التجديد والاجتهاد الفكري عند الامام الخامنئي
كلمة الشيخ شفيق جرادي [الجهة المنظّمة]
اعتدنا أن نحتفي بالشخصيات بعد أن يولّي زمانها، فهل ما نحن فيه احتفاء يأتي عكس التيار؟ أم أنّه لقاء فكري يخرج عن التقاليد الاحتفائية. يستهدف أمراً آخر؟ بصراحة أقول وبكلمة واحدة ما نريده من هذا المؤتمر هو أن ندخل ساحة فكر جديد لمفكر كبير نرصده لا بذهنية أنّه قائد، بل نرصد فيه المواضيع التي شرّعها أمام النهوض الإسلامي المعاصر بعقل اجتهادي ثاقب، عاين الوقائع والعلوم، واجترح لها الرؤى بحيث أهّلته امكاناته ليكون قائداً. ندخل عصره لنتعلّم ونستهدي كيف يمارس المعلّم المزكّي الهادي رسم المنعطفات الجديدة في إبراز الوعي والفكر من حيثية التجربة والواقع الناهض بالأمة لملاقاة وحي السماء هداية ونظماً، قيادة وإعماراً وبناءً لأجيال لن تعرف عصر الهزيمة في معركة الرسالة الشاملة.
في الهدف الثابت أن ندخل معه عهد حضارة طموحة رأت في الدين وفي الإسلام بُعداً عالميًّا يصلح ليقدّم نفسه كبديل عن كلّ القيم الحضارية السائدة اليوم والتي تشهد مرحلة شيخوخة تتحدّر فيها بإنسانيّة الإنسان لتجعل منها ارقاماً وأشياء في صراعات الحروب ونزيف الكرامة الدائم، حضارة تأبى إلا أن تستعيد للإنسان أصل الشر في وجوده من حيث المنشأ، وأن تنصب أمامه طريق صراط رسمتها استقامة تعاليم السماء وتدفع بإرادة الحرية فيه، وتشكّل عنوان المسؤولية عن إعمار الأرض وإصلاح العباد ربطاً بشرط موضوعي لذلك كلّه، مفاده أن تنضح الارادة والصراط وفطرة المنشأ تقيم التوحيد على نهج إمام رحل ليبقى روحاً منسوبة إلى الله ووجداناً يصدح بإسم محمد وعدالة علي وبإسم الأمل المنتظر الذي مذ عرفناه حقيقة أدركنا أنّ اليأس بضاعة المتخاذلين الراضخين لشيطنة الإنس والجن.
ولا يفوتنا هنا أن نشير إلى أمر كان منذ البداية نصب أعيننا، مفاده أنّا لم نتوقّع تقديم قراءة شاملة ومعمّقة لنهج الاقتدار الذي يمثّل الإمام الخامنئي، بقدر ما كانت الغاية عندنا أن نفتح خياراً جديداً ينطلق من التفكّر والتأمّل والتدقيق باتجاه إحداث تغيير فكري جديد ينقل الفكرة من عالم التذهّن. والتذهّن عند الإمام الخامنئي يساوي تسطّح الأفكار والحقائق إلى عالم ممتلئ بالحياة يضجّ بالمعنى لا يعرف الموت، لأنّ فكرةً هي توأم للحياة حكمها الوحيد الموت.
لذا نحن مع مفكر وليّ وإمام من حياة الناس وحضور الله الدائم فيها، في مواجهة الحصار وزلازل الأمور، ولتسليم لوعد الله وأمر الله لتحقيق المستحيل…
أغتنم الفرصة لأقترح أمرين: الأول على المفكرين الإسلاميّين وغيرهم، الشروع بدراسة هذه الظاهرة الفكرية الجديدة…
والثاني على معلّم كلّ عربي نهج الإمام الخميني والخامنئي، نهج الاقتدار، عنيت به حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصرالله أن يتبنّى رعاية جائزة سنويّة عنوانها: جائزة الإمام الخامنئي للإبداع الفكري والمبادرة الشبابيّة. ذلك لأنّ الإمام الخامنئي إمام إبداع وفكر ومعلّم اجيال.