فلسفة الإخلاص والتقوى في الصيام (البيان العلوي أنموذجًا)
مقدّمة
لقد تبنّى العدليّة (المعتزلة والإماميّة) قاعدةً أساسيّة لها أسسها ومبادئها الكلاميّة، وتفرّعاتها الأصوليّة والفقهيّة، وهي قاعدة تبعيّة الأحكام الشرعيّة للمصالح والمفاسد في متعلَّقاتها، فكلّ حكمٍ تكليفيٍّ واجبٍ أو مستحبّ لا بدّ أن يحقّق مصلحةً ما، وكلّ حكمٍ تحريميٍّ أو كراهتيّ لا بدّ أن يكون للنهي عن مفسدةٍ ما، وهذه المصلحة أو الملاك أو العلّة هي الأساس في جعل الأحكام وتشريعها.
تحدّث الأصوليّون الشيعة أيضًا عن عدم قدرة العقل البشري على استكشاف علل الأحكام الشرعيّة دائمًا بالرغم من وجودها، ففرّقوا بين العلّة والحكمة؛ باعتبار أنّ العلّة لا بدّ من النصّ على عليّتها ويدور مدارها الحكم وجودًا وعدمًا؛ فيوجد بوجودها وينعدم بانعدامها، أمّا الحكمة فلا يدور الحكم مدارها وجودًا وعدمًا؛ فقد يثبت الحكم حتّى مع عدم وجودها. انطلاقًا من هذه النقطة سعى الباحثون إلى استكشاف الحِكَم المستقاة من الأحكام الشرعيّة؛ باعتبار أنّ ذلك يشجّع المكلّف على الالتزام بالتكاليف.
في هذه المقالة سوف أحاول أن أغوص في محاولة معرفة الحكم والمقاصد والأبعاد الماديّة والمعنويّة لفريضةٍ من أهمّ الفرائض الإسلاميّة، مركّزًا على مفهومين أساسيين في فلسفة تشريع الصوم، بل في فلسفة الدين بشكلٍ عامّ وهما مفهوما الإخلاص والتقوى.
إنّ ما يزيد البحث في الصوم أهميّة ًهو أنّ فريضة الصوم تُعَدّ من الدعائم الأساسيّة للبناء المنظومي الإسلامي. “عن أبي جعفر (ع) قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية”[1].
كذلك سيأخذ البحث رونقًا خاصًّا باعتباره يركّز على قيمتين من أهمّ القيم في المنظومة القيميّة الإسلاميّة، وهما: قيمتا الإخلاص والتقوى اللذين قد ورد فيهما الكثير من الآيات والروايات، فيكفي الثانية فخرًا أنّها جعلت معيارًا وميزانًا للتفاضل بين المخلوقات ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾[2].
ويكفي الأولى فخرًا أنّها جعلت المعيار في قبول العبادات والأعمال ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾[3].
كما أنّ الغوص في المقام سيكون له طابعٌ خاصّ، فهو غوصٌ لاستخراج اللآلئ من كلام أمير البيان وروح المعاني وقلب البديع النابض علي بن أبي طالب (ع).
المبحث الأوّل: مقاصديّة التقوى في فرض الصوم.
- غائيّة التقوى في آية التشريع.
إنّ المتأمّل في الآيات الكريمة والروايات الشريفة لا بُدَّ أن يتلمّس بوضوح التركيز على محوريّة ومقاصديّة فضيلتي الإخلاص والتقوى في فرض الصيام، فها هو القرآن يتحدّث عن هذه الفريضة باصطلاحٍ مميّزٍ يبيِّن الأهميّة القصوى لها، وهو مصطلح الكتابة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾[4]،
فهو مكتوبٌ مفروضٌ عليكم كما كان مفروضًا على الأمم السابقة؛ لأنّ مقاصديّة الصوم ومصالحه ليست محصورةً بمكانٍ دون آخر ولا بزمانٍ أو قومٍ كذلك، بل هي مصلحةٌ سيّالةً في عمود الزمان والخلق والمكان، بل هي من العبادات القربيّة التي يهتدي إليها الإنسان بفطرته[5] كما لا يخفى ما في هذا التعبير من تنشيطٍ للمسلمين وتحفيزٍ لهم لكي ينافسوا غيرهم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال.
