ولاية الفقيه… فكرة إسلاميّة أم حالة مذهبيّة
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتّقين، ولا عدوان إلّا على الظالمين وصلّى الله وسلّم وبارك على من أرسله ربّه رحمةً للعالمين سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين وصحبه الأتقياء الميامين جعلنا الله تعالى من التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد…
فإنّنا نعيش عصرًا عصيبًا لا يُقيم وزنًا للمستضعفين ولا الضعفاء ولا يُحترم فيه إلّا المستقوون والأقوياء.
وفيما أدركتْ الشعوب الأوروبّيّة أنّ قوّتها في وحدتها ومع اختلاف أجناسها ومشاربها ومذاهبها سارعت فاعتصمت بحبل “اليورو” وعملت على إنشاء كيان اقتصاديّ أوروبّيّ “سوق الدول الأوروبّيّة المشتركة” في مواجهة طغيان الدولار الأمريكيّ.
نجد أمّتنا الإسلاميّة التي تدين بوحدانيّة إله واحد، ولها كتاب واحد ونبيّ واحد. وقِبلة واحدة ومصير واحد. تحجز لنفسها مكانًا بارزًا في ذيل الأمم المتخلّفة من دول العالم الثالث.
ولكنّ هذه الأمّة قد تمرض ولكنّها لن تموت لأنّ الله تعالى قد وعَدها بالنصر والتمكين وإظهار دينها على الدين كلّه ولو كره الكافرون.
فهل من مشروع نهضويّ تستعيد به عافيتها وتستردّ به وحدتها. وتستمدّ منه قوّتها ومنعتها؟
هل من مشروع نهضويّ يُؤكّد لها هُويّتها. ويثبت عمق تاريخها وأصالتها وريادتها؟
إنّ المنادي صائح، والطريق واضح، والفجر لائح.
أن يا أمّة الإسلام هذا دواؤكم الناجع. وعلاجكم النافع مصون ومكنون في كتاب حكيم، ونبيّ بالمؤمنين رؤوف رحيم في منهج أقوم وطريق أحكم بإسناد الأمر إلى أهله بقيادة العلماء وولاية الفقهاء.
﴿والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين﴾ [سورة العنكبوت، الآية 69].
دور الامة في الحكومة الاسلامية ( 1 )
إن المجتمع البشري الذي يستطيع القيام بالحق هو الذي يرتكز على ايمان عميق بالمعارف الالهية ، لا على الاقتصاد أو الشؤون المادية الاخرى ، ففي هذه الحالة لن يكون قيامه من أجل إقامة القسط والعدل والاحكام الالهية بل من أجل تلبية الاهواء النفسانية أو الرفاه المادي ، والقيام الحق هو الذي يكون خالصا المجرد ولإعلاء كلمة الله (( وَكَلِمَةُ اللَّـهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ )) ( 2 ) ، وذلك لأن الله وحده هو الحق ‘ فالحق منه (( الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ )) ( 3 ) ، وكل ماسواه باطل .
ومثلما ان الدين الحق قد تبلور في القرآن الكريم وسنة المعصومين ( عليهم السلام ) ، وسيكون النصر حليفه على جميع الاديان في العالم وستقام حكومته العالمية فإن الأمة التي يكون النصر حليفها هي الأمة (( المحققة )) في معرفة الحق أولا و (( المتحققة )) ثانيا” في مقام العمل به ، والمتحلية ثالثا” بما يتحلى به الدين من انسجام واتحاد ومنزّهة عن التنازع والاختلاف ، فقد وصف الله سبحانه القرآن الكريم ، وهو المعجزة الخاتمة بقوله : (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴿٨٢﴾ )) ( 4 ) ، ومن هنا يتضح أن الاتحاد هو أهم عوامل الانتصار والمراد منه ليس مجرد الاجتماعات الظاهرية والتواجد العام في ميادينها ، بل يلزم _ إضافة إليها _ إتحاد القلوب وانسجام الأرواح فإن (( أرواح أولياء الله متحدة )) ( 5 ) ، وهذا الاتحاد لايكون مستقرا” ثابتا” وكاملا” إلا إذا كان ابتغاء مرضاة الله وعلى اساس الالتفاف حول محور الحق لا حول محور المصالح المادية التي تتحول _ عاجلا” أو آجلا” _ إلى سبب للتشتت وانعدام المساواة فكيف يمكن أن تكون مبعثا” للانسجام والأمن .
