by السيّد عبّاس نور الدين | مارس 17, 2017 12:12 م
النظام الإسلاميّ، وأعني به هنا الهويّة الكلّيّة ذات التعريف المحدّد، والتي يختارها البلد والشعب وأصحاب الثورة – وهم الشعب. بالنسبة لنا، فقد اختار شعبنا الجمهوريّة الإسلاميّة أي النظام الذي تنبثق حاكميّة الشعب فيه من الإسلام، ويتوافق مع القيم الإسلاميّة. ونحن قد عبرنا هذه الحلقة.
المرحلة الثانية التي يمرّ بها المجتمع المؤمن في حركته التكامليّة هي مرحلة بناء النظام وفق القيم والأصول التي آمن بها واعتنقها. ولأنّ المجتمع الإيرانيّ آمن بالإسلام كنظام للحياة، فإنّه سيعبّر، في حركته السياسيّة، وفي عمليّة بناء الدولة، عن هذا الإيمان، وذلك من خلال تشييد الأسس الاجتماعيّة بناءً على الإسلام، فينبثق النظام الإسلاميّ.
ليست المكتسبات الفرديّة والاجتماعيّة في الحركة الإيمانيّة سوى عطايا إلهيّة، تهدف إلى تقوية هذه الحركة وتوجيهها في مسلك الهداية العامّة. والنظام الإسلاميّ، هو من أكبر العطايا للشعب الذي اعتنق الإسلام وثار على طريقه في سبيل الله تعالى. والمقصود الحرفيّ من هذه الكلمة، أنّ بناء النظام، وإن كان نتيجة هذه الحركة المضحّية والفدائيّة، إلّا أنّه أمر أكبر وأعظم منها. دائمًا، تكون النتيجة في الحركة الإيمانيّة أكبر بكثير من الحركة، والأثر أعظم من الفاعل. وهذا وإن كان أمرًا جليلًا، لكن يفرض مسؤوليّات ويتطلّب لياقات، ويدل على أنّ ما ينتظر الشعب المضحّي كثير، إن على مستوى المهام أو النتائج الطيّبة.
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/8822/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b8%d8%a7%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d8%b3%d9%84%d8%a7%d9%85%d9%8a%d9%91-2/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.