الملفِتُ أيضًا في الآية هو أدب الخطاب، حيث تبتدئ الآية أولًا بأسلوب خطابي محبّب ورفيع الدرجات فتقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ … ﴾؛ وهو نداء يفتح مسامع القلب، ويرفع معنويات الإنسان، ويشحذ همته، فإذا سمعت أيّها المسلم هذه المقولة فارع لها سمعك فإنها لأمر يؤمر به، أو لنهي يُنهى عنه وفيه لذة، وأي لذة قال عنها الإمام الصادق (ع): (لذة ما في النداء أزالت تعب العبادة والعناء)[6]، فإن المخَاطَب إذا شعر بالمحبة والحنان من المخاطِب ينسى تعب العبادة وعناءها، ويهون عليه كل مشقة قبل العمل وبعده.
أمّا ما هو الهدف والغاية والرجاء من هذا الفرض، إنّها التقوى؛ أيّ أن يجعل المسلم وقايةً بينه وبين غضب الله وسخطه؛ وذلك باتّباع أوامره وطاعته سبحانه وتعالى، واجتناب زواجره ونواهيه، فالهدف من الصيام هو ليس مجردّ التقوى الفرديّة، بل التقوى الجماعيّة المجتمعيّة عبر إشاعة وترويج هذه الوقاية والصون والحماية من كلّ ما يُسخِط الخالق، فقوله تعالى: ﴿… لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾؛ بمعنى لتتقوا بلام الغاية، وأبدلت بلعلّ لكون التقوى اختيارية، وحصول التقوى بالصوم هي الغاية العامة للناس وإن اشتمل على غايات أخر لكسره للشهوات الباعثة على المعاصي[7]، يقول العلّامة الطباطبائي في الميزان: “وكون التقوى مرجو الحصول بالصيام مما لا ريب فيه فإن كل إنسان يشعر بفطرته أن من أراد الاتصال بعالم الطهارة والرفعة، والارتقاء إلى مدرجة الكمال والروحانية فأول ما يلزمه أن يتنزّه عن الاسترسال في استيفاء لذائذ الجسم، وينقبض عن الجماح في شهوات البدن، ويتقدس عن الإخلاد إلى الأرض”[8].
وقد عبّر أمير المؤمنين (ع) بأجمل التعابير عنها قائلًا: “إنّ تقوى الله عمارة الدين وعماد اليقين، وإنّها لمفتاح صلاح ومصباح نجاح” [9].
و”إنّ تقوى الله مفتاح سداد، وذخيرة معاد، وعتق من كل ملكة، ونجاة من كل هلكة، بها ينجح الطالب، وينجو الهارب، وتنال الرغائب”.
2.كيفيّة تحقيق التقوى في النهج العلوي.
إنّ المسار العلوي في تحقيق التقوى يبدأ قبل بداية الشهر عند ترقّب الهلال، حيث يعلّمنا الأمير ماذا نقول تمهيدًا لصومٍ تقوائيّ خالص، فيقول للمسلم: “إِذَا رَأَيْتَ الْهِلَالَ فَلَا تَبْرَحْ وَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ هَذَا الشَّهْرِ، وَفَتْحَهُ، وَنُورَهُ، وَنَصْرَهُ، وَبَرَكَتَهُ، وَطَهُورَهُ، وَرِزْقَهُ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِيهِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ. اللَّهُمَّ أَدْخِلْهُ عَلَيْنَا بِالْأَمْنِ وَالْإِيمَانِ، وَالسَّلَامَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَالْبَرَكَةِ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى”[10]. ثمّ يكمل المسار حين يعطينا مفهومًا عامًّا للصيام التقوائي قائلاً: “الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب”[11].
فيا أيّها الصائم لا تتوهمنّ أنّ الصوم هو فقط عن الطعام والشراب، بل لا بدّ أن تمتنع وتتّقي وتصون نفسك عن كلّ حرام، حتّى يصدق عليك أنّك صائمٌ حقيقةً، وإلّا فكم من صائمٍ ليس له من صومه إلّا ترك الطعام والشراب، وكم من مصلٍّ ليس له من صلاته إلّا حركات الركوع والسجود الظاهريّة.
