يستشهد عليّ (ع) بالقرآن فيقول: "هل أنزل الله سبحانه دينًا ناقصًا، أم أنزل سبحانه دينًا تامًّا فقصر الرسول عن تبليغه وأدائه، والله سبحانه يقول: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ۚ﴾ (الأنعام/38) . فهل الحكم لا شيء حتى يتجاهله الله تعالى؟
معيار المحبوبيّة عند الله هو الإيمان الثابت الذي لا يزول بعد مدّة حين تتغيّر الأحوال والظروف. وكلّما زادت مراتب إيمان الإنسان كان محبوبًا أكثر عند الله.
ما هذا المنطق؟! وما هذا الميزان؟! نعل بالية لا تُقدّر بشيء، ولا يبذل بإزائها قليل من متاع الحياة، توزن بالملك والسلطان، بل بالدنيا بكاملها، فترجح عليها وعلى لذّاتها جميعًا، وتكون خيرًا منها ومن أشيائها كافّةً، إنّ هذا لشيء عجاب؟!
سيرة الحاج جمال أبو مهدي المهندس تشهد على زهده بالدنيا منذ بداية حياته.. كان ممن يبحث عن الشهادة في ساحات الجهاد ولم يكن ممن يفر من الموت.
لم تكن الوصية صكًّا من معصوم لمعصوم يرثه في الخلافة وأمور المسلمين، بل كانت كتاب حياة يُخَطّ بماء من ذهب