قراءة في كتاب “معرفى ونقد منابع عاشورا”
بَحثُ هذا الكتاب يدور حول مصادر واقعة الطف، حيث إن الكاتب “سيد عبد الله حسيني” قام بعملية مقارنة بين النصوص وقيّمها، وعليه كان تقسيمه للمؤلفات من أواخر القرن الأول إلى القرن العاشر على النحو الذي سوف نستعرضه.
وإصدار هذا الكتاب كان عبر “پژوهشکده تاریخ وسیره، پژوهشگاه علوم وفرهنگ اسلامی”، سنة 1388 هجري شمسي، في 364 صفحة.
سبب التأليف هو وجود العديد من الكتب المعتمدة في رواية أحداث الواقعة التي لا قيمة علمية لها، خاصة تلك التي كُتبت في عصر القاجاريين التي لم تخضع للدراسة والفحص.
فالهدف الذي يبتغيه الكاتب هو الكشف عن المصادر غير القابلة للاعتماد، والأهم من ذلك بيان المصادر والمطالب غير الصحيحة، وذلك لكثرة تداولها بين الناس، فضلًا عن العلماء.
وعلى هذا الأساس رُتّب الكتاب على مقدمة وفصول ثمانية.
فذكر في المقدمة أن واقعة كربلاء من أكثر الأحداث في تاريخ الإسلام التي نقلت بصورة مكتوبة حيث كتب فيها عشرات المقاتل، وعرض محاور البحث حول عاشوراء: من المقاتل والمعاجم، وتحقيق المصادر القديمة، والكتابات المختلفة حول عاشوراء، والتحريف التي تعرضت له هذه الواقعة. ثم مرّ على موضوع الكتاب وأنه سوف يسرد السير التاريخي للمقاتل، ويقوم بعملية تعريف وتقييم للمصادر على أساس نوع الرواية، وأنه سيقسم الروايات والتقارير التي وردت في المقاتل على أساس تاريخي، رجالي، حديثي، فضائل ومناقب، وأخيرًا سوف ينقد الروايات من حيث السند، والاتجاه، ونقاط القوة والضعف، والشبهات في كل مقتل.
وشرع في الفصل الأول “نظرة على مصادر عاشوراء” ليبين:
- الرواة الأوائل لواقعة عاشوراء: ففي القرن الأول لا وجود لكتاب عن الواقعة حيث لا نهضة علمية حتى آخر هذا القرن، وكذلك بالنسبة للتقارير الحكومية لا يوجد إلا ما ورد في رسالة ابن زياد ليزيد بن معاوية بعد قتل مسلم بن عقيل والإمام الحسين(ع)، وللأسف كذلك الأمر أيضًا بالنسبة لروايات أهل البيت حيث لم ينقل عنهم الشيء المفصل.
الأحداث والخطب والرسائل التي جرت في كربلاء نقلت شفاهة بين الناس اعتمادًا على ذاكرتهم القوية.
وأما بالنسبة للكتب التي كتبت في القرن الثاني والثالث، فقد أخذت من لسان مشاهديها وسامعيها بواسطة أو واسطتين، ومنها ما لم يُسند.
والمصادر الأولية لواقعة الطف هي ستة:
- مقتل أبو مخنف (90-150هـ).
- رواية أبو معشر النخیع (107هـ).
- تقریر ابن سعد (207هـ).
- رواية الحصين (يحتمل أنها في نصف القرن الثاني الهجري).
- رواية عمار الدهني (يحتمل أنها في نصف القرن الثاني الهجري).
- رواية الشيخ الصدوق (381هـ).
وكل ما جاء في الكتب لاحقًا هو استنادًا لواحد من المصادر المذكورة. مع الالتفات إلى وجود مصادر مهمة من القرن الثاني والتي لم يصلنا منها شيء مثل مقتل الأصبغ بن نباتة، وجابر بن يزيد الجعفي، وأبو عبيدة.
