by معهد المعارف الحكميّة | أبريل 27, 2018 1:07 م
26/4/2018
حلّ الدكتور يوسف أبو خليل أمس ضيفًا في معهد المعارف الحكمية ضمن برنامجه الدوري المنتدى الفلسفي، حيث ألقى محاضرة تحت عنوان: الوعي في فلسفة جون بول سارتر الوجودية، بحضور نخبة من الأساتذة الجامعيين، والمثقفين، والمهتمين بالشأن الفلسفي.
تطرق الدكتور يوسف أبو خليل في محاضرته إلى أن جون بول سارتر الفيلسوف الوحيد الذي تعرض للوجود، واعتبر نفسه فيلسوفًا وجوديًا. وهو في هذا الموقف تمايز عن أقرانه من الفلاسفة. فسارتر الذي انطلق من نيتشه وانتمى إليه انتماءًا خاصًا إنسانيًا متفردًا خارجًا بذلك عن القيم والمثل والأخلاق (ما قبل نيتشه)، والتي يحبذ هو أن يسميها بالقيم المنحطة، فإنسانية فيلسوفنا هذا إنسانية تكفر بالشفقة وتناهض العواطف التجميلية الكاذبة والمخادعة، وهو بذلك يرفض أن تكون الأخلاق مستمدة من الما وراء، وأن يدعي هذا الإنسان امتلاكه للحقيقة، كما أكّد دائمًا علة نسبيتها، وهذا ما دفعه إلى تقويض القيم حينًا وقلبها أحيانًا اخرى، كما دفعه إلى إطلاق دعوة هدم الأصنام في كل العصور الماضية والمستقبلية.
وأضاف، أن الفلسفة الوجودية تناولت الموضوع الإنساني انطلاقًا من حضور القلق فيه، هذا الموضوع، الذي شغل قسمًا من فلسفة سارتر النظرية، ولكنّه كان محور رواياته ومسرحياته. هذا القلق الذي جعله يركز على وجودية الإنسان، ولكن ليس بمعناه الديكارتي الذي ظهر في الكوجيتو “أنا أفكر إذًا أنا موجود”، لكن من خلال كوجيتة خاص به انبنى على شكل “أنا أفكر في شيء إذًا أنا موجود”، وعلى أساس هذا، رفض الآخر سواء أكان اعتباري أو حقيقي، ونظر إليه انطلاقًا من الأفكار. وهذا يؤشر إلى عمق التحوّل الذي سعى إليه سارتر، فديكارت انطلق من الذات لاثبات الله في حين أنّ سارتر انطلق من الذات لاثبات الذات، فهو رأى أنه لا يوجد في الفكر الوجودي شيء قبلي، بل هو يقوم على مقولة مشهورة عند الوجوديين مفادها: أسبقية الوجود على الماهية.
وأشار، إلى أن سارتر رفض كل ما يأتي من الخارج سواء من الإله، أو من العادات، أو من التقاليد… لأنها برأيه تريد أن تسلب الإنسان حريته التي يريد أن يعيشها.. على هذا الأساس بنى مفهومه للوعي باعتباره وعي بالذات ومن الذات، وهو يعادي الآخر مهما كان الآخر.
وقال الدكتور أبو خليل، إلى أن فلسفة سارتر الوجودية توسعت وانتشرت بعد الحرب العالمية الثانية بشكل كبير، وترجمت إلى عدة لغات، نال على إثرها جائزة نوبل، والذي رفض استلامها انطلاقًا من رؤيته الوجودية بأنه لا يلتزم بشيء بل هو يختار…
وتطرق الدكتور يوسف أبو خليل إلى العلاقة بين سارتر والمنهج الظاهراتي، وأظهر كيف قسم الوجود إلى الوجود بذاته ووجود بغيره، واعتباره أنّ العدم جزء من الوجود بذاته، وهو لا ينبثق إلا بوجود الوجود، وهذا ما يجعل الإنسان متميزًا لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يأتي بالعدم إلى الوجود.
وذهب أبو خليل لتوضيح معنى الوجود عند سارتر، فاعتبر أن الوجود ليس بمعى القوة والفعل، إنّما هو الفعل بعينه، إذا أردنا أن نعرف شكسبير علينا أن نرى أعماله.
وختم الدكتور يوسف أبو خليل: بأن الوجود بذاته هو وحده مليء، هو وجود الأشياء، وبأن الوجود بذاته ليس أبدًا ممكنًا أو مستحيلًا. وبأن الوجود عند سارتر عبارة عن أن هذا الإنسان مجبور بأن يكون حرًّا..
في الختام فتح نقاش بين الحضور والدكتور يوسف أبو خليل تم التطرق فيه إلى التعرف أكثر على فلسفة جون بول سارتر، وإلى رأيه بالماركسية وماركس، وعلاقته بالمدرسة الظواهرية وهيدغر وغيرها من الموضوعات…
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
Source URL: https://maarefhekmiya.org/9203/%d9%81%d9%84%d8%b3%d9%81%d8%a9-%d8%ac%d9%88%d9%86-%d8%a8%d9%88%d9%84-%d8%b3%d8%a7%d8%b1%d8%aa%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%ac%d9%88%d8%af%d9%8a%d8%a9/
Copyright ©2024 معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية unless otherwise noted.