إدمند هسّرل: أصل الزمان وتكوّنه
![إدمند هسّرل: أصل الزمان وتكوّنه](https://maarefhekmiya.org/wp-content/uploads/2015/10/tarjamat1-890x395_c.jpg)
تعريب: محمود يونس
يقتضي التأويل الفنومنولوجيّ للزمان جهدًا خاصًّا إذ لم تفرد المنظومة الفنومنولوجيّة “فئةً” خاصّةً في موضوعه. أمّا موضوعه، فينومنولوجيًّا، بالطبع، فهو الفنومنولوجيا الترَنسندَنتاليّة، أي، بنية كلّ شرط لإمكانيّة المعرفة. بالتالي، تمحور سؤال أصل الزمان وتكوّنه، كما برز في مشروع هسّرل الذي امتدّ على مدى 30 عامًا (تقريبًا، من العام 1900-1930)، حول التصوّرات المختلفة للزمان؛ حول التجارب المَعيشة التي يتبدّى فيها الزمنيّ بمعناه الموضوعيّ. هنا نجد ضرورة أن نكون واضحين تمامًا فيما يخصّ الغرض الملائم لمبحثنا. فهسّرل لا يريد من تعاطيه في أصل الزمان وتكوّنه الزمان الموضوعيّ. هو واضح تمامًا في ذلك، خاصّةً في محاضراته التي ألقاها عام 1905، والتي صدرت لاحقًا تحت عنوان “فنومنولوجيا الوعي الذاتيّ بالزمان The Phenomenology of Internal-Time Consciousness“،
إنّ المرءَ لا يجد أدنى آثار الزمان الموضوعيّ [أي، الكرونولوجيّ أو “الكونيّ cosmic”] من خلال التحليل الفنومنولوجيّ. فـ’الحقل الزمنيّ الفطريّ‘ ليس، بأيّ شكل من الأشكال، جزءًا من الزمان الموضوعيّ.
السؤال الذي ‘ينتاب’ تحقيقنا ، إذًا، هو ما يلي، “هل تقودنا ظاهرة الزمان إلى كلّيّة بنية وجودها؟ أم هل نصل من أصل الزمان وتكوّنه إلى فهم مفاده أنّ كلّيّة الزمان، بالمبدأ، متعذّرة الإحراز؟ بكلام آخر، كيف لتوصيف هسّرل لأصل الزمان أن يبيّن البنية الأساسيّة لكلّ اختبار ممكنة؟ وبأيّ المعاني يحتّم وصف تكوّن الزمان العودة إلى المعطيات الفنومنولوجيّة حيث كلّ ما يُختبر يَتشكّل فنومنولوجيًّا؟.. تحميل البحث
المقالات المرتبطة
أيُّ “إسلامٍ”؟ استكشافُ المعاني الكثيرة للكلمة
عندما نبدأُ بمفهومِ الإسلامِ على أنَّه المصدرُ لكلِ الحقائقِ الأخرى يسهلُ علينا فهمُ سبب استخدام القرآنِ في بعضِ الأحيانِ كلمةَ “إسلام” لتعيينِ التسليمِ الجبريِّ الشامل لكلِّ شيءٍ في الكونِ
قانون الحرب في الإسلام: علله وأحكامه
إن عمل الداوودي هو مساهمة مرحب بها في البحث العلمي حول موضوع الإسلام والتنظيم الحضاري للقوة المسلحة. ويستحق كتابه هذا أن يُقرأ ويناقش على نطاق واسع.
قراءة في كتاب عالم المثال في الفلسفة الإسلامية: ابن سينا، والسهروردي، والشهرزوري وآخرين
هذا كتاب ممتاز من جميع الجوانب، يندرج ضمن سلسلة تبدو مثيرة للاهتمام للغاية. يتبع فان ليت في الأساس فكرة للسهروردي في حكمة الإشراق حيث يتحدث فيه عما يسميه بالمثل المعلقة، كما يطور نظرية جديدة تمامًا في الوجود والمعرفة.