- السير التاريخي للمقاتل
المقتل هو تقرير للحوادث والوقائع التي أدّت إلى مقتل شخص أو مجموعة، ففي كتاب “الذريعة إلى تصانيف الشيعة” ذكر أكثر من ثلاثين مقتلًا تناولت حادثة كربلاء.
والمصنّف أتى على ذكر 49 مقتل، حيث بدأ العرض من القرن الثاني مع مقتل الأصبغ بن نباتة، الذي لم يتبقَّ منه سوى رواية ذكرها الطبري في كتابه، إلى كتاب “معالي السبطين” للشيخ مهدي المازندراني (1300هـ)، حيث ذكر اسم المقتل، واسم مؤلفه، وعن من روى، ومن روى عنه.
- واقعة عاشوراء في الكتب التاريخية والرجالية والحديثية، وكتب الفضائل والمناقب
ليست المقاتل وحدها ما أتت على ذكر واقعة عاشوراء، وإنما؛
- الكتب الرجالية (التي تُعرِّف أصحاب النبي والتابعين، وأصحاب الأئمة، وتذكر فضائلهم)، وعددها 10 كتب.
- الكتب التاريخية (التي تنقل الحوادث في الأزمنة المختلفة من تاريخ الإسلام)، وعددها 13 كتاب.
- الكتب التي تذكر فضائل الأئمة، وعددها ثمانية كتب.
- عدة من المجاميع الحديثية العامة (سنية كانت أم شيعية)، وعددها أربعة.
وكان اعتماد هذه الكتب على المصادر الستة التي ذكرناها، مع اختلاف زوايا البحث.
- منهجان في كتابة التاريخ
المنهج الأول: تاريخ نقلي، يقرر الواقعة على أساس المصادر المكتوبة أو الشفاهية، فهو مجرد ناقل. فإما يكون هو المشاهد للواقعة، وإما ينقل عن واسطة.
المنهج الثاني: تاريخ توصيفي، يقرر الواقعة مستندًا على رؤيته وتحليله للأحداث، فإما أن يختار ما يناسب تحليله من وقائع من المصادر المختلفة (تقرير الواقعة)، وإما أن يستند على الحكايات والشائعات من غير مصدر موثوق (تقرير قصصي).
وفي سرد واقعة عاشوراء المناهج الأربعة مستعملة.
- الروايات والتقارير المؤثرة
هناك بعض الروايات والتقارير كانت لها تأثير أكثر من غيرها مثل مقتل أبو مخنف في القرن الثاني والثالث والرابع عند أرباب التاريخ والسير، حيث كان المقتل الأساسي للنقل، وذلك لأن هذا المقتل جاء وفق صورة قصصية فيها جنبة عاطفية رغم ذكره للكثير من القصص التي لا واقعية لها، ولكن كان لها مقبولية عند الناس.
في الفصل الثاني بدأ الكاتب باستعراض التقارير حول الواقعة، حيث تعرّض أولًا إلى التقارير التاريخية:
1 . رواية ومقتل أبو مخنف: لوط بن يحيى(90ـ 158هـ)
كتب في المواضيع الأكثر جدلًا في التاريخ الإسلامي من زمن رحيل الرسول الأكرم (ص) إلى نهاية خلافة بني أمية. وكان له مقتل الحسين بن علي(ع)، الذي كان مورد اعتماد الكثير من العلماء والمؤرخين، والمصنّف أيضًا اعتمد على هذه الرواية لنفس السبب، ولاعتقاده بصحة أغلب ما جاء فيها.
وعدّد خصائص مقتل أبو مخنف، وقال إنها تعتمد على المنهج النقلي، فجميع رواياته مسندة، والمصدر الأهم له كان غلام السيدة رباب زوجة الإمام الحسين الشهيد(ع)، كما روى عن الإمام علي بن الحسين(ع) أحداث ليلة العاشر، وعن الإمام الباقر والصادق(ع)، وروى أكثر من رواية عن أصحاب الإمام، وروى أيضًا عن جيش عمر بن سعد.
