أتى لفظ (الجهاد) في القرآن الكريم على عدة معان، وهي متناسقة، وليس بينها تعارض، حيث يوجد جهاد حربي، وجهاد سلمي، وجهاد حواري، وجهاد للنفس
لا يمكن للناظر والمتأمل إلا أن يرى ويسمع اسم الحسين حفيد رسول رب العالمين، الذي قضى شهيدًا ثائرًا على الظلم، رافضًا بيعة طاغية عصره يزيد المتجاهر بالفسق الشارب للخمر
الشهادة ليست محصورة بالميدان العسكري، بل إنّ يوم القيامة يوزن مداد العلماء مع دماء الشهداء فيرجح مداد العلماء. وبحسب ما ورد في الخبر أنّ المجاهدين يدافعون عن أبدان الناس، والعلماء يدافعون عن أديانهم. والكل يسألون الله أن يوفقهم إلى الجمع بين العلم والشهادة.
إنّ مفهوم الشهادة هو من المفاهيم الأساسية التي أسّس لها الإسلام، يُراد منه الموت أو القتل في سبيل الله عز وجل. وخارجًا عن إطار الدين والإسلام يشغل مصطلح الموت بال الجميع.
"إلهي أشكرك أن نقلتني من صلب إلى صلب وسمحت لي بالظهور ومنحتني الوجود حتى أتمكن من إدراك أحد أبرز أوليائك.. فإن لم أحظ بتوفيق صحبة رسولك الأعظم .. فقد جعلتني في نفس المسار".
لقد استطاع الشهيدان قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس أن يمتلكا مفاتيح الخيار، وقرّرا منذ نشأتهما مع وجود الأقدار المناسبة لدخولهما في معترك الجهاد الأصغر باكرًا، فاستطاعا أن يثبتا عشرات السنين في ساحات الجهاد، لأنّهما اختارا الطريق الأقرب.
هل هنالك شهادة ليست بمقام الإلهام لغيرها؟ ولنفترض ذلك، فإذا لم تكن ملهمة فهل ذلك يعني أنّها بنيت على أصول وقواعد لا تتفق مع المفهوم الأصيل للشهادة ومقامها، الذي ورد في الآيات الكريمة وعلى لسان الرسول الأكرم (ص) وأهل بيت النبوة (ع)؟
إن الذي يصل في معارج العشق إلى درجة قاب قوسين يستطيع تحريكَ الأكوان والتحكيمَ في عالم الغيوب.
نحن لا نحتّم على الله، ولكن هذه ثقتنا وهذا رجاؤنا بشخصية هذا الرجل. داعين الله أن يشفع لنا بحبنا له.
متى أصبح الشهيد أهلاً للشهادة؟ هل انقلب جوهر الحرّ في يوم عاشوراء فجأة؟ أم كان مرجله يغلي لساعاتٍ وساعات وكان قبلها قد حافظ على جمر فطرته مشتعلاً تحت رماد دنياه؟