أولًا: الكتاب في سطور. اسم الكتاب: قبساتٌ في المعرفة الحسينية، [...]
بمقدار ما نستوعب قيمة الشهادة الحسينية في نسيج حياتنا الرسالية بقدر ما تعي ذواتنا القيم التأسيسية للمجتمع العاشورائي والحياة العاشرائية.
هو الذي قابل جموع أهل الكوفة وحده من دون أن يعينه أو يقف إلى جنبه أي أحد، فأشاع فيهم القتل مما ملأ قلوبهم ذعرًا وخوفًا، ولمّا جيء به أسيرًا على ابن زياد لم يظهر عليه أي ذل أو انكسار.
نهض الحسين (ع) مدافعًا عن دستور الإسلام وأحكام القرآن، فقام بتلك المفادات والتضحية العظيمة التي لا مثيل لها في تاريخ البشر، وأحدثت هذه الثورة في التاريخ الإنساني عاصفة تقوض الذل والاستسلام، وتدك عروش الظالمين في كل زمن، وأضحت مشعلًا ينير الدرب لكل المخلصين من أجل حياة حرّة كريمة في ظل طاعة الله تعالى.
لم تكن تسميةٌ حدثِ شهادة الحسين وأهل بيته(ع) بإسمين: أحدهما: زمني (عاشوراء)، والآخر مكاني (كربلاء) قائمةً على المصادفة.
هي زينب تلك الإنسانة التي تجسد نموذج المرأة الصابرة والمضحية التي كتمت آلامها، وحبست دموعها، بل وواست الجميع وخفّفت عنهم، وإن كانت هي صاحبة العزاء.
تمثّل السيّدة زينب (ع) عند شيعة محمّد (ص) الرمز الروحانيّ الثوريّ الأعمق والأنقى بعد حفيد رسول الله (ص) أبي عبد الله الحسين (ع) ، كما أنّها تمثّل عندهم، وهم الذين اتسمت شخصيتهم التاريخيّة بالحزن الثوريّ.
تقول السيدة زينب عليها السلام في خطبتها بالشام: "يا يزيد كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا..".
واقعة كربلاء من المقاطع التاريخية الأشدّ حضورًا في وجدان البشرية، حفظها الناس لقرونٍ مشتعلةً ملتهبةً في قلوبهم، وهي في الفكر الإسلامي حدثٌ مفصلي