مباني صدر المتألهين الفلسفية
ترجمة: علي الحاج حسن
منهج الحكمة المتعالية هو أحد المناهج المتداولة والمشهورة في الفلسفة الإسلامية. هذا المنهج الذي يشتمل على كافة أصول ومناهج الفلسفات السابقة، تمكن من مزج كشف وشهود العرفاء مع الاستدلال الإرسطوئي، وفتح بابًا خاصًا أمام المحققين.
أبو علي سينا (370 – 428) هو أول من طرح اصطلاح الحكمة المتعالية، ثم أصبح هذا الاصطلاح منهجًا اعتمده كبار الفلاسفة. أما صدر الدين محمد الشيرازي المشهور بصدر المتألهين فهو أحد مبتكري ومكحلي هذا المنهج؛ حيث تمكن هذا الحكيم العارف والزاهد من التأسيس لهذا النظام الذي عرف بعده بمنهج الفلسفة الصدرائية؛ الذي طرح في مقابل الفلسفات القديمة، وقد وصل صدر المتألهين إلى هذا الأمر بعد تتبع وافر في الفلسفة المشائية والإشراقية، وقطعه لمدارج طويلة في السلوك العرفاني، نشاهد في هذا المنهج الفلسفي حضورًا لكافة الفلسفات القديمة، لا بل يحتوي على إضافة وتفوق عليها من خلال الابتكارات الخاصة التي قدمها.
الحكمة المتعالية هي بداية ولادة لرؤية عقلية جديدة في العالم الإسلامي، بحيث نلاحظ العديد من المحققين في الفلسفة الإسلامية أمثال، هنري كوربان، ألغوا كتبًا متعددةً حول هذا النهج باللغات الأوروبية. بدأ المفصل الأساس في الحكمة المتعالية، بعد أن طرح الشيخ الرئيس هذا الاصطلاح ثم أخذ الحكماء، والعرفاء الإسلاميون ببناء هذا المنهج. كانت بعض أبحاثهم واقعة تحت تأثير المباني العرفانية فتطرقوا للمسائل الفلسفية من وجهة نظر عرفانية. وهنا يمكن ذكر أسماء: السيد حيدر الآملي، وصائن الدين علي بن محمد تركه. تحميل الدراسة