لا يكتفي الإمام بهذا المعنى العامّ بل يبدأ بالتعميق شيئًا فشيئًا قائلًا: “صَومُ النَّفْس إمساكُ الحواسِّ الخَمس عن سائر المَآثم، وخُلُوُّ القلب عن جميع أسبابِ الشرّ”[12]، فليس المقصود بالصوم هو امتناع الجوارح فقط عن المعاصي والمحرَّمات، بل أيضًا يجب أن تصوم الجوانح، بأن يمارس الصائم التخلية قبل التحلية، فيزيل من قلبه كلّ أسباب الشرّ وأدرانه من الحسد والعجب والتكبّر والبغي والعدوان.
إلى أن يبدأ الإمام بالحديث عن أنواع الصوم وتراتبيتها وكيفيّة تحقيقها للتقوى: “صوم النفس عن لذّات الدنيا أنفع الصيام”[13].
فالصوم أنواعٌ ودرجاتٌ، وكلّ ما حقّق العبد درجةً منه كلّما كان أقرب للتقوى، وبالتالي حظي بالكرامة الإلهيّة وتقبّل الله منه أكثر فإنّه يتقبّل من المتّقين.
أ. النوع الأوّل والدرجة الأولى: صوم البدن أو الصوم المادّي.
في هذا الصوم يكفّ الصائم بطنه وفرجه عن قضاء الشهوة، ويصبر على الجوع والعطش امتثالًا لأمر الله وتقرّبًا منه، وهذا أمرٌ مطلوبٌ ومرغوب، فأحد أهمّ الحكم في فرض الصوم تتمثّل أساسًا في دعم الوجود المادي والأخلاقي للإنسان، كفرد وجماعة، والإسلامُ كدين جاء من أجل دعم هذا الوجود الإنساني ولم يقتصر على الجانب المعنوي منه، وهذا ما يعبّر عنه أمير المؤمنين (ع): “لكلِّ شيْءٍ زكاة، وزكاة الأبدان الصيام” [14].
ب. النوع الثاني والدرجة الثانية: الصوم الخطابي (صوم اللسان).
قال أمير المؤمنين علي (ع): “صيامُ اللِّسانِ خيرٌ مِن صيامِ البطن”[15].
صوم اللسان وهو حفظ اللسان عن الهذيان والكذب والغيبة والنميمة والفحش والجفاء والخصومة والمراء وشغله بذكر الله وتلاوة القرآن، فلا بد للصائم من إدارة فعلية لحركة اللسان، فإطلاق اللسان بلا قيد وشرط قد يفسد الكثير على المستوى الفردي والاجتماعي، وهنا تأتي أهمية الصوم الخطابي فهو منع اللسان عن القول القبيح والشاذ والمحرم والمكروه، وتدريب على الكلام في الوقت المناسب والمكان المناسب.
ج. النوع الثالث والدرجة الثالثة: الصوم المعنوي (صوم القلب).
قال أمير المؤمنين الإمام علي (ع): “صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن الطعام”[16].
في هذا الصوم يكفّ الصائم عما كفَّ عنه في الدرجتين الآنفتين، وأيضًا فيصوم القلب عن الهمم الدنيئة والأخلاق الرديئة، والأفكار السيئة، وحاصل هذا الصوم إقبال بكنه الهمة على الله، وانصراف عن غير الله، وترك كل ما هو شاغل عن الله من حلال أو حرام، أي أنه بالإضافة إلى ترك المفطرات وحفظ الجوارح يستدعي حضور القلب دائمًا، واليقظة الدائمة، فالمحضر محضر الله عز وجل ولا يصح للقلب أن يشغله عن الله تعالى شاغل سواءً كان هذا الشاغل حلالًا أو حرامًا، بل يبقى مع الله عز وجل، منقطعًا إليه، مقيمًا على طاعته، عامرًا بحبه والحنين إلى رضاه.
