"إنّا لنأمر صبياننا بتسبيح فاطمة (ع) كما نأمرهم بالصلاة فالزمْه فإنّه ما لزمه عبدٌ فشقي"
كان عليٌ وفاطمة ركنان لبيوتٍ أذن الله أن ترفع، تضاء بزيتٍ نوره لدنّي لا يحتاج إلى النار. إنه البيت الكامل جُمع فيه أصل الرسالة وتمامها.
وتختصر الذرية الطيبة في واحدة، هي فاطمة الزهراء (ع). ممّا يعني أنّ كل مقدّس، وكل نور، وكلّ سر نبيّ ورسول وإمام معصوم إنّما هو يمثّل حقيقة هذه المرأة العظيمة صاحبة التسبيح.
السيدة الزهراء (ع).. لم تنتظر حركة الرجال لإنصافها، وإنما هي التي دشنت مسار الوقوف بوجه الزيف والانحراف.
إن الذي يصل في معارج العشق إلى درجة قاب قوسين يستطيع تحريكَ الأكوان والتحكيمَ في عالم الغيوب.
نحن لا نحتّم على الله، ولكن هذه ثقتنا وهذا رجاؤنا بشخصية هذا الرجل. داعين الله أن يشفع لنا بحبنا له.
متى أصبح الشهيد أهلاً للشهادة؟ هل انقلب جوهر الحرّ في يوم عاشوراء فجأة؟ أم كان مرجله يغلي لساعاتٍ وساعات وكان قبلها قد حافظ على جمر فطرته مشتعلاً تحت رماد دنياه؟
كيف تجاوز مخط القلادة حتى أحاط بالموت ولم يحط به. وكيف لابتسامته أن تلهم الصحب. فيبتسموا للموت. وكيف يكون مذاق العسل. وطيب العناق. والأنس بالجوار.
الشهادة والمعرفة هما كالعروة الوثقى لا انفصام لها، فلا تصل النفس إلى مقام الشهادة ما لم يدفعها العلم والمعرفة، ولا تتحقق العبودية التي خُلق الجن والإنس من أجلها دون المعرفة، وكأن الشهادة دليلٌ على الوصول إلى مقاماتٍ عاليةٍ من العلم.
لن يوصل إلى الشهادة إلّا طريق الشهادة، وطريق الشهادة كامن في ثقافة الشهادة، وهذا يعني أن الشهيد ليس مجرّد مقتول، بل هو خصوص المقتول في سبيل الله تعالى.