أولياء الله وأولياء الشيطان.. حرب الكون والتكوين

أولياء الله وأولياء الشيطان.. حرب الكون والتكوين

تطرّق سماحة الشيخ شفيق جرادي في هذه المحاضرة إلى الحديث عن الفئة الثانية التي تحدّث عنها القرآن الكريم وهي فئة حزب الشيطان، فئة الجاهلين. فكما يوجد الفسطاط الذي أسميناه بالفسطاط الإيماني والذي جماعته هم جماعة حزب الله، يوجد النقيض لهم، وهو الفساط المخالف، هم الجماعة التي أسماهم الباري جماعة حزب الشيطان.

واعتبر سماحته أن كلمة شيطان لا تنتسب فقط إلى إبليس؛ صحيح هو الإمام الكبير في هذا الجانب والبعد لأهل الشيطنة، لكن هناك شياطين الإنس والجن.

ولفت إلى أن هناك سبيل إلهي وهناك سبيل شيطاني، هناك عودة إلى الله وهناك عودة إلى الشيطان عند قوم آخرين، أو أحيانًا يُعبّر عنه بسبيل الله، وسبيل الطاغوت كبديل عن كلمة الشيطان.

واعتبر سماحته أن كل سبب وكل داعي ومحفّز ونتيجة تختلف عما يريده الله وعمّا يعيدنا إلى الباري تعالى فهي توقعنا في أسر الشيطان. لذلك كل جماعة ابتعدت عن الباري هي جماعة الشيطان، جماعة البعد عن الباري؛ أي جماعة الطاغوت والظالمين.

وأشار سماحته، أن الباري عز وجل أوضح لنا جملة من المسائل التي ينبغي أن تكون واضحة تمامًا عند كل صاحب بصيرة مفادها: أن الله هو ولي الذين آمنوا، وهو من يتولى ويدبر أمورنا، ومن ينصرنا فعلًا هو الله.

ولفت سماحته، أن الله هو الولي، وهو الهادي، وهو المشرّع، وهو الذي إذا عدت إليه وعُذت به ليس فقط غفر لنا أو رحمنا، بل أيضًا ينصرنا، لكن في مقابل هذا الخط، فحينما تعود إلى الشيطان، فأنت تذهب لتلجأ إلى الفراغ؛ لأنه أصلًا هو عدو، وأنت ذاهب إلى عدو لك.

واعتبر سماحته، أنه في مثل هذه الأيام نلحظ أن الإطلاق الذي أطلقه الإمام الخميني (قده) على الولايات المتحدة الأميريكية أنها الشيطان الأكبر، نرى في كل تحالفاتهم مع بعض الدول وبعض الشخصيات التي تضع كل ما عندها في السلة الأميركية، إذا تعرضت لضغط ما، فإنهم لا يتبرأون فقط من هذه الاتجاهات بل يدعوهم إلى السعير، ويدخلونهم في الفتن والحروب، وفي الأزمات. ويجعلونهم كبش فداء. فمنطق الأبلسة دائمًا هو هذا، وهذا ما ينبهنا إليه الباري عز وجل.

ولفت سماحته إلى أنه ينبغي دائمًا وفي حياتنا المعنوية والعملية، وفي سيرنا في هذه الحياة أن نلتفت أن خيار الشيطان  هو خيار اللجوء إلى من يعادينا، خيار اللجوء إلى عدونا التكويني، والعدو الأصلي الذي لا يمكن إلا أن يكون ليس فقط في الأفخاخ، بل السعير.

كما أشار سماحته إلى أمر آخر ينبغي أن نلتفت إليه، بأن كل حرب  يمكن لأي جهة من الجهات أن تخوضها  في وجه حزب الله هي عمليًّا تبايع حزب الشيطان.

وفي حديث سماحته عن سبيل الطاغوت والتي وردت في القرآن الكريم؛ بيّن معناها بأن طغا؛ أي خرج عن الإطار المحدّد له. لافتًا، أن هناك كيد وصعوبات وإمكانات عند جماعة الشيطان، وهناك  قدرة عالية على تجميع عدة وعديد وبشر وإعلام، لكننا بحاجة فقط لقليل من الصبر وكثير من الإخلاص لله عز وجل، ليظهر لنا وبالدليل الواضح بأن هذا الكيد الذي جمعوه هو ضعيف أمام صبرنا وإخلاصنا لله عز وجل.

وفي إشارة سريعة إلى عناوين العداوات لأهل الولاء الإيماني، ولأهل أولياء الله ورسوله والأئمة الأطهار عليهم أفضل الصلاة والسلام، تطرق سماحته إلى هذه العناوين، وهي: الشيطان، الكفار، المنافق؛ هو الذي يظهر الإيمان ويستطبن الكفر، الطواغيت؛ أئمة الظلم والتحكّم السلبي في حياة الناس. اليهود والذين أشركوا. وهناك بعض أهل الكتاب من غير اليهود الذين قد يعلنون الحرب في وجهك…

ثم لفت سماحته إلى أسماء أوردها القرآن الكريم وتحولت إلى أيقونات تشير إلى مداليل عن طبيعة، وعن موقف معين، مثل فرعون والنمرود. أبو لهب، وقارون الذي ابتكر كل الفرص  من أجل أن يكون صاحب القدرة الاقتصادية الحاكمة في المجتمع بل في الأنظمة السياسية وفي التأثير في الحياة السياسية. بلعم بن باعور صاحب علم وسخّر معارفه العلمية ليقول إنه أمر عظيم، وابتعد عن حكم الله وأضلّ الناس تحت عنوان المعرفة والعلم.

وفي ختام المحاضرة، تطرق سماحته أيضًا إلى بعض العناوين التي تنتمي إلى نفوسنا وركز عليها القرآن، مثل الفتنة وهي واقع شيطاني. هوى النفس؛ وهو هذه الرغبة الخاصة لدينا وهي التي تحركنا؛ كأن نريد دين وأخلاقيات، وتشريع على مقاسنا. الشهوات…كل هذه الأمور هي من المسائل التي قد انصب الاهتمام فيها.


الكلمات المفتاحيّة لهذا المقال:
الشيطانالإيمانأهل الكتاب

لا يوجد تعليقات

أكتب تعليقًا
لا يوجد تعليقات! تستطيع أن تكون الأوّل في التعليق على هذا المقال!

أكتب تعليقًا

<