إنّ هذه الدرجات الثلاثة للصوم التي أشار إليها علي (ع) تحدّث عنها فيما بعد علماء الأخلاق والسير والسلوك، وعبّروا عنها بتعبيرات ٍمختلفة،كصوم العوامّ، وصوم الخواصّ، وصوم خواصّ الخواص، كما يقول أبو حامد الغزالي في إحياء علوم الدين: “اعلم أن الصوم ثلاث درجات صوم العموم وصوم الخصوص وصوم خصوص الخصوص، وأمّا صوم العموم فهو كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة كما سبق تفصيلهن، وأما صوم الخصوص فهو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام، وأما صوم خصوص الخصوص فصوم القلب عن الهضم الدنية والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عز وجل بالكلية”[17].
وكذلك الميرزا جواد الملكي التبريزي في المراقبات: “مراتب الصوم ثلاثة، صوم العوام وهو بترك الطعام والشراب… على ما قرَّره الفقهاء من واجباته ومحرماته، وصوم الخواص وهو ترك ذلك – أي ترك المفطرات حسب ما قرَّره الفقهاء – مع كفّ الجوارح عن مخالفات الله جل جلاله، وصوم خواص الخواص وهو ترك كل ما هو شاغل عن الله تعالى من حلال أو حرام، ولكل واحد من المرتبتين الأخيرتين أصناف كثيرة، لا سيّما الأولى – أي صوم الخواص فإنها الأولى من الأخيرتين- فإن أصنافها كثيرة لا تحصى بعدد مراتب أصحاب اليمين من المؤمنين، بل كل نفس منهم له حدٌّ خاص لا يشبه حدَّ صاحبه، ومن أهل المراتب أيضًا من يقرب عمله من عمل من هو فوقه، وإن لم يكن من مرتبته”[18].
المبحث الثاني: فلسفة الإخلاص في فرض الصيام.
أوّلًا: علاقة التقوى بالإخلاص.
لقد تحدّث علماء الأخلاق والمفسّرون عن مباحث قيّمة متعلّقة بالتقوى كآثارها وأقسامها ودرجاتها، ومعانيها وتمظهراتها القرآنيّة المختلفة، حيث وردت في القرآن الكريم بعدّة معانٍ:
1 . الإيمان، كقوله تعالى: ﴿ … وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا … ﴾[19]؛ كلمة التوحيد، وقوله: ﴿ … أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى … ﴾؛ أيّ للإيمان.
2 . الخشية، كقوله في سورة النساء: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ … ﴾[20].
3 . التوبة، كقوله تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ … ﴾[21]؛ أي تابوا .
4 . الطاعة، كقوله تعالى: ﴿ … أَنْ أَنذِرُواْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَاْ فَاتَّقُونِ ﴾[22].
5 . ترك المعاصي، كقوله: ﴿ … وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ … ﴾؛ أي لا تعصوه .
6 . الإخلاص في سورة الحج: ﴿ … فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾[23]؛ أيّ من إخلاص القلوب.
والملاحظ في هذه المعاني أنّها كلّها تشترك في تحقيق المسار التكامليّ للإنسان الذي يُتوّج بتقوى القلوب؛ أيّ إخلاصها، فبالتالي يوجد علاقة تكامليّة تفاعليّة بين مفهومي الإخلاص والتقوى، فبدون التقوى لا إخلاص وبدون الإخلاص لا تقوى، وهذا ما يبيّنه بوضوح حديث أمير المؤمنين (ع) حينما يجمع الإخلاص والتقوى في بوتقةٍ واحدة، ويجعلهما ميزانًا ومعيارًا في قبول جميع الأعمال: “صفَتانِ لا يَقبَلُ اللهُ سبحانه الأعمالَ إلّا بِهِما: التُّقى والإخلاص”[24].
ثانيًا: مفهوم الإخلاص العامّ.
يقول الإمام علي (ع): “الإخلاص أعلى الإيمان”[25]، من خلال هذه الرواية نفهم أهميّة الإخلاص فهو إحدى صفات المؤمن ومن أعلى مراتب الإيمان؛ ولقد فصّل كذلك علماء الأخلاق في بيان حقيقة وماهيّة الإخلاص وأنواعه وآثاره وعلاماته، إلّا أنّ زبدة القول وصفوته ما نجده في كلمات الرسول (ص) والإمام علي (ع)، حيث ينقل الفيض الكاشاني في كتابه القيّم المحجّة البيضاء في تهذيب الإحياء[26] عبارة لطيفة عن أبي حامد الغزالي في الإحياء قائلاً: “الأقاويل في هذا كثيرة ولا فائدة في تكثير النقل بعد انكشاف الحقيقة، وإنما البيان الشافي بيان سيد الأولين والآخرين، إذ سئل عن الإخلاص فقال: هو أن تقول ربي الله ثم تستقيم كما أمرت.