ولما تقدم نجد القرآن الكريم يصرح بأن تأليف القلوب بيد خالقها الله تبارك وتعالى وهو يخاطب نبيه الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) قائلا” : (( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّـهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٦٣﴾ )) ( 6 ) ، وهذا يعني أن أرضية الشقاق والاختلاف تبقى موجودة والألفة المطلوبة المشار اليها في الآية الكريمة لا تتحقق بوسيلة الثروات المادية حتى لو كان توزيعها بصورة عادلة بالكامل وباليد المباركة للرسول الاكرم .
ولايمكن أن تتحقق حاكمية الدين الحق والنظام الاسلامي _ وكأي نظام آخر _ بالاماني بل إن تحقيقها يتطلب توفر الحضور الشعبي المتحد على اساس الحق ، فالناس هم الذين يقيمون دين الله بقبولهم الدين الحق أولا” وتمسكهم بولاية الحاكم الاسلامي ثانيا” ، وحينئذ ينزل الله عليهم نصره حتى لو كان عددهم قليلا” فينقض لأجلهم المعادلات الرياضية والسياسية والعسكرية ، (( كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّـهِ )) ( 7 ) .
لقد واجه أنبياء الله بعدد قليل من أتباعهم ورغم فقدانهم أبسط الامكانيات المادية _ أعداء الله الذين كانت بأيديهم الكثير من الامكانيات المادية _ فنصرهم الله لأن المؤمنين قد عملوا بما تيسر لهم العمل به من الاوامر الالهية ، واباد _ جلت قدرته _ سلاطين الجور والباطل ، فأهلك طائفة منهم بصورة : (( فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ )) ( 8 ) ، أو بصورة : (( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ )) ( 9 ) وبعضهم أهلكهم بريح عاتية (( سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا )) ( 10 ) ، وأهلك الآخرين بباقي جنوده عز وجل .
كما نصر الله نبيه الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمسلمين في حروبهم غير المتكافئة التي لم يكونوا يملكون فيها الحد الادنى من الامكانات العسكرية .
يقول الله تبارك وتعالى في سورة النور بشأن حضور الأمة في الميدان : ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۚ)) ( 11 ) ، أي أن المؤمنين الصادقين لايتركون قادتهم الإلهيين حتى في القضايا الأجتماعية لافرق في ذلك أن يكون القائد نبيا” أو إماما” معصوما” أو نائبا” للإمام المعصوم في عصر غيبته .
من هنا يتضح أن الحكومة الاسلامية لا تتحقق أبدا” بدون إرادة وإقبال الأمة ، وهذا هو الفرق الاساسي بين الحكومة الاسلامية والحكومات المتجبرة ، فالحكومة الاسلامية شعبية لاتقام على قاعدة القهر والجبر بل على قاعدة رغبة الناس وحبهم للدين وللحاكم الاسلامي ، وكلما كانوا أعظم حظا” من الأخلاق والمعارف الدينية وأشد التزاما” بالاحكام الشرعية وكلما كان الاتحاد والتضامن والالفة الالهية أشد رسوخا” فيهم ، كلما كانت حكومتهم الاسلامية أكثر رسوخا وثباتا” وأعظم توفيقا” في تحقيقها لأهدافها .
ولاينبغي لأحد أن يتوهم أن الله يقيم الحكومة الاسلامية ، حتى لو تخلف الناس عن مناصرتها وتقاعس المؤمنون عن السعي لإقامتها ، فإن الله إنما ينزل نصرته وفيضه ونعمه الخاصة على الناس عندما ينصرون دينه ويحرصون على سعادتهم : (( إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ)) ( 12 ) ، كما أنه سبحانه وتعالى لايسلب أمة نعمة الحكومة الإسلامية إلا عندما يقصروا في حفظها والدفاع عنها : (( ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۙ )) ( 13 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ( 1 ) ولاية الفقيه ولاية الفقاهة والعدالة / آية الله عبد الله الجوادي الآملي الطبعة الاولى .
( 2 ) سورة التوبة : 40 .
( 3 ) سورة هود : 17 .
