بداية الحكمة- المرحلة السادسة- الدرس الثالث
الفصل الرابع: في إثبات المادّة الأولى والصورة الجسميّة
الجسم مؤلّف من مادّة وصورة جسميّة، والمجموع المركّب منهما هو الجسم. المادّة الأولى تتمثّل في القابليّة المحضة، والجسميّة هي التي بها الفعليّة صورة مقوّمة لها.
الجسم هو المادّة الشائعة في الوجودات الجسمانيّة جميعًا، وتسمّى: “المادة الأولى “و”الهيولى “. ثمّ هي مع الصورة الجسميّة مادّة قابلة للصور النوعيّة اللاحقة، وتسمّى: “المادة الثانية”.
الفصل الخامس: في إثبات الصورة النوعيّة
الأجسام الموجودة في الخارج تختلف اختلافًا بيّنًا من حيث الأفعال والآثار وهذه الأفعال لها مبدأ جوهريّ لا محالة. وليس هو المادّة الأولى، لأنّ من شأنها القبول والانفعال دون الفعل، ولا الجسميّة المشتركة، لأنّها واحدة مشتركة وهذه الأفعال كثيرة مختلفة؛ فلها مبادٍ مختلفة. ولو كانت هذه المبادئ أعراضًا مختلفة وجب انتهاؤها إلى جواهر مختلفة.
وليست هي الجسميّة لاشتراكها بين الجميع؛ فهي جواهر متنوّعة تتنوّع بها الأجسام، تسمّى:”الصور النوعيّة” التي تتكوّن بها العناصر.
الفصل السادس: في أنّ المادّة الأولى والصورة متلازمان
المادّة الأولى والصورة متلازمتان، لا تنفكّ إحداهما عن الأخرى. أمّا أنّ المادة لا تتعرّى عن الصورة، فلأنّ المادّة الأولى حقيقتها أنّها بالقوّة من جميع الجهات، فلا توجد إلّا متقوّمة بفعليّة جوهريّة متّحدة بها إذ لا تحقّق لموجود إلّا بفعليّة، والجوهر الفعليّ الذي هذا شأنه هو صورة.
وأمّا انّ الصورة التي من شأنها أن تقارن المادّة لا تتجرّد عنها فلأنّ شيئًا من الأنواع التي ينالها الحسّ والتجربة لا يخلو من قوّة التغيير وإمكان الانفعال وهذا أصل موضوع مأخوذ من العلوم الطبيعيّة وما فيه القوّة والإمكان لا يخلو من مادّة.