أيّ لا تعبد هواك ونفسك، ولا تعبد إلا ربك وتستقيم في عبادته كما أمرك، وهذه إشارة إلى قطع كل ما سوى الله عز وجل عن مجرى النظر وهو الإخلاص حقًا”.
أمّا الإمام علي (ع)، فنراه يعبّر عن الإخلاص تارةً بأنّه ثمرة اليقين، وأخرى بأنّه اليقين نفسه، أو أنّه ثمرة العبادة وصلاح النيّة[27] وتمامه اليأس ممّا في أيدي الناس وطلب رضا الله تعالى ومحبّته فقط في أيّ عملٍ أو فعلٍ يقوم به الإنسان سواء كان عبادةً أو غيرها.
ثالثًا: فلسفة الإخلاص في الصيام.
- الفلسفة الفاطميّة.
إنّ المتأمّل في كلمات أهل البيت (ع)، وخصوصًا كلمات علي (ع) والصدّيقة فاطمة الزهراء (ع) لا بدّ أن يلحظ بجلاء المركزيّة والمحوريّة للإخلاص في فلسفة جعل الصوم وفرضه، فما أجمل تعبير الزهراء (ع) في خطبتها الفدكيّة الغرّاء “والصيام تثبيتًا للإخلاص”، فالإنسان معرَّضٌ في هذه الحياة إلى شتّى صنوف الابتلاءات والوسوسات، ممّا قد يحرفه عن الإخلاص لله تعالى في حركاته وسكناته وعباداته، وهو بحاجة دائمًا إلى التثبيت والتأييد الإلهي للبقاء على النهج القويم، ولكي لا يقع في براثن الرياء والعجب وطلب الشهرة والسمعة، من هنا نجد في الأدعية الشريفة دائمًا التركيز على طلب الثبات والاستقامة. ابن سنان قال: “قال أبو عبد الله عليه السلام: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول:
يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك، فقال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك”[28].
وكذلك في القرآن الكريم آياتُ كثيرة في طلب الثبات والهداية: ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾[29].
فكما فرض الله الصّلاة تنزيهًا لكم عن الكبر؛ والكبر أحد أهمّ موانع الإخلاص، فكذلك الصيام هو الذي يكمل وظيفة الصلاة في طرد الموانع ويثبّت هذا الإخلاص واليقين في قلب العبد المؤمن.
فلئن كانت الصلاة أبرز ألوان العبادة، وتتصدر النهج الذي يتعامل به العبد مع ربِّه تعالى في حياته اليومية، فإنّ الصيام أيضًا لا يقلُّ أهميةً عن الصلاة، ولا هو أقل درجةً في إعطاء أسمى المعاني وأفضل النتائج للحياة، فإذا كانت الصلاة روح العباد فالصيام قلبها، والروح والقلب عنصران حيويان متلازمان في العطاء، متعاضدان في الأدوار والأهمية التي يؤدّيانها في كيان الإنسانية.. ومن هنا فإنّ أبرز تقييم يعطيه الإسلام للصيام هو من خلال اقترانه بالصلاة في قوله تعالى: ﴿واستعينوا بالصبر والصلاة﴾[30].
- الفلسفة العلويّة.
أ. بالعودة إلى البيان العلوي نجده يعبّر بطريقة أخرى، ولكن في سياق نفس الهدف من الصوم وهو تحقيق العبوديّة التامّة والكاملة لله، “والصيامُ ابتلاء لإخلاص الخلق”، أي أنه امتحان واختبار لمدى إخلاصهم لخالقهم وطاعتهم له، فالله تعالى مالك الملك، خالق الخلق، المنعم المفضل يريد من عبده أن يخلص له، لأنّ ما سواه لا يستحقّ النظر إليه ولا يملك نفعًا ولا ضرًّا للعبد، فأقرّ الصوم ليرى عبده في مواطن طاعته والخضوع والتذلّل له ممتحِنًا لجلده وصبره على ترك الشهوات والملذات.
