صدام الحضارات أيضًا وأيضًا الأطروحة ليست مجرد شائعة
قدم فريد هاليداي لكتابه “الإسلام والغرب – خرافة المواجهة” بمدخل قال فيه: “إن خرافة المواجهة بين الإسلام والغرب، هي خرافة مستديمة بين جهتين متناقضتين في الظاهر، من المعسكر الغربي بالدرجة الأولى (ولكن ليس في الغرب حصرًا). هذا المعسكر الذي يسعى لتحويل العالم الإسلامي إلى عدو آخر. من معسكر أولئك الذين يدعون، من داخل البلاد الإسلامية نفسها، إلى المواجهة مع العالم غير المسلم، وخصوصًا العالم الغربي”. وهي تنطوي على محاجة، فهي إذ تنتقد أيديولوجيات من سعوا طويلًا الى الهيمنة على العالم الإسلامي، فإنها تنتقد أيضًا الكثير مما يحدث بوصفه ردًا بديلًا (محليًا وأصيلًا) من داخل هذه البلدان نفسها. وبهذا المعنى فإن هذا الكتاب سيجابه بالرفض من قبل المجموعتين على حد سواء. ولكن وصف مقولة “صدام الحضارت” بالخرافة هو وصف يفترض حسن النية. وهو يتناقض مع ما يشير له هاليداي بالسعي لتحويل العالم الإسلامي إلى عدو بديل للشيوعية. فهذا السعي يتناقض مع سذاجة الإعتقاد بالخرافة ويتعداه إلى صفة الشائعة المصممة (نوايا مبيتة) خصيصًا لتلبية الحاجة إلى عدو. وبالمراجعة نجد أن هذه المقولة قد شهدت شيوعًا انفجاريًا إذ انتشرت في العالم بسرعة قياسية (بمساعدة ثورة الاتصالات) واستجلبت من الردود والمناقشات مجلدات عديدة….تحميل المقال
المقالات المرتبطة
التوحيد ومعرفة الإنسان (3): البعد المعرفي
بعد أن عرضنا في المقالة الثانية لمجموعة من المعايير الخاصة بتشخيص ماهية الوجود الإنساني وأبعاده المختلفة في النظرة الإسلامية، تحت منظار رصد الانحرافات
من خلال التجربة التاريخية العلاقة الملتبسة بين المنبر|الدين والسلطة|السياسة
توجد علاقة طردية بين المنبر والسلطة، في كل الأديان، ولكننا نكتب عن السلطة والمنبر عند المسلمين، والعلاقة الطردية تعني أنه
نهضة الحسين (ع): ثورة العرفان
قد لا يكون من الغريب القول إنّ قضيّة ثورة الإمام الحسين (ع) على طاغية زمانه تُعتبر بحقّ واحدةً من أهمّ الوقائع التاريخيّة المقتداة اليوم كنموذج للثورة والثوّار على اختلاف مشاربهم.