الإصلاح الحسينيّ- الليلة الرابعة

by حوراء قبيسي | أكتوبر 22, 2015 1:26 م

تحت عنوان الصلاح والإصلاح” ألقى فضيلة الشيخ شفيق جرادي محاضرته في الليلة الرابعة من محرّم.
مستهلًّا في معرض بحثه المقصود من مفهوم الإصلاح. فالإصلاح يعني “العمل” على إصلاح أمر فاسد بالتوبة والعمل الصالح والذي يتطلّب الرساليّة والتضحية والجهاد والتخطيط من أجل تحقيقه، لكنّ أهمّ شرط من شروط الإصلاح هو “الصلاح”، حيث لا يمكن لمن يفتقر للصلاح، ومن لا يحصّن نفسه بالصلاح أن يحدث إصلاحًا، والصلاح قرآنيًّا هو نقيض العمل السيّء والفاسد.
متسائلاً، ما هو الموقع الذي تستحوذه عند الله عندما تكون من جماعة الصالحين؟
الأمر الأوّل: إنّ الله هو الذي يتولّى أهل الإصلاح، إذ إنّ إحدى مفاتيح الحلول للعقد الاجتماعيّة والأسريّة والسياسيّة. هي أن يكون من زمرة الصالحين الّذين يتولّاهم الله، والله إذا تولّى أمّة أخرجها من الظلمات إلى النور: {إنّ وليّي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولّى الصالحين}.
الأمر الثاني: إنّ أجر الصلاح محفوظ بعين الله تعالى: {إنّا لا نضيع أجر المحسنين}، مستشهدًا بشهادة القائد الحاجّ عماد مغنيّة، فالجهد الذي كان بين يدي الله وقع بيد الله فأشعل الحبّ في قلوب عشرات الآلاف من الناس الّذين خرجوا ليهتفوا باسم رجل لم يعرفوه، إلّا أنّه كان معروفًا عند ربّه، والله لا يضيع أجر الإيمان، فربط قلوب الناس به.
الأمر الثالث: {أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} فيتحوّل الموت إلى روح وريحان، ويتحوّل القبر إلى جنّة، يتحوّل الحشر إلى صراط مستقيم سريع الولوج كما قال رسول الله “يا علي أنت الصراط المستقيم”، وورد في القرآن الكريم {وما نرسل المرسلين إلّا مبشرين ومنذرين فمن آمن وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}، و”الصلحاء هم حفظة الأرض” المتمثّل بوجود الإمام المهديّ عجّل الله فرجه، فلا يعني ذلك أنّه يوجد معصوم فقط، بل هو الإيمان بوجود عالم مرتبط بالإمام (عج)، يرفع به الهلاك عن أهل هذه الأرض {وما كان ربّك ليهلك القرى وأهلها مصلحون}، وكذلك الإيمان بأنّ من والى الله ورسوله (ص) وأمير المؤمنين (ع) يستيحيل أن يخذل.
الأمر الرابع: {إنّ الأرض يرثها عبادي الصالحون} على ضوء مسيرة الصلاح والإصلاح يأتي الإمام الحسين (ع)، ويبرز مشروعه بقوله: “اللهمّ إنّك تعلم أنّه لم يكن ما كان منّا تنافسًا في سلطان، ولا التماسًا من فضول الحطام، ولكن لنري المعالم من دينك. الأمر الذي تجلّى في تجربة المقاومة، حين قال السيّد حسن نصر الله في إحدى قرى الجنوب: “لا نريد شيئًا خذوا كلّ الإدارات العامّة والنيابات، خذوا كلّ الوزارت واتركوا لنا أن نقاتل إسرائيل، وأن يستشهد منّا من يستشهد لنلتحق بركب أبي عبد الله الحسين (ع)”. ويكمل الإمام قوله “ونظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسننك وأحكامك”، حيث إنّ المفاد من المشروع الإصلاحيّ هو مقاومة أيّ فساد في المجتمع والإدارة والسياسات، لكن بتوجّه واحد هو إسقاط يزيد، لتسود قيم عدالة دولة رسول الله (ص) والإمام أمير المؤمنين (ع). مضيفًا أنّ المشروع الحسينيّ الإصلاحيّ إنّما كان وسيبقى المساهمة والعمل في إزالة اسرائيل من الوجود واليوم في إزالة المشروع التكفيريّ، ولو سقطت دولة اسرائيل وفي عرضها المملكة العربيّة السعوديّة من حيث الحكم لتبدّل وجه المنطقة كلّها بما فيه لبنان ليسير بمسار الإصلاح.
عرّج بعدها فضيلة الشيخ خير الدين شريف على كربلاء محييًا السيرة الحسينيّة، تلاها قراءة لزيارة وارث.


اكتشاف المزيد من معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Source URL: https://maarefhekmiya.org/966/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%8a%d9%84%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a7%d8%a8%d8%b9%d8%a9/