الاستشهاد الأخير وعلامات الظهور
عقد معهد المعارف الحكمية مساء أمس لقاءًا حواريًّا مع سماحة الشيخ شفيق جرادي، تحت عنوان: “الاستشهاد الأخير وعلامات الظهور“، حيث تطرق سماحته فيه إلى أنه لا يوجد كلام في الروايات حول اسم محدّد، بل الكلام هو حول صفات للراية، مثل راية اليماني.
ثم تحدث سماحته عن العلامات المحتومة كخروج السفياني، الخراساني اليماني، خروج الشمس من مغربها، والصيحة في السماء.
واعتبر سماحته أنه علينا في عصر الظهور رسم السياسات والعمل، فالحرب ليست هدفًا له عج، والدليل على ذلك أنه (عج) عندما يسمع بجيش السفياني قادمًا إلى مكة يتركها ويذهب إلى المدينة، ثم إلى يعود إلى مكة لكي لا يلتقي به وتقع الحرب، فالحرب ليست هي مشروعه الأصلي، بل مشروع، هو تحقيق نتائج الجهاد وتحقيق العزة.
ولفت سماحته إلى أنه في عصر الظهور علينا الاعتماد على التعبد والتكليف، وأهم ميزة في الإسلام هو إعمال العقل، والعقل المسؤول هو أصل في بناء شخصيتنا الإيمانية، وهناك بُعد آخر في شخصيتنا الإيمانية هو التعبد بأمر الله وأمر أهل البيت (ع) من خلال الثقة بقولهم والالتزام به.
وأشار سماحته إلى جملة أمور في التعبد:
– التعبد هو الالتزام بأمر الله وأمر وليه.
– العمل بالتعبد في التكليف.
– أداء التكليف بغض النظر عن النتائج.
– العلاقة مع ولاية الفقيه إذا تربينا عليها فهي النموذج الأمثل للعلاقة مع الإمام الحجة.
ورأى سماحته أن أهم أمر في مسألة المؤشرات أن لا نقع في التبصير، والارتباط بموضوع المؤشرات يجب أن نحدد فيه وظيفتنا في الانتظار وذلك بما يحفظ معتقدنا، والمؤشرات أيضًا يمكن لها أن تبرّد القلوب، وتقوي العزائم على الثبات في الإخلاص في الولاية، وتقوي إيماننا بالمعتقد.
وفي معرض الحديث عن الحاج قاسم سليماني، تطرق سماحته عن علاقة الشهيد سليماني بهذا المسار وكيف يمكن التعامل معه، فهو قائد عسكري كبير من الصنف الاستراتيجي والذي يدمح بين معتقده واختصاصه، ورجل استثنائي في عمله ودوره، يمتلك البيان العالي، نما وتطور واستأنف عمله ليس بطريقة روتينية، بل عن طريق الجبهة والتحاقه بها. كما استطاع أن يبرز بسبب نضجه وشجاعته واحترافيته، لديه كل مميزات التقي، كان ملتزماً بالحلال والحرام ويراقب سلوكه وأخلاقياته ومواقفه، كان شديد التواضع، عاطفي جدًّا، صاحب عقيدة رسالية صحيحة.
ومن بين خصائص الشهيد سليماني، أبرز سماحته خصوصيتن: الأولى، اعتقاده اليقيني بالإمام الحجة (عج)، والثانية، عمق اعتقاده بالولاية والذي أوصله ليعتبر بأن الإيمان بولاية الفقيه، هي امتداد الإيمان بالقائم من آل محمد (ص). لذلك كانت طاعته لولاية الفقيه هي من أفضل العبادات والأعمال.
أما الساحة التي أهتم بها، أشار سماحته إلى أنه رغم ذهاب الشهيد سليماني إلى أفغانستان وبلاد أخرى، لكن كان اهتمامه ببلاد الشام، حيث اعتبر سماحته، أن الشهيد سليماني كان يعتقد بأن الموالين لمحمد وآل محمد يجتمعون من كل صوب لقضية واحدة ألا وهو حفظ مقام السيدة زينب (ع)، حيث كان البارز في معارك سوريا هو ذلك الشعار الذي رُفع في كل تلك المعارك وهو حفظ حرمة السيدة زينب، والثأر لسبيها، وعدم تكراره مرة أخرى، فالروايات تذكر أن هذا الشعار يحمله الإمام المهدي (عج).
ورأى سماحته أن الشهيد سليماني كان يعمل على تثقيف المجاهدين على الوحدة الرسالية. فهو شهيد الإسلام الرسالي، ودمه أخذ بعد الصراع العالمي.
ثم تساءل سماحته، هل تمثل شهادة الحج قاسم حدثًا استثنائيًا؟ حيث إن ما لفت النظر هو التشييع المنقطع النظير للشهيد، ومطالبة الشعب الإيراني بالاقتصاص من القتلة، لدرجة أنه تم رفع الراية الحمراء (يا لثارات الحسين)، والتي ترمز للثأر، على قبة مسجد جمكران، في إشارة أن مسألة انتظار القائم لا ينسجها خيال المتدين، أو أنها مجرد طموحات وأحلام، بل هو تأكيد أن التعامل مع ظهور الإمام لم يعد هدفًا بعيدًا، بل أصبح يُعمل عليه، وترسم له سياسات وببرامج وأهداف قريبة.
ولفت سماحته أن يوم الظهور هو من الأسرار الإلهية الخاصة. لذا علينا القيام بالتكليف، وأن نقوم بما يريده الله تعالى.
وأضاف، أن الإمام ينتظر الاذن بالخروج الذي هو بيد الباري عز وجل وحده ولا علم لأحد به.
وختم سماحته اللقاء الحواري بالقول: إن وظيفتنا في عصر الظهور ينبغي أن نلحظ فيها الجانب الروحي والمعنوي، ولا بد من بعض الضوابط:
- التعامل مع الانتظار كما في الروايات، بالصبر، حيث إن أفضل العبادات انتظار الفرج.
- أن نربي في نفوسنا ويقيننا وعقلنا حالة الطمأنينة والثقة بوجود الإمام.
- أن نلتزم بكل ما أمرت به الشريعة وكل الأهداف التي رسمتها.
- أن نعتقد بأن الجهاد وبكل أبعاده هو عبارة عن عبادة تقرب المسلمين من الباري عز وجل.
بعدها دار نقاش طويل بين الحضور وسماحة الشيخ شفيق جرادي تمحور حول عنوان اللقاء.
سلام عليكم:
ما رأي سماحتكم بفيديوات معجم الغيبة والظهور..
هل سنده صحيح وممكن نشره؟