فللصوم جانبان:
الجانب الأول: خارجي: وهو الإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، وهو أمرٌ يعلمه الآخرون عن الصائم.
والجانب الثاني: باطني: هو بين العبد وربه لا يعلمه جنس مخلوق آخر، وبذلك كان الصوم ابتلاءً وتثبيتًا للإخلاص.
والله يريد منّا أن نجعل الصوم جنّة كما في حديث الإمام الصادق (ع) عن النبي (ص)، أيّ درعًا وسترًا ومِجنًّا يحمينا ويصوننا من آفات الدنيا، وحجابٌ من عذاب الآخرة، فاذا صمت فانو بصومك كفَّ النفس عن الشهوات، وقطع الهمة عن خطرات الشياطين، وأنزل نفسك منزلة المرضى، ولا تشتهي طعامًا، ولا شرابًا، وتوقع في كل لحظة شفاءك من مرض الذنوب، وطهر باطنك من كدرٍ وغفلةٍ وظلمةٍ يقطعك عن معنى الإخلاص لوجه الله، فبذلك تكون قد نجحت في الامتحان والاختبار الإلهي، وخرجت من شهر الله ورسوله كما يحبّ الله ورسوله، فيأتيك علي (ع) بالمكافأة قائلًا: “يُنطق الله جميع الأشياء بالثناء على صوّام شهر رمضان”[31].
ب. قال أمير المؤمنين (ع): “الصوم عبادة بين العبد وخالقه لا يطلع عليها غيره، وكذلك لا يجازي عنها غيره”[32].
ما أروع هذه العلاقة التي يريد الله تعالى أن ينسجها مع عبده في شهره، فهي علاقة خاصّة، بحيث يخصّ الله نفسه بهذه العبادة فهو الوحيد الذي يطّلع عليها وهو الوحيد الذي يجازي عليها”. قال رسول الله (ص): قال الله تعالى: “الصوم لي وأنا أجزي به”[33]، فالصائم يشعر ولو كان وحيدًا بمراقبة الله تعالى له مما يثبِّت حالة الإخلاص لله في نفسه، ومع مراعاة هذا الأدب الباطني يشعر الصائم بالأنس مع الله تعالى فيعشق عبادته ليكون أفضل الناس كما حدّثنا رسول الله (ص): “أفضل الناس من عشق العبادة فعانقها، وأحبها بقلبه، وباشرها بجسده وتفرّغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على عسر أم على يسر”[34].
وقد تحدّث العلماء كثيرًا في شرح هذا الحديث فما معنى اختصاص الله بالصوم بين العبادات مع أنّها كلّها له، وما معنى أنّه يجزي به مع أنّ الله يجازي ويثيب على كلّ العبادات، إلّا أنّ أجمل ما وجدت ما يقوله الشيخ محمد تقي مصباح في بيانه له قائلًا: فكما أنّ الله قد جعل له بيتًا، وجعل له شهرًا، فكذلك خصّ نفسه بعبادةٍ، فالصلاة لكم، والحجّ يعود نفعه عليكم، أمّا الصوم فمن حقّ الله أن يجعله له وإن كان نفعه يعود أيضًا على العبد والمجتمع”.
أمّا السرّ في ذلك: “هو أنّ الصوم يقطع تعلّقات الإنسان بالدنيا أكثر من أيّ عبادةٍ أخرى، ويجعله نقيًّا طاهرًا، ويفكّ الأغلال من أقدامه، ويجعل قلبه مهيّأً للطيران”[35].
فالصوم صعبٌ أن يدخل فيه الرياء، وفيه حالةٌ من الخلوة بين العبد وربّه؛ فإِن الصائمَ يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّنًا منْ تناوُلِ ما حرَّم الله عليه بالصيام، فلا يتناولُهُ؛ لأنه يعلم أن له ربًّا يطَّلع عليه في خلوتِه، وقد حرَّم عَلَيْه ذلك، فيترُكُه لله خوفًا من عقابه، ورغبةً في ثوابه، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاصَ، واختصَّ صيامَه لنفْسِه من بين سَائِرِ أعمالِهِ.
