مكنز المنطق والفلسفة الإسلامية

مكنز المنطق والفلسفة الإسلامية

فرض العالم الرقميّ نفسه في جميع المجالات الحياتية للإنسان، ولم يعد بوسع هذا الكائن أن ينأى بنفسه عنه، حتى على المستوى التخصصات العلمية أصبح هذا العالم ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها، خاصة في ظلّ القدرات التي يقدمها، والتي تسمح للعلوم بالتوسع والانتشار. فالعالم الرقميّ نافذة واسعة على العالم، تسمح للعلوم من التخلص من سجن المادة الصلبة، وتتيح لها إمكانيات واسعة، حيث تضع الموضوع أو البحث أو القضية أمام الباحث في أيّ وقت كان، وتجعلها قادرة على التفاعل والانتشار. من هنا، أتت فكرة إنشاء مكنز متخصص بالمنطق والفلسفة الإسلامية استجابة، تعمل على الاستفادة من العالم الرقمي بأقصى حدٍّ ممكن، وجعلها مادة قادرة على تسييل العلوم، وتستجيب لمتطلباته العلمية، خاصة في ظلّ الدفق الهائل من المعلومات التي تحتاج إلى قوالب تسمح بالاستفادة منها، ومعهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية، إذ توجه إلى إنشاء هذا القالب، وضع أمام ناظريه فكرة إيجاد آلية عملية مفتوحة، تستطيع أن تقوم بخدمات متعددة: تسييل الفكر الفلسفي – في عالم تنكفأ فيها الفلسفة – تقديم معطيات علمية منهجية تساعد الباحث على بلوغ هدفه بشكل سهل وسلس، إيجاد قاعدة معلومات تفاعلية متطورة، تنمو بشكل مستمر…

  • ما هو المكنز:

مكنز المنطق والفلسفة الإسلامية لا يدّعي أنّه الأول في العالم العربي، ولكنّه كذلك في إطار الاختصاصات التي يعمل عليها، فقد عرف العالم العربي مجموعة من المكانز العامة، وبعض المكانز المتخصصة مثل مكنز “شمعة” للعلوم التربوية، ومعهد المعارف الحكمية يقدم “مكنز المنطق والفلسفة الإسلامية” الذي هو عبارة عن قائمة استنادية بالواصفات أو مصطلحات التكشيف في نظام المعلومات، تتيح للاختصاصييّن بالمنطق والفلسفة الإسلامية للوصول الحر إلى المعلومة. فهو أداة يُعتمد عليها المكشف للحصول على المصطلحات أو الواصفات المناسبة لوصف محتوى الوثائق، عبر اعتماد الكلمات المفتاحية التي ساهمت في بناء الوثيقة، مما يجعل عملية التوثيق أكثر دقة وموضوعية، وتجعل الوثيقة قابلة للتثمير بشكل أفضل، فترفع من أهمية الوثيقة وتجعلها قادرة على إنتاج ثمرات معرفية مضاعفة. فالمكنز يضاعف من أهمية بعض الوثائق التي تستخدم في الفلسفة والمنطق عبر إعادة تفعيل حتى المهمل في التراث الفلسفي عبر استحضار كلمات مفتاحية تختلف من ناحية التركيب اللفظي وتشترك بالمعنى، مما يسمح بإعادة اكتشافها وإدخالها مرة جديدة إلى الساحة العلمية، وهذا ما يجعل التراث حاضرًا بكلّيّته وبشكل ممنهج، مثال على ذلك: إذا أخذنا مصطلح موانع المعرفة، الذي أُخِذ كواصفة: استخدم (بك): موانع المعرفة نلاحظ أنّه استخدم في بعض الوثائق على الشكل التالي مستخدم (بج): آفات المعرفة                    حُجُب المعرفة                     موانع الإدراك                    موانع العلوم                   موانع المعرفة فعند التكشيف التقليدي، يتمّ وضعها تحت عناوينها الواردة، مما يفقد الباحث الوصول إلى المعلومة بشكل الكلّيّ، ويؤدي إلى عدم تثمير جزء كبير من التراث العلميّ والمعرفيّ، وتضييع جهود الباحثين والطاقات المالية التي تصرف على المكتبات، وفي حال العمل على المكنز وعبر عملية تقنية بسيطة، يقوم المكنز وبشكل تلقائي على إيصالك إلى أماكن المعلومة بشكل صحيح على رغم الاختلاف في الصيغ اللغوية المستخدمة، وهذا ما يجعل المكتبات تعمل بكامل طاقتها وتفسح المجال للكشف الكامل على الموارد التي ورد فيها المصطلح. ولا تقف حدود الاستفادة من المكنز عند حدود التكشيف، بل إنّه يقوم على أرضية وضع خريطة ذهنية متكاملة، تنطلق من أرضية العلم، الذي يشتغل عليه وهو – في حالتنا الراهنة – المنطق والفلسفة، مما يتحول إلى أداة معرفية ومنهجية، تسمح للباحث وطالب العلم من الاستفادة منه، عبر رسم خريطة كاملة للمصطلح، تسمح بموضعته في مكانه الصحيح، بحيث يدرك الباحث وطالب العلم طريقة عمل الذهن للوصول إلى موضوعه، مما يسهل عليه العمل، وتسمح له باستكشاف الموضوع وإمكانية توسعة أو تضييق الموضوع انطلاقًا من رؤية موضوعية، تقوم على دراية دقيقة به، وهذا ما يوفر طاقة ومجهود كبير، وكمثال تطبيقي انطلاقًا من المثل السابق، نلاحظ أنّ موانع المعرفة ترتبط بجملة من العلاقات: مصطلح أوسع (م.ع): نظرية المعرفة            مصطلح أضيق  (م.خ): موانع المعرفة الأساسية                                                     الموانع بلحاظتها الداخلية والخارجية                                                                                          الموانع الداخلية للمعرفة                                                                                           الموانع الخاجية للمعرفة فلمكنز هو الأداة التي يعتمد عليها الباحث أو المستفيد من النظام لاسترجاع المعلومة بشكل علمي ومنهجي، فهو كحلقة وصل بين المكشف والباحث، هو يوفر أقصى درجة كفاءة في التخزين والاسترجاع، مما يمنهج عملية التكشيف ويسهل العملية البحثية. كما أنّه يساهم في رسم خريطة ذهنية واضحة للموضوع الذي يعمل عليه الباحث مما يجعله قادرًا على رؤية الموضوع الذي يعمل عليه من خلال متابعة الروابط والعلاقات الناشئة للوصول إلى المصطلح أو الموضوع الذي يعمل عليه.