فروايته كانت مأخوذة من الطرفين فتجده يروي عن عقبة الملازم للإمام الحسين(ع)، ويروي عن حميد بن مسلم الملازم لابن سعد.
ونقل أحداث المدينة التي جرت بعد واقعة عاشوراء بواسطة واحدة، ونقل مقتل مسلم بن عقيل عن اثني عشر راوٍ من الكوفة.
فنقله كان دقيق حيث كان يذكر الألقاب، وكان منظّم ومرتّب في سرد الأحداث من حيث الزمان.
ثم ذكر الكاتب للمقررين لرواية أبي مخنف:
- البلاذري في أنساب الأشراف(279هـ): نقل رواية أبو مخنف ولم يذكر عمن نقل إلّا في موارد قليلة.
- أبو حنيفة الدينوري في الأخبار الطوال(282هـ): نقل بعضًا من حادثة عاشوراء بأسلوب توصيفي من غير أن يذكر السند والمصدر، ولكن مع التدقيق والمراجعة تبين أخذه عن أبي مخنف.
- أحمد بن يعقوب في تاريخ اليعقوبي(284هـ): ذكر نهضة الإمام بشكل مختصر وبأسلوب توصيفي، وفي معظم نقله وجدنا التطابق مع رواية أبي مخنف.
- محمد بن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك(301هـ): نقل ثلاث روايات لنهضة الإمام، رواية عمار الدهني، ورواية الحصين بشكل مختصر، وتشتمل على الكثير من الشبهات، ورواية أبي مخنف بسند كامل، حيث رواها عن هشام بن محمد بن سائب الكلبي، الذي أضاف بعض المطالب، ويُعد نقل الطبري التقرير الأفضل لرواية أبي مخنف.
- أبو فرج الأصفهاني في مقتل الطالبيين(357هـ): نقلها عن طريق نصر بن مزاحم، وعلي بن محمد المدائني، كما نقل رواية عمار الدهني وجابر الجعفي.
- الشيخ المفيد في الإرشاد (368هـ): تحت عنوان: “في معرفة حجج العباد” نقل رواية أبي مخنف عن طريق المدائني بشكل مختصر.
- الطبرسي أمين الإسلام في أعلام الورى بأعلام الهدى (المتوفى 548هـ): تحت عنوان: “ذكر الثقات من أصحاب السير” رغم عدم ذكره للسند إلا أنه نقل عين ما ذكره الشيخ المفيد في نقله عن أبي مخنف.
- رواية الحصين بن عبد الرحمن
رواها الطبري بطريقين، والبلاذري وابن كثير وآخرون، وهي مختصرة تحتوي على كثير من المغالطات حيث فنّدها الكاتب، وفي التقييم اعتبرها غير دقيقة.
- رواية أبي مشعر
من الروايات غير المعروفة مع أن أبا مشعر يعتبر من الرواة المعروفين في صدر الإسلام، فكتابه غير موجود، وصلنا عبر الطبري، الذي ذكر ما جاء عنه مع إغفال سند الرواية، وقد روى كثيرون هذه الرواية نقلًا عن الطبري باختصار وتصرف.
وذكر الكاتب بعض النقولات مثل نقل ابن قتيبة الدينوري(المتوفى 276 هـ)، وابن عبد ربه الأندلسي، وأحمد بن عبد الله الطبري (694هـ)، وغيرهم.
انتقل المؤلف إلى الفصل الثالث والتقارير الرجالية:
- تقرير ونقل محمد بن عمر الواقدي (المتوفى 207هـ)
من أهم التقارير والنقولات لواقعة عاشوراء، لم تصلنا روايته، ولكن ابن سعد في طبقاته أورد الكثير من مطالبها.
- تقرير ابن سعد (المولود 168هـ)
لقد عرض واقعة عاشوراء بأسلوبين:
الأسلوب الأول: صوّر المطالب في قالب الرواية، وذكر فيها حياة الإمام وفضائله.
