نحن نخوض حالة حرب، ولأول مرة يُطلق هذا التعبير على وباء. ورأينا في بلادنا وبلاد غيرنا أنّ المقاييس انقلبت، ففي العادة يكون الجنود والمقاتلين والضباط في مقدمة الجبهة، ولكن في هذه الحرب أهل السلك الطبي هم من كانوا في الصفوف الأمامية.
كنت أحاول معرفة مستوى القلق، ونظرتهم لهذا الواقع الموجود، فكانوا يقولون (المهم أن نتجاوز كورونا) ما يعني أنّهم نسوا كل الأمراض التي كانوا يعانون منها. وما زاد من عامل الخوف والقلق الأخبار التي كانت تُبث عبر وسائل الإعلام المتعددة.
هل إذا تجاوزنا هذه الأزمة هل سيعود العالم إلى نفس الضجيج السابق؟ هل سعود الناس إلى نفس الركض السابق؟
"لا شك أنّ ما بعد عالم كورونا غير ما قبله، وهناك محطة مفصلية بين العالَمين"
أي عالم اجتماعي نحن مقبلون عليه بعد جائحة كورونا؟ وهل ثمّة علاقات اجتماعية جديدة أفرزتها هذه الجائحة؟
أتشرّف بالحديث عن عالم فلسفي بارز في زماننا هذا، ولقد دعونا الله له في مقام السيدة رقية، وبجوار مقام السيدة زينب (ع)، أن يسبغ الله عليه العافية والصحة والسلامة، ليتابع مسيرته في خدمة الإسلام والمسلمين.
أدعو الشباب إلى التعرف على شخصية الشيخ مصباح اليزدي، وإلى الاهتمام الكبير والأكيد بكتبه ومؤلفاته ومحاضراته، ففيها نبع صاف، وغنى كبير في القلب وفي العقل.
مقاربة شخصية فلسفية معرفية ودينية كبيرة كشخصية الشيخ مصباح اليزدي، تحتاج إلى فسحة كبيرة من الحوار والنقاش والبيان لا تسعه هذه الفرصة، لأنّ مسيرته حافلة..
"العلاقة بين الجامعة والحوزة هي علاقة طولية تنتج فردًا واحدًا هو في ذاته وفي كينونته يمثّل الحوزة والجامعة."