معالم الدولة الإسلاميّة

إنّ قيد الإسلام في مفهوم الدولة يدلّ على أهمّيّة الانطلاق من المبادئ والقيم الإسلاميّة، والتي تكون العدالة محورها، وتدور الفضائل فيها مدارها. والعدل يعني رعاية حقوق كلّ الكائنات، بشرًا وحيوانات ونباتات وجمادات. ومعنى الدولة الحقيقيّ يستلزم استثمار كلّ الطاقات البشريّة لأبنائها، فاعلةً كانت أو كامنةً، على طريق التحرّك نحو الهدف المنشود.
ليس من مذهب سوى الإسلام يمتلك الخطّة الشاملة للقضاء على الظلم وإقامة العدل الشامل، وذلك لأنّ إعطاء الحقوق ومنع التعدّي يستلزم معرفة حدّ كلّ شيء، وإنّما حدّ الأشياء بحسب موقعها ومرتبتها عند الله تعالى، ولا يمكن لأيّ مخلوق أن يعرف حدود الكائنات بالنسبة إليه سبحانه، ما دام غير محيط بمقام ربّه. لهذا، لم يكن سوى الله من عنده علم تعيين كلّ كائن ضمن دائرة الوجود العامّ، وتحديد موقعه على سلّم درجاته. وقيمة الإنسان لا تتوقّف عند معرفة القواعد العامّة للحدود والحقوق التابعة لها، بل تتطلّب قدرةً على تحديد مصاديقها في الخارج، وفي الالتزام بمقتضى العدل واجتناب أيّ نوع من التعدّي….تحميل البحث
المقالات المرتبطة
الكائن الرّقمي
: إنّ التّمركزَ حولَ الذّات، واستغراقَ الإنسانِ في قيَمِ الفردانيّةِ والشّخصنةِ قد عملَتْ وسائلُ التّواصلِ الاجتماعيّ على تعزيزها، حيث زادَتْ “تضخّم الأنا” من خلال الابتعاد عن الأسرة والمجتمع، واللّجوء إلى إقامةِ علاقاتٍ افتراضيّةٍ ماهيّتُها الانفصالُ في الحقيقة
القيم الغربيّة: حكاية السيّد الذي أطاح به خادمه
كما الأساطير القديمة، الماقبل سقراطيّة، فإنّ الأسطورة التي نحن بصددها متجذّرة في الملاحظة الحثيثة لهذا العالم.
الآثار المعنويّة السلبيّة للوقوع في الذنب
لسائل أن يسأل: هل للذنوب في حياة الناس آثارها الخاصّة بها أم لا؟ في الواقع، إنّ هناك بعض من آثار