مفهوم العظمة الإلهيّة ليس واضحًا عند كثيرٍ من الناس، وأذهانهم لا يمكنها أن تدركه وتفهمه. ومن هنا، يمكن الاستفادة من التأمّل في عظمة الخلق من أجل تهيئة الذهن لإدراك هذا المفهوم.
تتمثّل الخاصّية العجيبة لهذه الساحة في غفران كافّة ذنوب العاصي عند دخولها؛ ولو كان قد لوّث روحه وجسده بالعصيان لمائة سنة؛ والأرقى من ذلك أنّ كلّ هذه المعاصي سوف تُستبدل بالحسنات، كما جاء في القرآن الكريم: ﴿يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ﴾
لا شكّ في أنّ الحمد والثناء بذاتهما نعمةٌ عظيمة لا ينالها جميع الأشخاص. نحن جميعًا مغمورون بالنعم، ولكنّ التوجّه إلى تلك النعم وبيانها ونشرها ليس بالعمل الذي نوفّق إليه جميعنا.
إنّ هذه العبارات تُلفت نظرنا إلى مسألة أنّ حلول شهر رمضان المبارك، ووجوب صيامه، والتوفّق لأداء هذا الواجب الإلهيّ تُعدّ بأجمعها من النعم الإلهيّة العظيمة جدًّا؛ فأصل تخصيص هذا الشهر الفضيل بالأمّة الإسلاميّة هو فضل وشرف حبا الله تعالى أتباع هذا الدين إياه
إنّ رحلة السير إلى الله جميلة بقدر ما هي شاقّة وصعبة للوصول، يكفي أن يخلص الإنسان لله روحه، ويسلّم نفسه إلى بارئها طائعًا خاضعًا له تعالى بإرادته وعزمه على الوصول، فيرى كلّ الأشياء فيه وبه ومعه ليقطع كلّ تلك المسافات الطويلة بومضة حبّ ويصل إلى حيث يريد.
هذا الكتاب هو عبارة عن واحد وعشرين محاضرة لسماحة الشيخ [...]
يحتوي الكتاب على قسمٍ من المحاضرات الأخلاقيّة لآية الله اليزدي التي قدّمها خلال شهر رمضان المبارك من العام 2008، ويهدف الكتاب إلى تقديم شرحٍ مناسبٍ للدعاء الرابع والأربعين من الصحيفة السجادية المنسوبة للإمام زين العابدين عليه السلام يرتوي به المتعطشون لمعارف أهل البيت الأصيلة.