مهرجان الخطاب الثقافي عند السيد حسن نصر الله- اليوم الأوّل
تقرير اليوم الأول- الإثنين 6/2/2017
افتتح معهد المعارف الحكمية ومنتدى قارئ للشباب مهرجان الخطاب الثقافي عند السيد حسن نصر الله نهار أمس عند الساعة السادسة مساءً في مجمع الإمام المجتبى (ع) حي الاميركان، وكانت أولى جلساته عبارة عن حلقة حوارية مفتوحة بين مجموعٍ من الشباب اللبناني من مختلف الأطياف الدينية والحزبية تحت عنوان: “المواطنة والتدين في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله”. أدار الحوار الإعلامي محمد نسر.
افتتحت جلسة الحوار بالسؤال التالي: هل المفهوم بين المواطنة وخيارات حزب الله صح أم لا؟ تلا هذا السؤال ردود مختلفة من قبل الحضور، فاعتبر بعضهم إلى ضرورة فهم مسار حزب الله، حيث إنه حالة لم تخلق من فراغ، وأكد على أن المواطنة هي جزء من منظومة حزب الله، بل إن الإنسان المنتمي إلى حزب الله يعيش إنسانيته ومواطنيته بشكل عادي جدًّا. وأشار بعضهم إلى أنه لا يوجد تعارض بين المواطنة والمقاومة، كما أضافت إحدى الأخوات إلى أنه ينبغي في البداية أن يكون هناك تعريف للمواطنة حتى نبني على الشيء مقتضاه.
وفي سياق الحوار تم التطرق إلى موضوع الحجاب، حيث إنه هناك إشكالية تقول إننا نفرض الحجاب على الآخرين، فهل يكمن الشيطان في هذه الجزئيات؟ فأجابت إحدى الحاضرات عن هذا الموضوع بأن مسألة الحجاب قد تم قطع شوط كبير فيها خاصة مع الطوائف الأخرى، فلم يعد يشكل عائقًا، بالتالي في عقيدتنا وقناعتنا لا يمكن فرضه على أحد، فكل إنسان له قناعاته التي يؤمن بها.
ثم تمت الإشارة إلى أن التجربة الإسلامية في مرحلة معينة أصبح لديها بعض الهواجس والمخاوف، ونحن كإسلاميين يجب أن نوضح أكثر ونقرأ في الكتب والمصادر ، ولا نلجأ إلى الإعلام، حيث إن الموضوع الإعلامي في لبنان يلجأ في غالب الأحيان إلى التشويش.
وأضافوا إلى أننا لسنا من دعاة العنف، وهذه الحالة ينبغي أن نتعاطى معها بحنكة وذكاء، كما إن هذه التفاصيل الدقيقة تحتاج إلى حنكة بنفسها، وفي الجامعات برهنا أننا قادرين على أن نضع أيدينا مع الجميع… بعض الهفوات التي تحدّث عنها الإعلام كان بإمكاننا أن نتجاوزها بذكاء.
ومن الأسئلة التي طرحها أحد الحضور أنه لماذا نطرح دائما أن يكون ابن حزب الله مواطنًا؟ لماذا لا نطلب من المسيحي الذي يتبع الفاتيكان أن يكون مواطنًا، ولماذا لا أطلب من السني الذي يتبع السعودية أن يكون مواطنًا؟ فليس المطلوب منا أن ندافع بالإعلام، المشكلة في مفهوم المواطنة عند الآخر.
وأشار أحد الحضور إلى أن ذهنية العضلات هي السائدة في الجامعات.
أما حول المواطنة والتدين، فطرح أحد الحضور أن الآخر يعني هناك أحد غيرنا لا يشبهنا، فهذا الفكر والعقلية المذهبية هي المشكلة. التدين لا يتنافى مع المواطنة، ولا تعارض بين الدين والعلم، كما أن مصلحة كل المجتمع وكل قبيلة هي الصح، المشكلة ليست في التدين، لكن المشكلة عندما ندخل السياسة في الدين، وعندما أصبح رجل الدين يتدخل في السياسة. ينبغي أن يكون الهدف هو وحدة المجتمع.
وحول نظرة المجتمع للدين والأحزاب، اعتبر أحد الحضور أن الأحزاب تنوب عن الطوائف لذلك هناك نظرة خاطئة.
وكان هناك تخوف لدى أحدهم حيث اعتبر أن إيران في دعمها لفلسطين واليمن كمجتمع نبارك لهم، لكن ما الذي يؤكد لي أن الذي يتبع إيران في بلدي لبنان لن يغلّب مصلحة إيران على مصلحة لبنان؟
فرد أحد الحضور عليه، معتبرًا أن هناك هواجس كثير لدى هذا الأخ، لكن حزب الله لو أراد أن يفرض نفسه لكان فعل، لكن الانتماء الأول لديه هو للوطن.
أضاف أحدهم أننا نعيش في مجتمع مفكك.
كما أشار أحد الحضور، إلى أنه بأساس العقيدة عندنا ليس هناك تكفير للآخر.
اعتبر البعض أن في لبنان أكثر من تحديد للمواطنة. ولبنان يعاني من أزمة سياسية تنعكس على موضوع المواطنة والانتماء. حيث إن أي ظاهرة تذهب باتجاه التشدد والتعصب تصبح خطرًا على المواطنة والانتماء.
ثم أشار أحد الحضور، إلى أنه لا يوجد أي إنسان ليس لديه مجموعة من الانتماءات والولاءات الموجودة فيه، وسأل: هل المجتمعات هي حالة ثابتة أم في سيرورة دائمة؟
اعتبر أحدهم أن التدين هو أن نسعى من أجل السلام والعدالة العالمية. وليس حزب الله من تحول، بل إننا فهمنا حزب الله أكثر. كذلك اعتبر أنه إما ننظر بأدبياتنا إلى أن هناك تعارض بين المواطنة والتدين، وإما أن ننظر إلى الممارسة في فكر حزب الله حيث إنه يدعو إلى العدالة.
وأشار أحدهم إلى أن أحاديث أهل البيت تدعو إلى الرأفة، ونحن نعتقد أن أدبيات حزب الله متقدمة على الآخر.
وأضاف أحد الحضور إلى أنه لا يوجد تعارض بين التدين والمواطنة… ومن أبرز المصاديق عندما حصل التحرير، وكانت الفرصة متاحة لحزب الله أن يأخذ بثأره من العملاء، لكن حزب الله التزم بالقانون اللبناني. كذلك هناك أمثلة كثيرة على وعي حزب الله أثناء فترة التحرير وأنه لم يتعاطى بالعقلية الثأرية، وهذه قمة المواطنة والالتزام بالقانون.