وهذا ما يعبّر عنه الأمير(ع) قائلًا في مقام حالة التذلّل والخضوع التي يحدثها الصوم في نفس العبد: “وعن ذلكَ ما حرسَ اللهُ عبادهُ المؤمنين بالصلواتِ والزكوات ومجاهدةِ الصيام في الأيام المفروضاتِ، تسكينًا لأطرافهم، وتخشيعًا لأبصارهم، وتذليلًا لنفوسهمْ، وتخفيضًا لقلوبهمْ، وإذهَابًا للخُيلاءِ عنهمْ. لِما في ذلك من تعفيرِ عِتَاقِ الوجوه بالترابِ تواضعًا، والتصاقِ كرَائِم الجوارح بالأرض تصاغُرًا، ولُحُوقِ البطون بالمُتُونِ من الصيام تَذُلُّلًا”[36].
أمّا المراد بقوله: “وأنا أجزي به”، فقد يكون المراد أنّي أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته، فالأعمالَ الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سَبْعِمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرةٍ [37]، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ، وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجودين، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها؛ فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيمًا كثيرًا بِلاَ حساب والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله، وصبرٌ عن مَحارِم الله، وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ وضعفِ البَدَنِ والنَّفْسِ، فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ، وَتحقَّقَ أن يكون الصائمُ من الصابِرِين . وقَدْ قَالَ الله تَعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾[38].
الخاتمة
- 1. إنّ الصوم من أجلّ وأجمل العبادات، وأكثرها تحقيقًا للتكامل البشري وتعميقًا لمفاهيم التقرّب والعبوديّة، فهو ممّا بُنِيَ عليه الإسلام، ولقد ورد في أحكامه وفضائله وحِكَمِه الكثير، فهو أحد الصحّتين وهو علّة استواء الغني والفقير، وهو الصبر المقترن بالصلاة في محكم الكتاب، وهو تسكين الأطراف وتخشيع الأبصار وكاسر الشهوات والملذّات، إلّا أنّ التأمّل في الروايات الشريفة والآيات الكريمة يشعرنا بحكمتين وغايتين عليهما التركيز والمحوريّة، وهما: التقوى والإخلاص، فالغاية الأسمى للصوم هي الوصول إلى التقوى الاختياريّة المنتقلة تدريجيًّا من العقل الفردي إلى العقل الجمعي، وتثبيت الإخلاص المتزلزل بطبيعته عند النفس البشريّة عبر ابتلاء هذا الإخلاص وامتحانه أيّامًا معدودات في محضر الأنس والضيافة الإلهيّة.
- إنّ المنهج والفكر العلوي شاملًا جامعًا ومانعًا، فهو يبدأ مع الصائم متابعًا له ومرشدًا وملهمًا من حين رؤية الهلال، مرورًا بكيفيّة الصوم؛ عبر تحقيق الحكم الإلهيّة المبتغاة من الصوم، وصولًا إلى المفهوم الأعمق للصوم وهو صوم المقرّبين من الحضرة الأحديّة؛ حيث يصل المسافر إلى مقصده، ويشرق نور الله في قلبه، ليستحقّ حينئذٍ الثناء الإلهي بل ثناء جميع الموجودات.
[1] الكليني، محمد بن يعقوب، الأصول من الكافي، تصح. وتع: علي أكبر الغفاري، (طهران: دار الكتب الإسلاميّة، الطبعة 3، 1388هـ)، الجزء 2، الصفحة 18.
[2] سورة الحجرات، الآية 13.
[3] سورة البيّنة، الآية 5.
[4] سورة البقرة، الآية 183.
[5] راجع، الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، (مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة، الطبعة 1)، الجزء2، الصفحة 8.
[6] الراوندي، قطب الدين، فقه القرآن، (مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي، الطبعة 2)، الصفحة 72.
[7] راجع البلاغي، محمد جواد، آلاء الرحمن في تفسير القرآن، (صيدا: مطبعة العرفان)، الجزء 1، الصفحة 156.
[8] الميزان، مصدر سابق، الجزء2، الصفحة 8.
[9] التميمي الآمدي، عبد الواحد، غرر الحكم ودرر الكلم، (صيدا: مطبعة العرفان)، الصفحات 941 و 947 و 362.
