مستحدثات الديمقراطيّة العربيّة: فتنة القول في فتنة العمل

لم يكن لحادث تاريخيّ أن يحظى بتلك الوفرة من الجدل حول ماهيّته وهويّته ومآلاته المنتظرة، كالحادث المتمادي على مساحة العالم العربيّ منذ بداية العام 2011.
ولا غلوّ في القول، إنّا مررنا، ولمّا نزل، بإزاء “جيولوجيا سياسيّة”، لا تعريف واحدًا أومحدَّدًا لها. فلقد بدا كلّ تعريف نُسِب إليها مشوبًا بالنقص؛ ذاك أنّه يصدر من رؤى وأحكام وتعليلات تعكس إلى هذا الحدّ أوذاك، آراء ومواقع ومصالح، وتحيّزات الفاعلين فيها. فالّذين ذهبوا إلى توصيفها بـ”ثورات الربيع العربي” سيكون لهم من الأسباب والتقديرات ما يحملهم على ذلك، والذين مضوا إلى قراءة معاكسة، نظروا إلى تلك “الجيولوجيا”، بما هي امتداد جيو-استراتيجيّ، لهيمنة خارجيّة تبتغي تفكيك وإعادة تركيب الإقليم العربيّ تبعًا لمصالحها. ولهذه القراءة كذلك، حظّ من الصواب، بما تقدّمه من شواهد على أوصاف ونعوت لا تخلومن منطق يؤيّدها ويسبغ عليها المشروعيّة. ثمّة آخرون انبروا إلى ما يتعدّى التفسير المألوف للثورات والمنعطفات الكبرى، فرأوا إليها كمصادفة تاريخيّة نبتت على أرض الضرورة، لكنّها فاجأت الكلّ، وأنتجت لنفسها حيّزًا خارج التوقّع….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
حوار منطقي بين سقراط وأرسطو
كيف يمكن تطبيق الاستقراء في حياتنا اليومية؟
هل تخبر الجمهور يا أرسطو عن حجية الاستلال في القياس والاستقراء والتمثيل؟
التفسير الديني للتاريخ
تعد إشكالية التفسير أهم مقومات دراسة التاريخ، إذا تتعلق بالكشف عن الأسباب والعلل التي تحرك الأحداث والوقائع،
الإسلام وفلسفة الدين
لطالما كانت تتملك أدبيات المفكرين المسلمين مشاعر الاستثنائية المزهوة بما يحمل الإسلام من أبعاد، ومجالات حيوية استثنائية.