يمثّل الصوم الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة الرئيسة، وقد اختصه الله عزّ وجل بخصوصية تامة جدًّا، فقد جاء في الحديث القدسي عن رب العزة سبحانه
عند الحديث عن الصيام، إن أول شيء يتبادر إلى ذهننا هو شهر رمضان الفضيل، نعم هناك صيام التطوع أو النافلة مثل صوم يومي الإثنين والخميس
إن للصوم في شهر رمضان المبارك آثاره العظيمة على النفس والروح والقلب والجسد، ولأهميته أفرد الباري له شهرًا من أشهر السنة، لعل علة ذلك أن يبتعد الإنسان عن كل ملذات الدنيا
"إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، يكشف هذا الحديث الشريف هدف المبشرين والمنذرين الإلهيين الكلي المجتمعي الذي هو إتمام مكارم الأخلاق
لم يُشرّع الله للإنسان أمرًا أو أمره بعبادةٍ أو نهاه عن شيءٍ إلَّا وكان الغرض منه الخير للإنسان والإنسانيَّة جمعاء.
لعلّ أحد أهمّ غايات وأهداف التشريعات في الإسلام هو الارتقاء بالروح وإعلاء متطلباتها على متطلبات البَدَن؛ فالصلاة معراج المؤمِن
كُتِبَ عليكم الصيام/كتب عليكم القصاص/كُتِبَ عليكم القتل /كتب عليكم القتال؛ وفي جميع ما كُتِبَ، يوجد نوع مشقة ومجاهدة، وصراع وكَدح، ويوجد تنقية وترقية، لتقودَنا إلى الترقية.
الحمد لله على نعمة الصيام ليست لأنها فريضة فقط كما قال الله في محكم كتابه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، بل أيضًا لأنها نعمة تستحق كل الشكر لله العظيم التي من خلالها تتطهر النفس من كل قبيح وعمل مذموم، وتجعل الصائم في حالة استقرار نفسي وصفاء ونقاء لروحه.
إن كل فريضة من فرائض الإسلام تمثل امتحانًا لإيمان المسلم ولعقله وإرادته. ولعل الصوم أعسرها امتحانًا، لأنه مقاومة عنيفة لسلطان الشهوات الجسمانية.
نحن اليوم في شهر رمضان المعظّم، ونفوسنا قد تعوّدتْ على مكارمه التي لا تحصى ولا تعدّ بفضل الجليل الكريم سبحانه وتعالى لما نجد فيه من نعم متكرّرة، وخيرات ظاهرة وباطنة، وبركات نشعر بها وأخرى لا نشعر بها .