الأسلوب الثاني: قرّر نهضة الإمام وحركته من المدينة إلى رجوع السبايا إليها.
وبخلاف أبي مخنف فإنه ذكر سند الرواية والمتن.
أهمية هذا التقرير تقع في أمور ثلاثة رغم أنه ليس أفضل من تقرير أبي مخنف، وهو أنه لديه مطالب إضافية، وأنه مرجع للكثير من الكتب التاريخية والتراجم الذين يملكون نظرة سلبية عن نهضة الإمام، وأنه ذكر ترجمة للإمام وليس فقط سرد المقتل.
ولقد ذكر ابن سعد تقارير لم تذكر في مصدر آخر، فخالف التقارير الباقية في موارد عدة منها، وذكرها الكاتب تحت عنوان: تقارير خاصة.
نقل أمر يزيد للوليد بشأن الإمام الحسين (ع) بشكل مختلف عن البقية، وذكر مخالفة كبار الصحابة لقرار ذهاب الإمام إلى العراق، كما ذكر أن يزيد راسل ابن عباس، ونقل رسالة من مروان وغيره لابن زياد لمداراة الإمام الحسين(ع)، وذكره لدفن جسد الإمام من قِبل غلام زهير.
كما أن الكاتب ذكر عدة أمثلة من تقارير ابن سعد مجعولة موجهة، حيث غيّر الكثير من المطالب كتشجيع ابن الزبير للإمام، ورفض ابن عباس للخروج معه، وحرّف الوقائع مثل لقاء الفرزدق مع الإمام، وذكره لوقائع مع إبهام زمانها، ونقله للكثير من الروايات غير المسندة وغير القابلة للتصديق في أن مقتل الإمام كان مقدّرًا محتومًا، وحديثه عن الحوادث غير المؤلوفة بعد مقتل الإمام الشهيد(ع).
وبالمجمل فإن تقرير ابن سعد حذف أسانيد الروايات، وذكر الوقائع المهمة باختصار، وأما غير المهمة نقلها مع أسانيد، وهو لم يستند على جميع الرواة مثل رواية أبي مخنف، ولم يذكر الخطب والرسائل للإمام التي تشكل أهمية كبيرة في حركته، ونقل مطالب لا أساس لها من الصحة لتلميع صورة بني أمية، وجمع الكثير من الروايات غير القابلة للتصديق، وروايته غير متسلسلة من حيث الأحداث.
ومن الذين نقلوا عن تقرير ابن سعد: وهم القاضي نعمان المغربي في “شرح الأخبار”، حيث نقل فقط ما هو مُقدَّر للإمام، وابن عساكر الدمشقي في “تاريخ دمشق”، الذي نقل فقط عن ابن سعد، والذهبي في “تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء”، وجمال الدين أبي الحجاج في “تهذيب الكمال”، وابن حجر في “تهذيب التهذيب”، وابن كثير الدمشقي في “البداية والنهاية”، والذي فصّل كثيرًا في دفاعه عن قتلة الإمام الحسين(ع)، وحرّف خطب الإمام، ودافع عن ابن سعد، وأنكر إرسال الرأس الشريف إلى الشام…
فنجد أنه كان المصدر الأساس لمن كان يوالي بني أمية من أهل العامة.
في الفصل الرابع تحدث عن التقارير الموضوعة وغير الواقعية.
- رواية عمار الدهني
نقلها الطبري وبشكل مختصر في قسمين، حيث ذكر الأحداث التي حدثت من وفاة معاوية إلى شهادة مسلم بن عقيل، وذكر حركة الإمام من مكة إلى عودة السبايا إلى المدينة، وأرجع سندها في أكثر من مكان إلى الإمام الباقر(ع). ومن ثم المسعودي في “مروج الذهب”، نقل فقط القسم الثاني من الأحداث من دون ذكر السند.