[10] نهج البلاغة: الخطبة 230.
[11] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار، تصحيح: محمد باقر البهبودي، (بيروت- لبنان: دار إحياء التراث العربي، الطبعة 3، 1983ه)، الجزء 93، الصفحة 294.
[12] الليثي الواسطي، علي بن محمد، عيون الحكم والمواعظ، (دار الحديث)، الصفحة 305.
[13] غرر الحكم، الجزء 1، حديث 964، الصفحة 416.
[14] بحار الأنوار، مصدر سابق، الجزء 93، الصفحة 257.
[15] غرر الحكم، مصدر سابق، الصفحات 5873و 5874و 5890.
[16] غرر الحكم، مصدر سابق، الصفحات 5873و 5874و 5890.
[17] الغزالي، أبو حامد، إحياء علوم الدين، (دار الكتاب العربي)، الجزء1، الصفحة 243.
[18] الملكي التبريزي، الميرزا جواد، المراقبات، (دار الاعتصام، ط1)، الصفحة 95.
[19] سورة الفتح، الآية 26.
[20] سورة النساء، الآية 1.
[21] سورة الأعراف، الآية 96.
[22] سورة النحل، الآية 2.
[23] سورة الحج، الآية 32.
[24] غرر الحكم، مصدر سابق، الصفحة 5887.
[25] غرر الحكم ودرر الكلم، مصدر سابق، حديث 372، الصفحة 19.
26 الفيض الكاشاني، محسن، المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء، تحقيق: علي أكبر غفّاري، (جامعة المدرسين في قم، الطبعة 2)، الجزء 8، الصفحة133. أخرج ابن ماجة في السنن تحت رقم 3972: أن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به؟ قال: قل ربي الله ثم استقم.
[27] غرر الحكم، مصدر سابق، الصفحات 5538 و 853 و 1301و 390.
[28] بحار الأنوار، مصدر سابق، الجزء 52، الصفحة 149.
[29] سورة آل عمران، الآية 8.
[30] سورة البقرة، الآية 45.
[31] النوري، الميرزا حسين، مستدرك الوسائل، (مؤسسة أهل البيت (ع) لإحياء التراث، الطبعة 1 محققة)، الجزء7، الصفحة400.
[32] ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، (مؤسسة إسماعيليان)، الجزء20، الصفحة 296
[33] الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، تحقيق: السيد الحسن الخرسان، (طهران: دار الكتب الإسلاميّة، الطبعة 3)، الجزء4، الصفحة 152 .
[34] الكافي، الشيخ الكليني، الجزء 2، الصفحة 83.
[35] اليزدي محمد تقي المصباح، محاضرة عامّة في برنامح مصباح الهداية على قناة الصراط الفضائيّة.
[36] خطب الإمام علي (ع)، نهج البلاغة، الجزء 2، الصفحة 149.
[37] ابن العربي المالكي، أحكام القرآن، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، (دار الكتب العلميّة، الطبعة 3)، الجزء4، الصفحة 77.
[38] سورة الزمر، الآية10.
المقالات المرتبطة
الشعائر العاشورائية في ضوء منهج الدراسات الأنثروبولوجية
الشَّعائرُ الحسينيَّةُ لها دورًا عظيمـًا في الحفاظِ على الصِّبغةِ الإصلاحيَّةِ للنهضةِ الحسينيَّة، وأنَّها انمازتْ بطابعٍ يختلفُ عن بقيةِ الثَّورات الإصلاحيَّة،
دعوة للعودة
من ألطاف الباري سبحانه وتعالى اختصاصه ببعض الأزمنة لنفسه، ونسبتها إليه سبحانه كشهر رمضان المبارك المسمى بـ”شهر الله”.
وفي حين أنّ كلّ الأيّام هي أيّام الله، و كلّ الشهور لله، إلّا أنّ شهر رمضان أفضل الشهور وأشرفها، ففي رحاب هذا الشهر – شهر العفو والرحمة والمغفرة
الدعاء قراءة في الخصائص الأسلوبية
اللهمّ صلّ على الزهرة العظمى والماسة النورانية الكبرى والجوهرة اللامعة التي إن لمست القلوب والأبصار ترى منبع الأنوار المقدسة. النور