بداية الحكمة- المرحلة الخامسة- الدرس الثالث
الفصل الخامس: في بعض أحكام الفصل
ينقسم الفصل إلى قسمين:
- الفصل المنطقيّ: وهو أخصّ اللوازم التي تعرض النوع وأعرفها، يؤخذ ويوضع في الحدود مكان الفصول الحقيقيّة لصعوبة الحصول غالبًا على الفصل الحقيقيّ الذي يقوّم النوع، كالناطق للإنسان، والصاهل للفرس.
- الفصل الاشتقاقيّ: وهو مبدأ الفصل المنطقيّ، هو الفصل الحقيقيّ المقوّم للنوع: ككون الإنسان ذا نفس ناطقة في الإنسان، وكون الفرس ذا نفس صاهلة في الفرس.
كما أنّ حقيقة النوع هي فصله الأخير وذلك لأنّ الفصل المقوّم هو محصّل نوعه، فما في أجناسه وفصوله الآخر على نحو الإبهام مأخوذ فيه على وجه التحصيل.
الفصل السادس: في النوع وبعض أحكامه
الماهيّة النوعيّة توجد أجزاؤها في الخارج بوجود واحد، لأنّ الحمل بين كلّ منها وبين النوع أوّلي، والنوع موجود بوجود واحد؛ وأمّا في الذهن فهي متغايرة بالإبهام والتحصّل، ولذلك كان كلّ من الجنس والفصل عرضيًّا للآخر، زائدًا عليه كما تقدّم.
كما أنّ بين أجزاء المركّبات الحقيقيّة فقر وحاجة من بعضها إلى بعض حتّى ترتبط وتتّحد حقيقة واحدة لا تركيبيّ’ انضماميّة؛ وهذه المسألة ضروريّة لا تفتقر إلى برهان.