  • غاية المكنز

يسعى المكنز الفلسفيّ-المنطقي إلى تسييل الفكر الفلسفيّ، وتعميم الفائدة منه، عبر تسهيل عمل المكتبات الفلسفية ومراكز التوثيق والمعلومات الخاصة بهذا الاختصاص في المؤسسات البحثية والجامعية، فهو يسعى ليكون الركيزة الأساسية في التحليل الموضوعي لمصادر المعلومات. وهو بهذه الخطوة يفعِّل التراث الفلسفيّ الإسلامي من جهة، ويواكب النتاج الفلسفي الحديث والمعاصر من جهة أخرى، ويجعله مواكبًا للتطور الحاصل في تكنولوجيا المعلومات، فالغاية من هذا المكنز كما هو واضح:

  • إيجاد أداة علمية تساهم في استكشاف الفلسفة والمنطق بشكل شامل.
  • رفع الموانع الاصطلاحية التي تؤدي في كثير من الأحيان إلى عدم وجود مسح شامل للموضوع الذي يعمل عليه الباحث.
  • فتح باب التثاقف بين المدارس الفلسفية الإسلامية.
  • تسييل الفلسفة والمنطق.
  • رسم خريطة ذهنية واضحة للفلسفة الإسلامية والمنطق، وتحديد العلاقات بين أقسامها.
  • رفع كفاءة الباحث والدارس للفلسفة الإسلامية والمنطق.
  • أهمية المكنز
  • يلبي احتياجات المكتبات الفلسفية ومراكز المعلومات الخاصة بها في الجامعات والمؤسسات البحثية.
  • يوجِد نظام توثيق فعال واقتصادي للتحليل الموضوعي والاسترجاع.
  • يسهل عملية تبادل المعلومات بين المكتبات العامّة والمكتبات الجامعية ومراكز المعلومات.
  • يضمن التمثيل الثابت للمحتوى الموضوعي من قبل الموثّق والباحث.
  • يسمح بإمكانية البحث في كامل التسجيلة للواصفة بمختلف علاقاتها في استراتيجية البحث لاسترجاع الوثائق ولهذا يعدّ أهم ركيزة لاسترجاع المعلومات الفلسفية والمنطقية.
  • تسهيل مهمة إجراء بحث شامل عن موضوع معين من خلال المصطلحات المرتبطة معًا.
  • يبرز المصطلحات الفلسفية العربية والإسلامية عالميًّا لتكون جزءًا من النتاج الفكري العالمي.
  • مواصفات المكنز
  • يقدّم مسحًا شاملًا للمصطلحات الفلسفية والمنطقية.
  • يقدّم تعريفًا مختصرًا وعلميًّا لكلّ مصطلح.
  • يقدّم منابع المصطلح في كتاب التراث الفلسفي في مختلف مدارسها.
  • يسمح برصد الواصفة ويدلّ على العلاقات التي تربطها بغيرها، مما يقدم للباحث خريطة ذهنية واضحة للموضوع الذي يعمل عليه.
  • يساهم في تطوير الفلسفة عبر استحداث واصفات جديدة دخلت على الفكر الفلسفي.
  • حذف واصفة: ويمكن أن يكون الحذف كلّيًّا أو تحويلها إلى لا واصفة بحسب اشتغالات الفكر الفلسفي عليها.
  • إضافة علاقات جديدة.
  • حذف لا واصفات أو تحويلها إلى واصفات.
  • حذف علاقات قائمة.
  • تغيير في التبصرة أو التعريف.
  • إضافة رقم وجه إلى أوجه المكنز أو جزء منه.
  • نقل واصفة من وجه إلى وجه آخر في المكنز.

