خليفة الأرض

by معهد المعارف الحكميّة | مايو 23, 2016 9:34 ص

أقام معهد المعارف الحكميّة درسًا ثقافيًا في أجواء ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) بعنوان “خليفة الأرض” لسماحة الشيخ حسين زين الدين.
استهلّ الشيخ محاضرته بالحديث ممهدًا لموضوعه بأصل الخلقة فالسؤال المطروح هو لماذا خلقنا الله؟ وهو سؤال فلسفي. والسؤال الأخر هو ما يريد الله من بعد أن خلقنا؟ وهو سؤال عقائدي.
إن الله تعالى هو الكمال المطلق ولا يمكن أن تتعلق إرادته إلا بأمر كمالي.
فالخلق على مرحلتين:
1. الخلق التمهيدي كخلق السماوات والأرض وغيرها من المخلوقات غير الإنسان لتكون مقدمة لوظيفة يشغلها المخلوق الأصلي.
2. الخلق التابع للوظيفة وهو الإنسان.
فقد كان من الحكمة الإلهية أن يخلق الله جميع المخلوقات ومن بينهم الديناصورات والنسناس والمخلوقات الحية المتوحشة وغيرها قبل خلق الإنسان حتى يمهّد الأرض لتكون مسرحًا للحياة الخاصة بالإنسان.
فالأرض هي من علم الخلق التدريجي.
أما من خلق الإنسان فالله ليس بحاجة لخلقته، لكن أصل الخلقة أي الفيض هو أمر ذاتيّ لله فلا يُسأل إذا خلق بل إذا امتنع عن الخلق.
ليصل إلى الحديث عن خلقة الإنسان الأول وهو آدم، فلماذا خلق الله آدم؟
الحكمة الإلهية تقتضي بأن يخلق مخلوقًا نتساوى فيه القدوة والإرادة لذا كان أرفع من الملائكة.
“وعلم آدم الأسماء كلها” أول إجراء قام به الله هو تعليم آدم إلا أن العلم وحده لا يكفي.
كان لا بد من وضع آدم في اختبار يمكّنه من التعرف على عدوه حتى تتمكن نفسه من الورع عن محارم الله وأن يكون هذا الامتناع اختياري.
فوضعه موضع التجربة ليدرّبه لأنّ الجنّة ليست دار بلاء وامتحان فآدم لم يكن نبيًا في الجنّة بل حين نزل إلى الأرض.
عصى آدم ربه بمعنى المخالفة في سياق التدريب وليست المعصية بالمعنى الفقهي والهدف من ذلك هو تنشيط فطرة آدم ليتنبّه لمرحلة الخطر القادم عليه.
بدأت مسيرة البشرية، وبدأ الصراع وما كان يخاف منه الملائكة “قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء” يعود لسببين:
1. علمهم بتركيبة الإنسان وأنه مخلوق من ماء وتراب وفي خلط هاتين المادتين يتشكل الميل نحو الشهوات وبالتالي يكون قادرًا على المعصية.
2. أنّه كان قبل خلق الإنسان مخلوقات أفسدت كالجن والنسناس وغيرها.

السؤال المهم: ما هو المشروع الذي يريده الله؟
ما يريده تعالى هو أن يتكامل الإنسان باختياره، والاختيار والإرادة هي المفتاح لفهم كل البلاءات والتدخل الغيبي ولولاية التكوينيّة وغيرها.
“إني أعلم ما لا تعلمون”والضمانة أن الله علم آدم الأسماء كلها، كان لآدم علمًا واسعًا أما عن التفاضل بين الأنبياء فليس من باب العلم بل من باب العزم أي المعرفة التي تؤدي إلى الأرتداع عن الحرام.
والكمال نوعان:
1. فردي: وهو متيسر في كل زمان ولكل أحد.
2. الاجتماعي: وهو ما يريده الإسلام.
ليست البيئة هي العلّة التامّة لكمال الشخص بل إنّ الظروف تسرع عملية الكمال لذا كانت فلسفة الجهاد في سبيل الله هي تحرير البشريّة لتتمكن من الاختيار بشكل حر دون قيود.
وفي معركة الصراع، يحتاج الإنسان إلى ضامن يحفظ معالم الحق ولو بإبقاء هذا الصراع محتدمًا.
والضامن هو:
1. النبيون.
2. الربانيّون.
3. الأحبار.

لذا فهناك حجيّة لغير المعصوم، حجيّة لحجج الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف، الاقتداء بالقادة الذين يحفظون خط الإمام “طوبى لمن أدرك القائم من أهل بيتي وهو مقتدٍ به قبل قيامه يتولى وليّه ويتبرّأ من عدوّه”.
الأصل في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف هو الظهور وليس الخفاء، وأول تكليف لنا هو إعادة الأصل إلى أصله واكتشاف السبب في منع ذلك الفيض الإلهي “تطويع الإرادة لهؤلاء الأولياء الذين هم السبيل الوحيد لمعرفة قلب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف.
والانتظار يكون بتوهّج النموذج السلوكي وليس بتغيير الناس، أن ييأس الناس ممّا في أيديهم ويتوجهوا للإسلام ويرون الخلاص في إمام زمانهم.
ليست العبادة هي في الصلاة والصوم فقط. فلقد كان الخوارج من أصحاب صلاة الليل وإنما قاتلو عليًا من أجل الدين “طلبوا الحق فأخطأوه”.
فكيف يتمّ معرفة ما يريده الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ونطوّع إرادتنا نحو إرادته؟
واستمرّ الدرس لمدّة ثلاثة أيام على التوالي.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/4016/%d8%ae%d9%84%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%b6/