( 4 ) سورة النساء : 82 .
( 5 ) ترجمة نثرية لشطر بيت بالفارسية .
( 6 ) سورة الانفال : 63 .
( 7 ) سورة البقرة : 249 .
( 8) سورة القصص 40 .
( 9 ) سورة القصص : 81 .
( 10 ) سورة الحاقة : 7 .
( 11 ) سورة النور : 62 .
( 12 ) سورة الرعد : 11 .
( 13 ) سورة الانفال : 53 .
فلسفة وأهداف الحكومة الأسلامية ( 1 )
أهم أهداف الحكومة الاسلامية إثنان : الأول هداية الناس وتعريفهم بسبل بلوغ مقام خليفة الله تمهيدا لسيرهم وسلوكهم الى الله ، والثاني تحويل البلد الاسلامي الى (( مدينة فاضلة )) وتوفير الامور اللازمة لبناء الحضارة الاصيلة وتبيان الاصول الحاكمة على العلاقات الداخلية والخارجية ، وهذان الركنان هما عصارة الآيات الكريمة والاحاديث الشريفة وسير المعصومين وأولياء الله وإن اشتملت هذه النصوص الدينية على الكثير من العبر والمعارف .
إن النظام الداخلي للانسان مكون من الروح والجسد لكن الأصالة فيه هي للروح والجسد تابع لها والرعاية الصحية للجسد إنما تضمن سلامة الروح من أذى العقائد الفاسدة والاخلاق الذميمة والسلوكيات المنحرفة ، كذلك الحال مع بناء (( المدينة الفاضلة )) فالهدف منها تربية الناس للسير على طريق التحول الى مصاديق لمقام (( خليفة الله )) ، لذا فإن الاصالة بين الركنين المذكورين هي للركن الاول أي هداية الناس الى الخلافة الالهية ، ومثلما أن البدن مصيره التفسخ والفناء مهما كان سليما في حين ان البقاء هي للروح كذلك الحال مع المدينة الفاضلة فمصيرها الفناء مهما بلغت من مراتب التقدم الحضاري ، أما (( خليفة الله )) وهو الانسان الكامل فهو مصان من جميع اشكال الزوال ، أي ان المدينة الفاضلة هي بمنزلة البدن وخليفة الله هو بمنزلة الروح ، ومثلما ان الروح هي التي تحفظ سلامة البدن استنادا” الى كون الاصالة لها ، فإن الاستناد الى الاصالة هي لمقام (( خليفة الله )) يعني ان الانسان الكامل هو الذي يقيم المدينة الفاضلة ويضمن تحققها .
ومقتضى الخلافة الالهية هو ان يكون الانسان الكامل _ أي خليفة الله _ مستجمعا _ بما يتسع له وعاؤه الوجودي لجميع كمالات من يستخلفه _ أي رب العالمين _ فيكون مظهرا لله سبحانه في جميع الكمالات الوجودية تلك ، ولذا فإن كل مايذكر كاهداف للحكومة الاسلامية كالقسط والعدل ونظائرهما : هي _ وان كانت تعد من الكمالات _ لكنها جميعا” من الكمال الاصلي ، لان الانسان المتسامي _ أي خليفة الله سيكون مصدرا” لجميع هذه الكمالات وذلك بحكم ان خلافة الله تقتضي أن يكون خليفته تعالى مظهرا” لكل أمر يساهم في ضمان السعادة للمجتمع البشري وفي تدبير شؤونه .
تنوير الإنسان هو الهدف النهائي للحكومة الإسلامية
يبين الله سبحانه في مطلع سورة ابراهيم ( عليه السلام ) الهدف من انزال القرآن وهو نفسه الهدف الاسمي والمحوري للحكومة الاسلامية على النحو التالي : (( الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١﴾ )) ( 2 ) ، أي ان الهدف هو تخليص الناس من الظلمات وإيصالهم الى النور وهذه المهمة إنما يكون إنجازها بإذن الله ، وتحقق تنوير الناس إنما يكون بسلوك صراط الله العزيز الذي لايغلبه شيء بل هو الغالب على أمره وهو الحميد الجدير بكل حمد وثناء . ََ
ان الابتعاد عن الله _ وهو الوجود المحض والكمال الصرف والنور التام _ لايستتبع غير التلوث والظلمة ، والقادر على تحرير الانسان منهما هو (( النور بالذات )) وهو الله نور السموات والارض ، ولذلك فهو يحصر بذاته المقدسة ولاية تولي هذا الامر فيقول في آية الكرسي : ((اللَّـهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ )) ( 3 ) ، أما نسبة القيام بذلك في _ الآية السابقة _ الى الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله فإنما تصح لأن الانسان الكامل هو خليفة الله والخليفة إنما يقوم بإنجاز عمل من استخلفه على نحو الخلافة والنيابة وليس بالاصالة والاستقلالية ولذلك قيدته الآية الكريمة بالاذن الالهي : (( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ )) .