- رواية الشيخ الصدوق في الأمالي
لقد نقل الشيخ الصدوق الواقعة بسند متصل بالإمام الصادق(ع)، إلا أن السند يحتوي على حسين بن عثمان، الذي لم يوثق عند الشيعة، وهو عند السنة وضّاع، والسند يحتوي على نساء ثلاث.
وبالنسبة للمتن فيه الكثير من الإشكالات والأخطاء مما يصعب التصديق أنه صدر عن إمام معصوم.
ولقد روى عن الصدوق الكثيرون مثل بحار الأنوار، وعوالم العلوم، ونفس المهموم…
- مقتل جابر الجعفي
نقل عنه أبو فرج الأصفهاني في “مقاتل الطالبيين” عن الإمام الباقر(ع)، وفي “كامل الزيارات” روى عن جابر في غير واقعة كربلاء، وفي مقتله الكثير من المطالب التي لا تتناسب مع مطالب ذكرها أبو مخنف وهشام وآخرين، وحتى الشيخ المفيد لم يعتمد عليه.
الفصل الخامس خَصَّه للتقارير القصصية
في نهاية القرن الثالث إلى عصرنا الحالي رويت المقاتل حول عاشوراء بأسلوب قصصي، وهذا الأسلوب يمتاز بخاصتين:
الخاصية الأولى: أنها لا تمتلك مصدرًا مشخّصًا مكتوبًا أو شفويًّا، وإذا كان موجودًا فالنقل يكون بالمعنى.
والخاصية الثانية: أنها تحتوي على عناصر القصة مثل التخيل والتصوير والتطويل والدخول بالجزئيات.
إن أكثر المقاتل شهرة هو مقتل أبي مخنف، تناقلته الألسن في المحافل وعلى المنابر بالمعنى، وبعد ذلك تغيرت الكثير من المطالب وزيد عليها، ومن ثم ظهرت الاشتباهات، وحل مكان هذا المقتل أقسام جديدة لها لون خاص، ومن بعدها للأسف أصبحت هذه التقارير القصصية مصادر معتبرة لواقعة عاشوراء، ورواية الشيخ الصدوق في “الأمالي” أحدها.
- تقرير ابن الأعثم الكوفي في الفتوح (المتوفى 314هـ)
من أهم التقارير القصصية وأكثرها تفصيلًا، يحتوي كتابه على الكثير من مطالب أبي مخنف حيث أورد المطالب بعينها، وهناك بعض المطالب زيادة.
لم يذكر مصادره، ولكن عند المقارنة يتبين نقله عن أبي مخنف ولكن بأسلوب قصصي.
نقاط الضعف: بعض المطالب تصل إلى حد الخيال، فهو خالٍ عن الدقة، وتفرّد في نقل عدة منامات.
وذكر المصنف الكثير من المطالب التي تفرد بنقلها، وتعرض لمبناه الكلامي.
2 . مقتل الحسين الخوارزمي
وهو كتاب ذكر فيه فضائل أهل البيت، وذكر مصرع الإمام وانتقام المختار الثقفي. نقل عن ابن الأعثم، وعن سهل الساعدي، ومنهال من دون سند.
تفرّد في نقل مطالب خاصةكخطبة خُط الموت… وفضيلة يوم عاشوراء وهي أهم الأبحاث في كتابه.
- المقتل المنسوب لأبي مخنف
كتب هذا المقتل بعد القرن الرابع، لأنه نقل عن الكليني، ولا يوجد له مصدر يعتمد عليه، ونقل مطالب مبالغ فيها كعدد جيش عمر بن سعد، الذي بلغ ثمانين ألفًا.
له نسخ متعددة تحتوي على اختلاف كثير بينها.
4 . روضة الواعظين لمحمد النيشابوري (المتوفى 508هـ)
من عناوين هذا الكتاب فضائل الأئمة. حذف الأسانيد، ويحتوي على مبالغة.
- مناقب آل أبي طالب للحافظ محمد بن شهر آشوب (المتوفى588ه)
ذكر فضائل الأئمة، وكان مورد استناد العلماء، تقريبًا مفصّل، نقل عن مصادر سنية وشيعية، معروفة وغير معروفة.
