الهواجس الثقافية في المشروع الحضاري المعاصر
ترجمة
علي الحاج حسن
مراجعة الترجمة
عباس نورد الدين
عزة فرحات
عندما يحيا الإنسان في زمان كزماننا، الذي تعجّ الأرض فيه بالشقاقات والخلافات، فإنّ سؤال الهوية يرد ملحًّا. فانتماء الإنسان وتحديده هويّته هو الذي يرسّي لديه قواعد التواصل ويوضحها، لتتأسّس بعد ذاك أواصر علاقات تربط الأمم في سبيل تحقيق الازدهار، وإلا فإنّ واقع الشقاق سيتبدّد، ومؤدياته التي لا تخفى على حيّ ستتكرس.
وفي سبيل قراءة هذا الواقع، يصبح ضروريًّا تحديد معالم الهوية، وقد اختلف بنو الإنسان في هذا المسعى، وتولّى علماء كل شعب ومنظروه مهمّة تحديد المعيار الانتمائي لهوية شعبهم، فبين اللغة والعرق والقومية وواقع العداء للغير تعدّدت المعايير واختلفت. وفي هذا المضمار تقدّم الإمام علي الخامنئي – مرشد الثورة الإسلامية – بطرح رؤيته حول معيار تحديد الهوية فجعله الحضارة، وقدّم رؤيةً حول نظرية الهوية الحضارية الإسلامية. فالحضارة الإسلامية لديه، بكل عناصرها وفروعها، هي السقف الذي يسع المسلمين باختلاف مشاربهم للانضواء تحته، دون أن تفقد الهوية الإسلامية معناها، ودون أن يختل اعتقاد أي من مذاهب المسلمين المختلفة.
وانطلاقًا من هذا الواقع، ومن الإيمان الراسخ بأحقّية هذه الرؤية وصوابيتها، يصبح لزامًا على أصحاب الشأن السعي لتقديم هذه الرؤية والتنظير لها.
ومن موقعنا في دار المعارف الحكمية كجهة معنية في هذا الصدد، فإنّا تحمّلنا هذه المسؤولية عبر نشرنا لمجموعة من الكتب التي تخدم هذا السياق، وكان من بينها كتابنا المقدّم له هذا. فكتابنا هذا يحمل مسألة الثقافة عنوانًا للمعالجة، والثقافة تعتبر العنصر الأبرز من عناصر حضارة الأمّة. وإن صاحب الكتاب هذا إنّما يقدّم رؤيته للشأن الثقافي انطلاقًا من قناعاته الحضارية، ورؤيته القيادية، فيقدم في الكتاب أبرز الهواجس الحاقّة بواقع الثقافة الإسلامية، ويقدم في هذا المسعى مشروعه المتكامل في سبيل الوصول إلى اكتفاء ثقافي ينجي المسلمين من خطر وأهوال الثقافات المعادية.
وإنّا إذ نقدّم لطبعة الكتاب الثانية، نشير إلى أن الطبعة هذه تأتي بعد نفاذ ثلاثة آلاف نسخة من الكتاب في طبعته الأولى في العام الماضي، كما ونشير إلى أنّ الطبعة هذه حوت إضافات هامة يجدها القارئ في مقدمة الكتاب ولواحقه، كما وأعيد تنقيح النص ومراقبته من كافّة النواحي التحريرية.
المقالات المرتبطة
رأسُ الحِكمة في حُكم الأمّة بحوثٌ في نظرية ولاية الفقيه
◈ هل تصلح هذه النظرية واقعًا لإدارة الحكم وتسيير شؤون العباد والبلاد؟ وهل يمكن في عالم اليوم الكلام على نظريةٍ
فيزياء الفيلسوف ∽ دراسة تفصيليّة في بعض أحكام الجسم الفلسفيّة ولوازمها في الإلهيّات
?انشعب البحث الفلسفي إلى أقسام نظريّة وعمليّة، والنظريّة منها كان لها أقسام كذلك من الحكمة الطبيعيّة والرياضيّة وصولًا إلى الحكمة
الخـطـــــــــــــاب الأوغسطيـــــني
إسم الكاتب: الدكتور أحمد زوير
عدد الصفحات: 348
تاريخ الطبعة: 2018 م الطبعة الأولى
ISBN 978–614–440–112–5