التكوين أبدع الله تعالى الخطة العامة لعالم الإمكان، وهو المعنى الأول لـ(خلق)، أي قدَّر، وهذا مثل الخارطة التكوينية لا على مثال سابق، ثم جاء دور إيجاد العالَمَينِ خلقا ـ بمعنى الإيجاد طبق الخارطة ـ إبداعًا.
ورد اسم البديع مضافًا في كتاب الله تعالى في موضعين، في سورة البقرة ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾[سورة البقرة، الآية 117]، وفي سورة الأنعام ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [سورة الأنعام، الآية 101]، فمن الآيتين نفهم أنه غني عن الإتيان بشيء على مثال سابق أو لاحق، وإلا ما كان بديعًا، ولتخلف معنى قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ (سورة الشورى، الآية 11)، فلو كان له ولد أو جاء بفرد من أفراد عالم الوجود ما كان بديعًا لوجود من يماثله – ولو على نحو التقدير -.
وهما عالما المادة والتجرد، أما عالم التجرد فمعلوم، وأما عالم المادة فنسميه عالم المادة لأن الغالب عليه هذه السمة، والحقيقة أن عالم الخلق فيه مكونان أساسيان وهما:
وهما متلازمان لا ينفكان، ومعهما الزمان والمكان والكيف والكم وما إلى ذلك من الأعراض ـ جمع عَرَض المقابل للجوهر في الفلسفة والتي هي: الكم، الكيف، الأين، المَتَى، الوضع، الجِدة، الإضافة، أن يفعل، أن ينفعل ــــ.
إن كلًّا من العرضَينِ: (الأين، المَتَى) عرضان خاصان بالموجودات المادية، وأما المجردة فخارج المحيط تخصّصًا لا تخصيصًا.
ولو أراد الله عز وجل أن يبتدع أي عدد من العوالم فإنه قادر على أن يضع أنظمتها ثم يوجدها خلقًا بعد خلق قادر على الإيجاد لا عن مثال سابق، وأن يكون كل عالم مختلف عن غيره.
من مفردات النظام الكوني في عالم التقدير (خَلَقَ)؛ أي أوجد خارطة عالم الإمكان وكل ما يلزمه وما يخص مفرداته ومكوناته كما يفعل المهندس عندما يريد أن يشيد بناية، فإنه قبل تشييدها يرسم الخارطة ويحدّد الحاجة إلى المواد وعدد العاملين وما يلزمها من أموال والطاقة الاستيعابية، وهذا الإيجاد (خلق الذي هو الأول) كمرحلة.
حصل كمرحلة هو: (خلق الذي هو الإيجاد الثاني) على طبق الأول، وهذا الإيجاد حصل كمرحلة بعد الأول.
الحاكم للوجود وعالم الإمكان بأسره (الدين)، الذي يتمثل في:
إن الله تعالى أودع النظام العام لعالم الإمكان، والنظام الخاص بالكائنات كجماعة أو أفراد. الذي هو عالم نحن ومن حوله وما حوله أي (محيطه).
أما نحن فالذين يطلق علينا أننا الآدم المادي أنه:
هذا المقال المقتضب يأخذ جانبين:
إبداع النظام الجيني بكافة أطيافه ﴿وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ﴾ (سورة الروم، الآية 22)، ﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ﴾ (سورة الحجر، الآية 21)، فلا وجود للاعتباطية في النظام الكوني (الدين)، فـ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّـهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (سورة الطلاق، الآية 3).
وضمن وأعطى تبارك وتعالى إمكان التطور والتطوير (تنازليًّا أو تصاعديًّا)، ضمن النظام دون مغادرة الخط الأصلي للصراط ﴿قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ﴾ (سورة طه، الآية 50)، فانظر (خَلْقَهُ)، وما يشاع من تطور الحيوانات إلى مرتبة الإنسان مردود علميًّا ولا مجال لسرد البراهين على ذلك.
ما يفهمه العامة من التطور:
التطور هو تفعّلٌ في طور ﴿إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾ (سورة الرعد، الآية 11)، فالفهم العرفي للتطور هو التقدم والترقي، والحق ليس كذلك فالمتطوِّر صنفان:
الصنف الأول: تلبس بالطور الهابط أو الأدنى، هنا حدث تغيير وتلبس بهذا الطور فهو تطور ولكن في صراط الشقاوة الأبدية.
الصنف الثاني: تلبس بالطور الأعلى هنا حدث تغيير بالطور فتلبس بالطور الأعلى، وتلبس بهذا الطور، فهو تطور ولكن في صراط السعادة الأبدية.
يتلبس عالم آدم بطور آخر تصاعديًّا أو تنازليًّا من حيث التكامل على الصراطين، فيتغير علميًّا وعمليًّا، واللغة من مفردات التغيير، ولكن تبقى الأسس العامة محافظ عليها ضمن الأطر المعرفية الأساسية، التي ليس محل بيانها هنا، وبإشارة عامة نستفيد منها في فهم النصوص الثابتة.
اليوم في اللغة العربية:
النتيجة
هناك فهم عرفي للألفاظ:
الفهم العلمي:
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/16951/evolution/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.