رواد الصحوة الإسلاميّة السيد جمال الدين الأفغاني
لقد قطعت الصحوة الإسلاميّة منذ ولادتها قبل قرن حتّى الآن ثلاث مراحل أساسيّة:
الأولى: مرحلة الولادة، وهي المرحلة التي يمكن تسميتها بمرحلة اليقظة، إذ بدأت الأمّة تستيقظ من سباتها الطويل الذي استمرّ عدّة قرون، فأخذت تستعيد حياتها، وتهبّ من رقدتها، وكان السيّد جمال الدين الحسينيّ الأسد آبادي المعروف بالأفغانيّ رجل هذه المرحلة ورائدها.
والثانية: مرحلة البناء الفكريّ للأمّة، وصياغة الفكر النظريّ الإسلاميّ الذي يمكّن الأمّة من الصمود في وجه مدارس الفكر المادّيّ وأهمّها الشيوعيّة، والاشتراكيّة والرأسماليّة، ويتيح لها بناء نفسها من جديد على ضوء مفاهيم الإسلام ومبادئه، وتعدّ هذه المرحلة مرحلة خطيرة في تاريخ الصحوة الإسلاميّة. وكان رائدها الأعظم في هذه المرحلة ورجلها الأوّل الذي لا يدانيه نظير، الإمام الشهيد محمّد باقر الصدر قدّس سرّه.
والثالثة: مرحلة الثورة وبناء الدولة وتماثل الأمّة تماثلًا ميدانيًّا، وإعادة حياتها كاملة بكلّ مقوّماتها، وتأسيس الدولة الإسلاميّة في بناء جديد ينسجم مع تطوّرات الزمن ومتطلّبات الحاضر. وكان رائد هذه المرحلة وقائدها الأعظم الإمام الأكبر السيّد روح الله الموسويّ الخمينيّ قدّس سرّه.
ولا يسعنا في هذا البحث المقتضب أن ندرس كلًّا من هذه المراحل الثلاث وإنجازات روّادها على التفصيل، وإنّما نحاول في بحثنا الموجز هذا إلقاء شيء من الضوء على الدور الذي قام به كلّ من هؤلاء العظماء في بناء الصحوة الإسلاميّة المعاصرة بمراحلها الثلاث.
وسوف نتناول البحث عن كلّ واحد من هؤلاء القادة الثلاثة تباعًا، حسب الترتيب الزمنيّ للمرحلة التي قادها، وسنبدأ هذا الأسبوع بالحديث عن السيد جمال الدين الأفغاني ضمن أربعة فصول، نعرض في الفصل الأوّل صورة مختصرة عن حياته، وفي الفصل الثاني نعرض بإجمال المشروع التغييريّ الذي كان يتبنّاه ، وفي الفصل الثالث نتحدّث عن أهمّ إنجازاته، وفي الفصل الرابع نلقي نظرة تقييميّة على الأطروحة والإنجازات التي قدّمها. على أن نقدّم في الأسابيع القادمة لروّاد قادوا العالم الإسلامي الإسلامي إن على صعيد الفكر، أو العمل، بحسب الترتيب الزمني. تحميل البحث