by الإمام السيّد عليّ الخامنئي | مايو 24, 2016 11:29 ص
كلمة المعهد
شكّل التوحيد، على مرّ العصور، الساحة الجامعة لكلّ أتباع الديانات السماويّة {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ}[1][1]، وقد كانت مهمّة جميع الأنبياء والرسل الدعوة إليه بكلّ الوسائل والأساليب بغية إعلاء كلمة الحقّ وتحرير الإنسان من عبوديّة غير الله. كما وحمل العلماء وقادة الأمّة نفس الهدف وتوسّلوا نفس الأساليب بالكلمة والموعظة الحسنة وأحيانًا القوّة، وأيّ قوّة، هي قوّة الحقّ للحقّ من غير إيذاء وتمثيل.
ونذكر بهذا الصدد دعوة سماحة الإمام الخامنئي (حفظه الله) في خطبه ولقاءاته إلى التوحيد لله والتوحّد في العالم من أجل مقارعة الظلم والاستكبار، وأعلن أنّ كلّ قول أو عمل يؤدّي إلى إثارة نار الاختلاف بين المسلمين، وكلّ إساءة لمقدّسات أيٍّ من الفصائل الإسلاميّة، وأي تكفير لأحد من المذاهب الإسلاميّة، هو خدمة لمعسكر الكفر والشرك وخيانة للإسلام وحرام شرعًا[2][2].
وليس التوحيد – بحسب رأي الإمام الخامنئي (حفظه الله) – مجرّد أطروحة ترتبط بمسألة نظريّة محضة أو مسألة ذات إطار علميّ محدود، بل هو طريق جديد أمام إنسان يسعى لتقديم أسلوب آخر في العمل والحياة، ويشكّل حجر البناء الأساس في صرح الدين والقاعدة التي يقوم عليها.
وفي هذا السياق، يأتي كتاب روح التوحيد: رفض عبودية غير الله ليعرض رؤية الإمام الخامنئي القيميّة حول حقيقة وروح مفهوم التوحيد الإسلاميّ.
والكتاب بأصله عبارة عن مقال قدّمه الإمام الخامنئي، حدّد فيه أبعاد المحتوى الحقيقيّ للتوحيد؛ بدءًا بالنظرة العامّة للكون والحياة، وصولًا إلى معانيه على صعيد فهم الإنسان لوحدة أبناء البشر في ارتباطهم بالله وتساويهم في الخلقة والتكوين الإنسانيّ، كما والإمكانات المتاحة لهم لتحقيق غايات التكامل. وتطرّأ للتوحيد على صعيد المناهج الاجتماعيّة، الاقتصاديّة والسياسيّة وغيرها.
وقد أرفق الكتاب ببحث للشيخ شفيق جرادي يقع في مثابة التقديم للمقال المذكور، وذلك في محاولة لرسم الأسس القيميّة في الرؤية التوحيديّة الحضاريّة عند الإمام الخامنئي. والبحث المعنون بـ”الرؤية التوحيديّة وقيم الحضارة الإسلاميّة” قدّمه مؤلفه في مؤتمر التجديد والاجتهاد الفكريّ عند الإمام الخامنئي الذي نظّمه معهد المعارف الحكميّة عام 2011.
إنّ معهد المعارف الحكميّة، إذ ينشر هذا الكتاب بحلّته هذه، يأمل له أن يكون إسهامًا حقيقيًّا في بثّ روح التوحيد الحقّة وقيمها في مجتمع هو أحوج ما يكون لارتكاز الأبعاد التوحيديّة القيميّة فيه.
والله من وراء المقصد
سكينة أبو حمدان
[1][3] سورة آل عمران، الآية 64.
[2][4] نداء الإمام الخامنئي لحجّاج بيت الله الحرام في 14/10/2013.
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/4034/%d8%b1%d9%88%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d9%88%d8%ad%d9%8a%d8%af-%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%b9%d8%a8%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%ba%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.