يحتوي على مطالب ضعيفة، حيث روى عن ابن الأعثم، وبعض رواياته من دون مصدر، وهناك شواهد قصصية كثيرة في مقتله.
6 . مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لكمال الدين الشافعي
يشبه كتاب ابن شهر آشوب، ولقد صرّح أنه ينقل ما يتناقله الناس من مشهورات.
7 . اللهوف للسيد رضي الدين بن طاووس
مطالبه مطابقة لمطالب كتاب الفتوح. وروى روايات لم تنقل من قبل، وبعضها نقلها عن كتب متهمة بالغلو والضعف، ولقد وجه الكاتب نقل ابن طاووس العالم مطالب ضعيفة وغير مسندة بأوجه ثلاثة، منها أن كتابه من التقارير القصصية التي تروي المشهورات.
8 . مثير الأحزان لابن نما (من علماء القرن السابع)
كتاب صغير، أكثر النقل عن أبي مخنف، والبعض الآخر عن ابن سعد، وابن الأعثم.
9 .كشف الغمة في معرفة الأئمة للعلّامة بهاء الملة
كتاب مشهور، أسلوبه قصصي، يتناول سيرة الأئمة، روى الفضائل عن العامة والخاصة، ولقد صرّح بقوله: “فهذا ما نقلته الأذهان والعقول مما أهداه المروي والمنقول”، فاعتمد على الحفظ دون الاستناد إلى المصدر.
10 . تذكرة الخواص لسبط الجوزي (المتوفى 654ه)
حنبلي المذهب، معتزلي، متهم بالتشيع، شرح حياة الأئمة.
سرده قصصي، أورد المصدر في أغلب نقولاته، مصادره المسعودي، والواقدي، والشعبي، أما تقريره فمشابه لتقرير ابن الأعثم.
ذكر مطالب جديدة، ولديه الكثير من الاشتباهات.
11 . الفصول المهمة لابن الصباغ (المولود في غزة 784ه)
أخطاؤه كثيرة وفاضحة، حذف الأسانيد، ولخّص القصص المشهورة بين الناس.
12 . روضة الشهداء
أهم الكتب الفارسية في القرن العاشر باللغة الفارسية، سبكه جيد، مقبول لدى الناس، مؤثر في المجتمعات الإسلامية، له ميل صوفي يظهر في كتاباته، يحتوي على الكثير من الأحاديث القصصية، نقل عن ابن طاووس، وابن الأعثم وإن كان لم يذكر السند.
13 . تسلية المجالس وزينة المجالس للسيد الأديب محمد بن أبي طالب الحسيني الموسوي الحائري الكَرَكي (لعله في القرن الحادي عشر).
سرده قصصي، اختص بأخبار لم تنقل سابقًا.
14 . ينابيع المودة لذوي القربة لسليمان البلخي(1270ه)
صرّح أنه نقل المتن الأصلي لأبي مخنف، ولكنه بعد التدقيق يظهر أنه نقل عن المقتل المنسوب لأبي مخنف.
في الفصل السادس تكلم الكاتب عن التقارير الخيالية.
هذا نوع آخر من التقارير يعتمد على تحليل وتفسير وتوجيه واقعة عاشوراء، وهو موجود عند أهل السنة والشيعة.
التقارير القصصية أدخلت بعض الأمور لأسباب خاصة، ولكن في هذه التقارير الخيال الذهني ناشئ عن دوافع سياسية وعرفانية وكلامية وعاطفية.
- نور العين في مشهد الحسين (ع) منسوب لأبي إسحاق اسفرايني(المتوفى418ه، أشعري شافعي)
هذا الكتاب نموذج عن القصة التي تحتوي على تحريف واضح، حيث وصف الإمام بأنه شخص غير بالغ، ويزيد مؤهل للخلافة، حيث سعى لإظهار معاوية على أنه الأفضل، وأثبت القدر لما حدث في عاشوراء…
2 . الرواية المنسوبة لجابر الجعفي
رواها العلّامة المجلسي عن كتاب دلائل الأئمة، ولم يروها غيره، وقال: إنها من الغرائب.