وعلى أي حال فالمقصود هو أن الهدف من الرسالة ونزول الوحي _ وهو نفسه هدف الحكومة الالهية _ تنوير المجتمع الانساني ، والانسان النوراني مصان من سهام التلوث والظلمة والوسوسة والإغراءات والمكائد والمغالطات ، فهو متحرر في عقائده من ضلالات الاوهام والتخيلات وكل مغالطة ، والمتخلص في عمله من رجس الشهوة والغضب ، ولذلك فهو يكون أهلا” لخلافة الله .
وعليه يتضح أن الهدف المهم لإقامة النظام الاسلامي المتمحور حول الوحي والنبوة هو جعل الإنسان خليفة الله ، وفي مثل هذا المجتمع يكون مسار الانسان النوراني واضحا” بالكامل ، فهو يتحرك ويعيش بالنور الالهي ، قال تعالى : (( وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ )) ( 4 ) ، ((وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ )) ( 5 ) .
والعبرة المحورية في سيرة الانسان النوراني هي أنه ومع التزامه عرى الأدب تجاه إنسانية الآخرين ورعايته لحرمتها لايرى أي إنسان أهلا” للحمد والعبادة ، ومع رؤيته لجمال نظام الخلقة برمته لايرى أي موجود سماوي أو أرضي جديرا” بالتمجيد العبادي وبقدسية العبادة ، بل يرى كل المخلوقات آيات الله الذي لارسم له فلا يعتقد بأكثر من كونها آيات لله ، يقول الانسان الكامل الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في وصف هؤلاء النورانيين : (عظم الخالق في أنفسهم فصغر مادونه في أعينهم ) ( 6 ) .
وخصوصية النور هي أنه يرى كل شيء على حقيقته ، ونور التوحيد يجعل الانسان الكامل بصيرا” الى درجة تجعله ينظر بعين التعظيم الى الله العظيم ولذلك تصغر في عينه جميع الاشياء لأنها مخلوقات لله صغيرة مقابل جلالته ، فيرى العارف كل ماسوى الله صغيرا” ، يقول الإمام على بن أبي طالب ( عليه السلام ) : (( عظم الخالق عندك يصغر المخلوق في عينك )) ( 7 ) ، وهذه البصيرة الصائبة تحصل أيضا بالنور الإلهي الموهوب للمتقين : (( من يتق الله يجعل له مخرجا” من الفتن ونورا” من الظلم )) .
وثمة قضية أخرى هنا يجب الانتباه إليها وهي أن القرآن الكريم يصرح بأن العامل الوحيد لتنوير الانسان هو الحكومة الاسلامية المنبثقة من القرآن ( أي التحاكم والرجوع للقرآن ) ، لذا فالمحروم من هذا النور لن يتنور بشيء فقد قال الله تعالى : (( وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴿٤٠﴾ )) ( 8 ) ، لأن (( أسرار الإسم الأعظم لاتسطع على بؤرة الفساد )) ( 9 ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1 ) ولاية الفقيه ولاية الفقاهة والعدالة / آية الله عبد الله الجوادي الآملي الطبعة الاولى .
( 2 ) سورة ابراهيم : 1 .
( 3 ) سورة البقرة : 257 .
( 4 ) سورة الانعام : 122 .
( 5 ) سورة الحديد : 28 .
( 6 ) نهج البلاغة ، الحكمة رقم 129 .
( 7 ) نهج البلاغة ، الخطبة 183 ، الفقرة 11 .
( 8 ) سورة النور : 40 .
( 9 ) ترجمة نثرية لشطر بيت بالفارسية .