المحاضرة الأولى- وجوه مستبشرة
تقرير المحاضرة الأولى من سلسلة محاضرات عاشوراء
وجوه مستبشرة
1441ه، 2019م
1/9/2019
كيف تغادر اليأس نحو الأمن الروحي
لسماحة الشيخ شفيق جرادي
أقامت هيئة أحيوا أمرنا في معهد المعارف الحكمية مجلسها العاشورائي حيث افتتح سماحة الشيخ شفيق جرادي سلسلة محاضراته “وجوه مستبشرة” تحت عنوان: كيف تغادر اليأس نحو الأمن الروحي، فتطرق سماحته في المحاضرة الأولى إلى أن سبب تخصيصه في هذا العام لهذا الموضوع نابع من اعتقاده بأهميته فهو من جهة يرتبط بالانطباعات التي كوّنها الناس حول واقعة الطف، ومن جهة أخرى يرتبط بمشكلات نعيشها في الكثير من أوساطنا الإسلامية.
ولفت سماحته إلى أنه ربما صورة كربلاء في مقدماتها ونتائجها قد توحي بالكآبة، وأن ما يحصل من ردات فعل تصل إلى حد الفجيعة، مما يطرح في الأذهان سؤالًا أنه إلى أي مدى وصل الناس من أمور أسفرت عنها كربلاء كواقعة، فهل وصلوا إلى حالة اليأس رغم أنهم ينتمون إلى خط أهل البيت؟
وتساءل سماحته، كيف يمكن للحزن أن يصنع أمورًا عظيمة؟ وأشار إلى أن هناك ظواهر في المجتمع كالطلاق والاختلاف السائد في العائلات، توصل إلى حد اليأس.
واعتبر سماحته أن الناس أصبحت تتحصّن بسوء الظن في الكثير من الظواهر، ونزعة سوء الظن هذه ناشئة من اليأس.
وتطرق سماحته، إلى شرح عبارة “وجوه مستبشرة” وصولًا إلى عبارة الأمن الروحي. فمن هم أصحاب الوجوه المستبشرة حين الحديث عن كربلاء؟
وأضاف سماحته، أن الإمام الحسين عليه السلام كان له مكانته في بيت أهل النبوة، البيت الأول. بعدها ترك البيت الذي شكّل الأمن الاجتماعي له (نسير والموت يسير معنا) ببسمة خاصة يقول له علي الأكبر: أولسنا على حق. يقول: بلى، فيقول له: إذن لا نبالي أوقعنا على الموت أم وقع الموت علينا. فبشره بأن صاحب الحق سينتصر في اللحظة التي سيلقى فيها وجه ربه ووجه الحبيب محمد (ص).
وتابع سماحته، أن أصحاب الإمام الحسين عليه السلام الذي نقل عنهم أنهم كانوا كلما حمي الوطيس كان وجههم يتألّق بِشْرًا.
واعتبر سماحته أن المهم الذي يجب أن نقف عنده أن إمامنا وولينا الذي نقتدي به إنما نحيي ذكراه لنتأسّى به رغم كل المآسي.
وأوضح سماحته، أن شكل الأسوة لكل إنسان أنه كلما ازداد بلايا ازداد بشرًا. ونبض قلبه بالحب والشوق أكثر (ما أولهني إلى لقاء أسلامي اشتياق يعقوب إلى يوسف). حيث كان عليه السلام ينتظر اللحظة ويواجه الواقع وفي قلبه شوق كشوق يعقوب الذي عمِي شوقًا ليوسف.. شوقًا إلى لقاء الله ولقاء الأحبة محمد وآل بيته.
وختم سماحة الشيخ شفيق جرادي محاضرة اليوم الأول متساءلًا، هل يمكن لعاشوراء أن تساهم أو تعالج الكثير من المشاكل الاجتماعية؟ فلفت سماحته بأن هذا ما سيتم بحثه في المحاضرة القادمة إن شاء الله.