أبو الفضل العباس (ع) سر النهضة الحسينية

by معهد المعارف الحكميّة | أكتوبر 19, 2018 6:35 ص

ضمن سلسلة اللقاءات التي تعقدها هيئة أحيوا أمرنا في معهد المعارف الحكمية، وفي أجواء أربعينية الإمام الحسين (ع)، تحدث سماحة الشيخ شفيق جرادي حول “أبو الفضل العباس (ع) سر النهضة الحسينية“، فأشار سماحته إلى أن شخصية العباس تُذكر في عاشوراء وتنتهي مع انتهائها، وهناك أسماء تستمر رغم تقادم الأيام، فلا يمكن لنا مثلًا أن يذهب عن بالنا شخصية الإمام الحسين (ع). واعتبر سماحته أنه من الشخصيات التي تلفتنا بعد شخصية الحسين (ع) هما السيدة زينب (ع)، والعباس (ع).

ثم لفت سماحة الشيخ شفيق إلى أن أبو الفضل العباس الذي استشهد قبل الإمام الحسين فاقترن اسمه مع الإمام سواء بالزيارة، فيما يرتبط بعاشوراء، وسواء بالكرامات التي تحصل في كربلاء.

واعتبر سماحته أن الموضوع فيما يتعلق بأبي الفضل العباس يثير فينا السؤال ويجب أن نبحث عن إجابة. كما أشار سماحته إلى أن أفضل مورد لزيارة العباس هي الزيارة الواردة عن الإمام الصادق (ع) حيث تحدث مع عمه العباس كأنه يتحدث مع معصوم.

ولفت سماحته إلى أن صياغة بعض الزيارات التي قام بها العلماء اعتمدوا على ما أورده الأئمة وخاصة الإمام الصادق (ع). ثم أشار سماحته إلى أن التاريخ، وللأسف، لم يحدثنا عن الأمور العبادية وعن ذلك المستوى المتفاني لأبي الفضل العباس (روحه، نفسه، تضحياته) بين يدي إمام زمانه. فهناك تفاني غير عادي بعلاقته بأمير المؤمنين والحسن والحسين.

وأشار سماحة الشيخ شفيق جرادي إلى أن المحورية الأولى في كربلاء كانت الطاعة، والذي يطيع حسب المتعارف هو شخصية ضعيفة، لكن مفهوم الطاعة في الإسلام وفي الأديان عمومًا من مثل بر الأبناء لآبائهم، هذا يحتاج إلى أدب خاص. أما الطاعة في تنفيذ أمر ربك فهذا يحتاج إلى شخصية قادرة على الاختيار والتوكل. والطاعة أيضًا هي أن تتمسك بأمور دينك وهذا بحاجة إلى إرادة. وميزة أبو الفضل (ع) في أنه كان رمزًا لطاعة الله والنبي ، وكيف يطيع وليه، وكيف يلتزم بولائه للحسين في مسيره.

ولفت سماحته، إلى أننا لا يمكن أن ندعي بأننا عاشورائيين كربلائيين لمجرد أننا نحضر في المجالس ونبكي فيها. فهذه المجالس وصلتنا على طبق من فضة، لكن في مرحلة من المراحل هذه المجالس حتى وصلت إلينا دفع في مقابلها دم، وحصلت ملاحم في شيعة محمد وآل محمد.

واعتبر سماحته، أنه عندما نتحدث عن فلان بأنه حسيني، يعني أنه مستعد لبذل غاية البذل في سبيل الرسالة. ولنكون حسينيين أو زينببيات، علينا البذل والتضحية، ويمكن أن نتعلم هذا إذا تأملنا في كل خطوة خطاها العباس (ع).

ثم أشار سماحته إلى أن الصفة الخاصة بأبي الفضل العباس هي أنه صاحب الحمية، لكن رغم ذلك بقي متمسكًا حتى النهاية بأمر الإمام وبإذنه.

وختم سماحة الشيخ شفيق جرادي محاضرته قائلًا: إن شخصية أبي الفضل العباس (ع)، ينبغي أن نتربى على تفاصيل سلوكها وتربيتها في كربلاء. كما إن هذه الشخصية المحورية للعباس (ع)، يمكن لأي إنسان يسلك الدرب الحسيني أن يتمثل بها.


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/9533/%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%b6%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a8%d8%a7%d8%b3-%d8%b9-%d8%b3%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%87%d8%b6%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a%d8%a9/