- دلائل الأئمة لابن جرير الطبري الأملي الصغير(مجهول)
أكثر القصص خرافة، وأول من ذكر هذا الكتاب ابن طاووس واستفاد من رواياته، ورواياته مرفوعة ومرسلة.
4 . منتخب الطريحي لفخر الدين(1085ه)
كتاب أشعار في مصائب أهل البيت (ع)، وذكر روايات ذم أعداء أهل البيت، ذكر الواقعة بصورة بكاء وعزاء، اعتمد على نقل العامة والمشهورات.
5 . أسرار الشهادة للملا فاضل الدربندي (1286ه)
من أضعف الكتب وأسخفها، كتب في عصر القاجاريين.
أخيرًا استعرض في الفصل السابع التقارير الجامعة.
التي كتبت في القرن الحادي عشر وما بعده، حيث استفادت من جميع المصادر.
1 . بحار الأنوار للعلّامة المجلسي (1111ه)
هو أكبر كتاب حديثي لا أحد يستطيع إنكار أهميته في حفظ ونشر معارف التشيع في كافة المواضيع، وفيما يتعلق بالإمام الحسين (ع)، هدف العلّامة جمع كل ما هو متعلق بالإمام، حيث نظم المطالب بثمانية وعشرين بابًا، فترجم الإمام ونقل الروايات وحلله في بعض المواضع. نقل عن الآمالي والإرشاد، واللهوف، والمناقب، والمقاتل، ومروج الذهب، وأبو مخنف. ولم ينقل عن الواقدي وابن سعد و… وجاء ببعض التقارير القصصية غير معروفة المصدر. ومنهجه كان نقل جميع الأحاديث.
2 . العوالم، الإمام الحسين (ع) للشيخ عبد الله البحراني (تلميذ العلّامة)
كتابه شبيه بكتاب البحار، من حيث التنطيم والمنهج، عبارة عن مئة مجلد، يحتوي على تفصيل أكثر. بالنسبة لواقعة عاشوراء اختص بنقل روايات لم يذكرها غيره، وأورد بعض الروايات المخالفة لضروريات الشريعة.
3 . ناسخ التواريخ
أخذ من تقارير معتبرة وغير معتبرة، حذف الأسانيد، وأورد بعض الأخبار التي لم تذكر في مكان آخر.
4 . نفس المهموم للشيخ عباس القمي (1335ه)
أخذ من مصادر متعددة ولكن بعضها ضعيف، وفصّل في النقل، تقريره مسند، وتوضيحات قيمة حول الأشخاص والأماكن والتقارير.
5 . با كاروان حسينى از مدينه تا شام (مع الركب الحسيني)
عبارة عن ست مجلدات صادر عن مركز تحقيقات سپاه پاسداران انقلاب اسلامی، يحتوي على نكات تحقيقية جديدة، ولكن في حوادث عاشوراء وما جرى بعدها اعتمد على مصادر ضعيفة وتقارير قصصية.
6 . تاريخ الإمام الحسين (موسوعة الإمام الحسين)
ككتاب بحار الأنوار من حيث السعة، ولكن لا نفع منه حيث جمع كل المصادر من دون الإشارة إلى ما هو ضعيف وصحيح.
والختام كان مع الفصل الثامن حيث كان الحديث عن الأسباب والدوافع لتحريف واقعة عاشوراء.
التحريف الحاصل لوقائع عاشوراء وقع في النص والمضمون، وفي التحليل والقراءة، وسنتعرض لما تعرض له النص من تحريف حدث بعد القرن العاشر من أهل المنبر والعزاء، والمقصود بالتحريف هنا التفسير غير الصحيح وغير الواقعي للأحداث، ولم يكتب مصنف في هذا المجال.
