ليس الهدف من الفلسفة والعرفان التوجّه إلى فئة خاصة من الناس وتقديم الإجابة عن هذه الأسئلة لها، بل هي تستهدف جميع الشرائح البشرية.
لم يكن طه حسين مجرد أديب له أسلوبه الخاص..ولكن كان له مشروع مصري عربي ثقافي تنويري يمكن البناء عليه. وهنا تحدّث عن شقين من هذا المشروع.
مقدمة ندوة "النص الفلسفي وإشكالية الترجمة" التي نظمها المنتدى الفلسفي في معهد المعارف الحكمية بالتعاون مع قسم الترجمة واللغات في جامعة المعارف والجمعية الفلسفية اللبنانية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة.
وقفة تحليلة عن كل ما كتبناه في الحلقات الماضية عن مباني فهم النص عند الشهيد الصدر (ره).
ولعل اختيار الشهيد الصدر لبحث السنن التاريخية ومعالجته معالجة قرآنية، مصداقٌ لكلا المستويين؛ فكأنه رأى مشكلة طرحها التيار الماركسي الذي تحدّث عن قواعد التاريخ وقوانينه.
تعرّض الشيخ حسنين الجمّال في هذه المقالة القصيرة لبيان قبليتين مضرتين في عملية فهم النص، وهما: اتخاذ موقف مسبَق من النص، والأنس بمطلب علمي.
يبدو أن الإجابة عن هذا الموضوع تحتاج للبحث في أصل المعرفة وإمكانها. فقد ورد في مباحث الحكمة أن معرفة أي شيء تكون بأحد وجهين: إما بذاته، وإما بغيره. وأن معرفة الشيء بذاته
لا غنى لنا اليوم عن الاستغراق في تعميق مداركنا البحثية العميقة من أجل إنتاج علوم ومعارف ترشِّد الواقع العملي والمسلك الذهني والثقافي لأجيالنا الحالية.
المراد من القبليات الضرورية هو العلوم والميول التي نحتاج إليها لفهم النص. ولن نفرِّق هنا بين القبليات التي يتوقف عليها الفهم الصحيح، وبين القبليات التي يتوقف عليها الفهم الأعمق والأكمل.
هذا المبنى مهم جدًّا في قراءة النص الديني الروائي عند الشهيد الصدر، وله بُعدان: عصمة النبي (ص) والأئمة (ع)، واشتراك الأئمة (ع) في الهدف.