مرتكزات الإسلام المحمدي الأصيل
السيدة المعصومة الثقافي بمدينة قم المقدسة رئيس معهد المعارف الحِكَميّة في لبنان سماحة الشيخ شفيق جرادي بتاريخ 7 فبراير 2018 وتحدّث حول “مرتكزات الإسلام المحمدي الأصيل في مدرسة الإمام الخميني قدس سره”، وخلاصة ما تفضّل به سماحته:
لماذا نُكرّر الكلام حول نهج الإمام الخميني ونتحدث بشأن هذا المصطلح الذي أطلقه الإمام الخميني(الإسلام المحمدي الأصيل) ؟
لا يخفى أن الظروف التي أحاطت بنا قدمت الإسلام بصورة مشوشة، وهو إما النموذج التكفيري أو النموذج العلماني.
ولكن يمكن أن نقول بأن روح الاسلام الأصيل هو الذي طرحه الإمام الخميني ولذلك من المهم أن نستعيد تلك المفاهيم والأفكار لتنمية وبناء جيل يتصدى للشأن الثقافي التوعوي.
وقد أبرَزَ الإمامُ الخميني نظرية ثوريّة خاصة في الفصل الأخير من كتابه الحكومة الإسلامية تجدر قرائتها.
الإمام الخامنئي والسيد نصر الله من الشخصيات التي تحدّثت بشأن مرتكزات منهج الإمام الخميني، فقد ذهب الإمام الخامنئي إلى أن هذا النهج يقوم على ثلاث ركائز:
1. المعنوية: الإمام الخامنئي يعتقد أن البعد المعنوي هو أبرز وأهم ما في منهج الإمام الخميني، في لبنان – على سبيل المثال – فترة الاحتلال الصهيوني للجنوب، الصاروخ الذي كانت تطلقه المقاومة الفلسطينية ذات المنهج اليساري ويذهب أثره أدراج الرياه هو نفسه أطلقته المقاومة ولكن بهدي الاسلام وكان له أثر بالغ، إذًا الجانب المعنوي له قدرة كبيرة على شحذ السلاح.
هذا هو البعد الغيبي وهو الأصل الذي بُني عليه نهج الإمام، ولذلك ولد مفهوم أداء التكليف في هذا الإطار.
يقول الإمام الخامنئي: لم يكن الإمام الخميني يعتمد على الظواهر المادية وكان يؤمن بالمدد الإلهي.
2. العقلانية: بعض المحللين السياسيين يقولون: المعركة بين من يقاتل في محور المقاومة وبين غيرهم ليس في طلب الجنة وليس الإيمان بالله فكلا الفريقين يعتقد بذلك بل الفارق في التخطيط ودقة الحسابات (البصيرة) ثم الاعتماد على قدرة الله.
يقول الإمام الخامنئي: كان يُشهد له باستعمال العقل والتدبير.
3. العدالة: من شتى جوانبها سواء في إعطاء رأي أو ممارسة عمل أو بناء مجتمع ودولة.
يقول الإمام الخامنئي: عقلانية الإمام من الإسلام وكذلك روحانيته إسلامية قرآنة .
وهذه المفردات الثلاث تنصهر في بوتقة الثورية الإسلامية وإن أي تخلٍ عن الثوريّة هو تخلٍ عن هذه المفردات، الذي يعني التخلي عن منهج الإمام الخميني.
في ذكرى رحيل الإمام الخميني طرح الإمام الخامنئي مرتكزات عند الإمام تبين ضوابط من يتبنى هذا النهج.
1. الالتزام بمبادئ الثورة وقيمها.
2. مبادئ الثورة هي أهداف لابد من تحقيقها والعمل على إقامتها.
3. التمسك بالدولة الإسلامية، اليوم الصراع في المنطقة بين المقاومة والاستكبار تنظيرياً، وترجمة ذلك سياسيا بأن يُوجِد الاستكبارُ دولاً في المنطقة ليس لها استقلال سياسي بل هي تابعة لأجندته وحافظة لمصالحة، ومن هنا تكمن ضرورة مواجهة الاستكبار عبر قيام الدولة الإسلامية العادلة التي لا تخضع للغرب.
4. الحساسيّة تجاه العدو ومخططاته، ولابد من معرفته، فَقْدُ هذه الحساسيّة هي التي أسقطت تجربة الإخوان المسلمين في مصر، الذين تمكنوا داخل مؤسسات الدولة ولكن بسبب عدم حساسيتهم من الصهيونية فشلوا وبعدها لم تقم لهم قائمة.
5. البعد الشعبي عند الإمام عبر الثقة بالناس والتقرب إلى الله بخدمتهم وتحكيم إرادتهم، الإمام الخامنئي جسد التجربة وأطلق عليها اسم “السيادة الشعبية الدينية”.
منتدى السيدة المعصومة “عليها السلام” الثقافي