1 . الدوافع السياسية
بني أمية أول من قاموا بالتحريف للحفاظ على ملكهم وحاكميتهم، ووقع التحريف من عدة جهات:
الجهة الأولى: لأجل إدانة نهضة الإمام الحسين(ع).
الجهة الثانية: لأجل توجيه جريمتهم في كربلاء.
الجهة الثالثة: لأجل تبرئة أنفسهم أمام الناس.
2 . الدوافع العقائدية
من قِبل النواصب: في زمن حكم بني أمية، وبني العباس إلى وقتنا الحاضر، وهو نابع عن مبنى وهو إطاعة الحاكم وعدم الخروج عليه ولو كان فاسقًا.
المفوضة والمغالين والأخباريين: بعض الشيعة لهم دوافع خاصة شوهت الواقعة وقلبتها رأسًا على عقب. وهذه الدوافع نابعة عن مباني عندهم، وهي أن القدر والقضاء حول مسألة عاشوراء خاصة بالله سبحانه قبل خلق العالم، علم الإمام بالجزئيات الحاصلة…
- الدوافع الفكرية: البعض لهم مباني فكرية خاصة، وتحليلات خاصة حول عاشوراء كالمؤرخين المسلمين من أهل السنة والمستشرقين، فمنهم من قال مثلًا: إن الإمام أقدم مسرعًا على الحرب، وكان لا بدّ له من التحضير، وبعض السياسيين الذين سموا نهضة الإمام بالانتحار لإحياء وإيقاظ الأمة، وبعض العرفاء والمتصوفة ـ ذكر رأيهم سابقًا ـ، وبعض الفقهاء الذين قالوا بأن هذا القيام خاص بالإمام لأنه مستند على علم الغيب. وتحريف هؤلاء كان فقط في قراءتهم الخاطئة فلم يتعرضوا لتحريف النص.
4 . الدوافع الاجتماعية والثقافية
الأسلوب القصصي: كان من ثقافة العرب رواية القصص، وهذا الأسلوب استعمل في التبليغ الإسلامي والوعظ، وكذلك في ترويج الأفكار السياسية والدينية، وهذا الأسلوب يجذب الناس إلى يومنا هذا.
ولكن للأسف الكثير من المعتقدات الخاطئة هي وليدة هذا الأسلوب، وإن مواجهة هذه الأفكار صعب جدًّا؛ وذلك لرسوخه في العقل والذاكرة الجمعية.
وبالنسبة للقصص حول عاشوراء، كثرت القصص وانتشرت، وللأسف مع مرور الزمن حذفت أمور وزيدت أخرى. وبعض المرثيات هي أبرز مصداق على التحريف الحاصل في النص ومضمون الروايات، فالمرثية هدفها الإبكاء والتفاعل العاطفي، ولذلك تجد الشاعر والكاتب والخطيب وقارئ العزاء يدخل تصورات وتخيلات حول حادثة كربلاء ليس لها واقعية، وأمثال هذه المرثيات كثيرة في المقاتل.
والحمد لله رب العالمين
المقالات المرتبطة
مشاريع فكرية 20 | الأستاذ حسن رحيم پور أزغدي
المواليد: 1965 م في مدينة مشهد الإيرانيّة. الدراسة: بدأ دروسه الحوزوية في >مدرسة الفيضية< بقم، لكنه لم يتلبّس بالزي الحوزوي.
قراءة في كتاب نظرات في الثقافة العرفانية
قدّمت هذه القراءة النقدية لكتاب نظرات في الثقافة العرفانية من قبل الشيح حسين شمس الدين
مدرسة بغداد في التصوير الإسلامي الواسطي وغيره
شمل فن الكتاب المخطوط في الإسلام فنونًا عدة مستقلة، لكنها مكملة بعضها بعضًا: الخط، التذهيب، التصوير والتجليد. وهذه تولدت من الرغبة في إنجاز أفضل نسخ القرآن.