إشكاليّات العلاقة بين الدين والثقافة (مقدّمة نظريّة)
إنّ موضوع الدين والثقافة، هو من المواضيع التي تتعدّد وجوه القول والبحث فيها. وبالأساس فإنّ مصطلح الثقافة مصطلح إشكاليّ، لا يستقرّ على تعريف محدّد (جامع مانع). كما أنّ مفهوم الدين (وليس الدين نفسه) مفهوم ملتبس، على الأقلّ لجهة التمييز بين ما هو دين، وبين ما هو فكر دينيّ، وإذا كان الفكر الدينيّ هو المعرفة البشريّة للدين تحتّم علينا أن نصنّف الفكر الدينيّ في خانة المعطى الثقافيّ. ولكنّ هذا التصنيف لا يتمّ إلّا بعد التوافق على أن مصطلح الثقافة، مهما تتباين تحديداته وتعريفاته، فإنّها تُجمع على النشاط الفكريّ المعرفيّ، الذي هو عنصر أساس من عناصر مصطلح الثقافة. وهكذا تغدو الخبرة الدينيّة هي أيضًا خبرة ثقافيّة. ولعلّ هذا ما يسوّغ استعمال مصطلح “الثقافة الدينيّة” إلى جانب مصطلحات ثقافيّة أخرى كالثقافة العلميّة، والثقافة الأدبيّة، والفنّيّة، والسياسيّة، وغيرها.
إذًا، كيف نبحث الخبرة الدينيّة – وهي خبرة ثقافيّة – من منظور فلسفيّ معرفيّ، أي من منظور ثقافيّ؟!
ألا يغدو البحث – إذ ذاك – الثقافة نفسها من منظور ثقافيّ بما يعني أنّ الثقافة تسأل عن ذاتها؟! تحميل البحث