صدور الكثرة عن الواحد بين الحكمة المتعالية والمدرسة الإشراقيّة
ترجمة طارق عسيلي
تتعامل هذه المقالة أوّلًا، مع النظريّات المذكورة أعلاه باختصار. وثانيًا، ستتولّى مناقشة العناصر الموجودة في المدرستين، الإشراقيّة والصوفيّة التي يفضّلها ملّا صدرا على المدرسة المشّائيّة، بعد ذلك سنشرح بشيء من التفصيل أنّ ملّا صدرا أكّد بشكل كامل نظريّة المشّائين حول صدور الكثرة عن الواحد في كتابه المبدأ والمعاد ودافع عنها وكأنّه فيلسوف مشّائيّ خالص. لكنّه في الشواهد الربوبيّة وأجوبة المسائل لم يناقش المسألة بالوضوح نفسه الذي ناقشه فيها في المبدأ والمعاد، حيث ناقش كثيرًا في هذين الكتابين أنّ الصادر الأوّل وجود وليس ماهيّة. كما أنّ ملّا صدرا سمّى الفصول في الواردات العقليّة في معارف الربوبيّة فيضًا. كما أنّ أسلوبه وتعابيره تتغيّر في هذا الكتاب حيث يبتعد عن المدرسة المشّائيّة في مناقشة صدور الكثرة عن الواحد ويقترب من المدرسة الإشراقيّة، ونتيجةً لذلك تظهر في كتاباته بعض التعابير ذات المكانة الرفيعة في المدرسة الإشراقيّة مثل، النور الخالص، نور الأنوار، الأجسام النوريّة، وغيرها. وهذا يشير إلى اهتمام ملّا صدرا وقربه من المدرسة الإشراقيّة، كما إلى ابتعاده عن المدرسة المشّائيّة.