الدكتور أحمد ماجد

الدكتور أحمد ماجد

من مواليد خربة سلم، قضاء بنت جبيل. حاز الإجازة في الفلسفة من الجامعة اللبنانيّة 1991. كما حاز ديبلوم الدراسات العليا في الفلسفة عام 1997 عن أطروحة تحت عنوان "المصطلح الفلسفيّ عند صدر الدين الشيرازي"، تألّفت اللجنة المشاركة في النقاش من الدكتور رفيق العجم والدكتور علي زيعور والدكتور عادل فاخوري. حاز أيضًا الدكتوراه في الجامعة الإسلاميّة في لبنان عن رسالة تحت عنوان "مكانة الإنسان في النصّ والتراث الإسلاميّين في القرون الثلاث الأولى للهجرة"، تألّفت لجنة المناقشة من كلّ من الدكاترة: الدكتور علي الشامي، الدكتور هادي فضل الله، الدكتورة سعاد الحكيم، الدكتور ابراهيم بيضون، الدكتور وليد خوري. عمل في مجال التعليم في عدد من الثانويّات منذ 20 عامًا. عمل في الصحافة، وكتب في عدد من الوكالات والمجلّات اللبنانيّة والعربية الفلسفية المحكمة. باحث في قسم الدراسات في معهد المعارف الحكمية. أستاذ مادة منهجية البحث العلمي في معهد المعارف الحكمية. عمل مدير تحرير لعدد من المجلّات، منها مجلّة المحجّة. كتب في تاريخ الأديان من كتبه: المعجم المفهرس لألفاظ الصحيفة السجّاديّة بالاشتراك مع الشيخ سمير خير الدين. تحقيق الصحيفة السجّاديّة. الخطاب عند سماحة السيّد حسن نصر الله. تحقيق كتاب الأصول الثلاثة لصدر الدين الشيرازي. الحاكمية .. دراسة في المفهوم. العلوم العقلية في الإسلام. - بالإضافة إلى عدد كبير من الأبحاث والدراسات. العلمانية شارك في عدد من الكتب منها: الكتاب التكريمي بالدكتور حسن حنفي، نشر في القاهرة من قبل جامعة الزقازيق الكتاب التكريمي بالدكتور عبد الرحمن بدوي مؤتمر الديمقراطية دراسة علوم الإنسان في جبيل برعاية الأونسكو النتائج السياسية للحرب العالمية الأولى/ التشكلات اليسارية/ مجلة البيان المصرية شارك في العديد من المؤتمرات والندوات المحلية والدولية.


المقالات المرتبطة

لماذا التعاند بين النص والعقل

السؤال رغم مباشرته وطبيعته التكرارية يستحق بعض التأمل، النص هنا لا نعني به كل ما هو مكتوب ومدون. بل ما نعنيه المعنى الخاص له. أولئك الذين حصروا العقل بالصور البرهانية البحتة، بل بالتحديد أولئك الذين اعتبروا أن العقل هو مولّد الحقائق وخالقها.

هل لدينا علم كلام جديد؟

إن التغيّر قد أصاب المقاصد العامّة التي يتحدث عنها العلم القديم، فهذا أمر مرفوض بالكلّية في علم الكلام لأن مقاصده الأساسية التي يبحثها ويدافع عنها هي الإسلام، وهو لا يقبل التغيّر في أصوله ومقاصده الأساسية

نزعُ القداسةِ عن المعرفةِ في الغرب

يقترح النصُّ الذي بين أيديكم أنّ عمليّة العلمنة ونزع القداسة في الغرب قد وصلت إلى معقل المقدّس نفسه – وهو الدين

  1. د. كمال لزّيق
    د. كمال لزّيق 31 مارس, 2016, 10:50

    الدكتور العزيز أحمد ماجد
    أتمنى لكم التوفيق في أعمالكم العلمية والبحثية، لاسيّما المكنز الفلسفي والمنطقي، سائلًا المولى تعالى الصحة والسلامة لكم.

    الردّ على هذا التعليق
  2. خلفي
    خلفي 30 سبتمبر, 2017, 22:33

    شكرا على هذه المجهودات المباركة انشاء الله.
    كيف السبيل إلى الاستفادة من هذا المكنز
    و شكراً

    الردّ على هذا التعليق
  3. وجيه
    وجيه 4 يونيو, 2020, 18:55

    سلام عليكم…
    بارك الله فيكم..
    هل اكتمل مشروع المكنز؟
    وكيف يمكننا الاستفادة منه؟

    الردّ على هذا التعليق

أكتب تعليقًا

<