الصراع حول سوريا

إنّ إشكاليّة سوريا الحاليّة المعقّدة، عادة ما يجري ابتذال إدراكها في المواقف السياسيّة الوجدانيّة، الأمر الذي وجد ويجد انعكاسه في اختزالها بثنائيّة بسيطة ومباشرة هي صراع وتناقض السلطة والمعارضة. ومن ثمّ جعل كلّ منهما إمّا “حقيقة الحقائق” أو ما يناقضها، أو “فضيلة الفضائل” أو ما يناقضها. ولا تخلو هذه المعادلة من مقدّمات وأسس واقعيّة، لكنّها شأن كلّ حكم سياسيّ أو إيديولوجيّ جازم عادةً ما يصنع نقيض ما يدعو إليه. ومن ثمّ الدوران في حلقة مفرغة هي عين ما أدعوه بتوليد الزمن الراديكاليّ، أي زمن بلا تاريخ، الأمر الذي يجعل من الضروريّ تحديد الإشكاليّات الكبرى والعامّة ومن خلالها أو عبرها النزول إلى الإشكاليّات الخاصّة للحالة السوريّة من أجل البحث عن بدائل واقعيّة وعقلانيّة للكلّ السوريّ، أي للمجتمع والدولة والنظام السياسيّ.
إنّ أحد المظاهر الجليّة للحالة السوريّة الحاليّة تقوم في تحوّل سوريا إلى ميدان للصراع الإقليميّ والعربيّ والعالميّ، الأمر الذي يعني من بين أمور عديدة أنّ لسوريا خصوصيّتها في “الحالة الثوريّة” العربيّة الأخيرة؛ وبما أنّها حالة لم تنته ولن تنتهي في مجرى العقدَين القادمَين كحدّ أدنى، من هنا يمكن النظر إلى الحالة السوريّة باعتبارها إحدى اللحظات الكبرى العاصفة في الصيرورة الجديدة للعالم العربيّ….
المقالات المرتبطة
الإنسان في الدنيا
ثلاث محطات يمر بها الإنسان في عوالم الخلق، متنقلًا بينها في رحاب الرحمة الإلهية، “الإنسان قبل الدنيا”
قراءة نفسيّة للحركات التكفيريّة
الإنسان كائن رمزيّ، يبني تصوّره عن الذات والعالم انطلاقًا من مجموعة من الرموز المصاغة على شكل كلمات ينطق بها أو يتفكّر من خلالها، وهذا ما يجعل حتّى العنف ممنهجًا في حياته، فهو يقوم باصطناعه والتخطيط له ومعننته حتّى يصبح مقبولًا ومبرّرًا.
الآثار الإيجابية للصيام في حياة المسيحيين والمسلمين
وظيفة الصوم هي ضبط هذه القوى الموجودة في النفس البشرية ليرتقي الإنسان في سلّم الكمال، ويرتقي بوجوده ويكون استخدام كلا البعدين في وظيفته المرسومة له من قبل ﷲ جل وعلا